المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان  (رويترز)
المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان (رويترز)

يجري المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، منذ صباح الأربعاء، لقاءات مكوكية بممثلين عن مختلف الكتل النيابية في لبنان، وعلى رأسهم رئيس البرلمان نبيه بري.

وكان لودريان قد التقى صباحا بعدد من نواب المعارضة، إلى جانب نواب من كتلة "تحالف التغيير"، ونائبين عن كتلة "تجدد"، في قصر الصنوبر بحضور السفير الفرنسي هيرفي ماغرو.

وتناول اللقاء ملف الانتخابات الرئاسية، وسط تأكيد كتلة تحالف التغيير ترشيحها قائد الجيش، العماد جوزيف عون.

كما يلتقي لودريان، ظهر الأربعاء، رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" المحسوبة على حزب الله، النائب محمد رعد، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط.

وتشمل اللقاءات كذلك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، لإذاعة فرنسا الدولية، الأربعاء، عن تفاؤله بشأن جهود بلاده لضمان انتخاب رئيس جديد للبنان خلال اجتماع البرلمان، الخميس.

وقال: "سيكون ذلك استمرارية، إن جاز التعبير، لما نجحنا في تحقيقه، وهو ما كان يبدو مستحيلًا، من أجل لبنان". 

وتابع: "بفضل وقف إطلاق النار الذي قادته فرنسا، وهو أول انقطاع للأعمال العدائية في المنطقة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي أثمر نتائج ملموسة، فالجنوب اللبناني، الذي كان محل نزاع وشهد أعمال عنف بين حزب الله وإسرائيل، بدأ يستقر مع نزع تدريجي لسلاح حزب الله، وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية".

وشدد على أنه لكي يستمر هذا الاستقرار، "يجب على لبنان أن ينتخب رئيسًا"، مضيفا: "نعتقد أن هذه الانتخابات الرئاسية ليست فقط شرطًا مسبقًا لاستمرار الديناميكية المتمثلة بالسلام ووقف إطلاق النار التي أشرت إليها، بل هي أيضًا شرط أساسي للتعافي الاقتصادي والاجتماعي للبلاد".

وتابع بارو: "رئيس البرلمان اللبناني (نبيه بري) أخذ مسؤوليته بالدعوة لهذه الجلسة. والآن تقع المسؤولية على القادة السياسيين اللبنانيين.. ليتحملوا مسؤولياتهم ويختاروا رئيسًا".

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز
جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بقاء جزء من قوات بلاده في جنوب لبنان لحين تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، موجهًا اللوم للجيش اللبناني وحزب الله لعدم التزامهما بشروط "انتشار كامل للجيش في جنوب لبنان وانسحاب عناصر الحزب إلى شمال نهر الليطاني".

قرار نتنياهو يشير إلى أن الانسحاب الإسرائيلي لن يتم بنهاية الستين يوما من عمر اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينتهي في 26 من يناير الجاري، ما يفتح الباب أمام مستقبل غامض في ظل تصاعد وتيرة تهديدات حزب الله باستئناف القتال ضد الجنود الإسرائيليين.

توقع المخطط الاستراتيجي في حزب الليكود الإسرائيلي، ستيفن غولدبرغ، أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من جنوب لبنان بسبب عدم التزام الجيش اللبناني وحزب الله بشروط اتفاقية وقف إطلاق النار.

وأشار غولدبرغ إلى أن هناك مقاتلين من حزب الله لا يزالون في المنطقة، إضافة إلى اكتشاف العديد من مخازن الأسلحة في جنوب لبنان.

كما لفت إلى أن العديد من الإسرائيليين الذين غادروا بلداتهم في شمال إسرائيل لم يتمكنوا من العودة بعد، لافتًا إلى غياب المؤشرات التي تضمن أمنهم.

وأوضح غولدبرغ أن الانسحاب الإسرائيلي يعتمد على سيطرة الجيش اللبناني بالكامل على جنوب لبنان، ونزع سلاح حزب الله، ومنع عناصره من عبور نهر الليطاني، بالإضافة إلى ضرورة توفير ضمانات كافية لضمان عودة الإسرائيليين إلى منازلهم دون تهديدات أمنية.

أمامه اختبار صعب.. ما هي قدرات الجيش اللبناني؟
يواجه الجيش اللبناني اختباراً صعباً لضمان استقرار البلاد، حيث يعمل، رغم محدودية موارده البشرية واللوجستية والعسكرية، على تعزيز انتشاره في جنوب لبنان تنفيذاً للقرار الدولي 1701، الذي أُقر في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.

من جانبه، وصف عضو حزب ميرتس ورئيس ائتلاف الدولتين، ياريف أوبنهايمر، الجيش اللبناني بـ "الضعيف" وغير القادر على تنفيذ شروط اتفاقية وقف إطلاق النار.

وفي حديثه لـ "الحرة"، أوضح أوبنهايمر أن لبنان يواجه مأزقًا سياسيًا ولا يستطيع بسط سيادته في مناطقه الجنوبية، مضيفا أن هذه الأسباب هي التي دفعت الجيش الإسرائيلي إلى عدم الانسحاب في الوقت الحالي.

لكن أوبنهايمر دعا إسرائيل إلى الامتثال لاتفاقية وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تستطيع البقاء في جنوب لبنان لفترة طويلة.

ويرى المتحدث أن بقاء القوات الإسرائيلية لفترة طويلة في المنطقة قد يؤدي إلى تصعيد وعنف، مشددًا على أنه من الحكمة أن تبحث إسرائيل عن مخرج من هذه الوضع دون أن تترك قواتها هناك لفترة طويلة.

جنود إسرائيليون في جنوب لبنان - رويترز
تعليمات سياسية للجيش الإسرائيلي بـ"عدم الانسحاب" من جنوب لبنان
أصدر المستوى السياسي الإسرائيلي، الخميس، تعليمات للجيش بعدم الانسحاب في هذه المرحلة من القطاع الشرقي في جنوب لبنان، رغم انتهاء مهلة الستين يوما لوقف إطلاق النار يوم الأحد المقبل، وفقا لما أوردته هيئة البث الإسرائيلية (كان).

وتزامنا مع حالة من الترقب على لبنان، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، خاصة في جنين، وسط دعوات متزايدة من "اليمين الإسرائيلي" لتوسيع العملية العسكرية بهدف القضاء على ما يصفونه بالإرهاب.

ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن قرار استمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في لبنان وشن العمليات العسكرية في الضفة جاء بالتوازي مع إتمام اتفاق الهدنة في قطاع غزة والتداعيات التي تبعته.

وأكدت تلك المصادر أن القيادة السياسية في إسرائيل ترى أن الخيار الأكثر أهمية هو استمرار الحرب، خاصة في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط باتفاقات وقف إطلاق النار على الجبهتين الجنوبية والشمالية.

إسرائيل تشن عمليات عسكرية متواصلة على جنين - رويترز
معركة جنين.. تعزيزات عسكرية إسرائيلية وإدانات فلسطينية
دفع الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بتعزيزات عسكرية إضافية إلي مدينة جنين ومحيط مخيمها من معسكر الجلمة، في ظل العملية العسكرية التي دخلت يومها الثاني على التوالي والتي أدت لمقتل عشرة فلسطينيين وإصابة أكثر من 40 معظمهم من المدنيين.