دعت الأمم المتحدة، الأحد، إلى تجديد التزام الأطراف كافة بتفاهم وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، محذرة من أن الظروف "ليست مهيأة بعد لعودة آمنة للمواطنين إلى قراهم الواقعة على طول الخط الأزرق".
وأشار بيان مشترك للمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، ورئيس بعثة اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو، إلى أن لبنان شهد تغييرات كبيرة منذ دخول التفاهم حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، مع انخفاض مستويات العنف وعودة مئات الآلاف من اللبنانيين إلى بلداتهم.
وأكد البيان أن القوات المسلحة اللبنانية أظهرت عزماً في الانتشار بالمناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي، وتعمل بدعم من اليونيفيل على إعادة الخدمات وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المتضررة.
ونبه المسؤولان الأمميان إلى أن المهل التي نص عليها تفاهم نوفمبر لم يتم الالتزام بها بعد، مشيرين إلى استمرار تسجيل انتهاكات للقرار 1701، والذي أكدا أن تنفيذه بالكامل هو "السبيل الوحيد لإغلاق الفصل المظلم الأخير من النزاع".

وجاء البيان المشترك، بالتزامن مع تطورات جديدة صباح الأحد بجنوب لبنان، إذ اندفع مئات اللبنانيين م على متن مركبات أو مشيا، دخول بلدات وقرى حدودية لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي الذي أطلق النار تجاههم وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بحسب حصيلة لوزارة الصحة.
ويأتي ذلك في يوم انقضاء مهلة انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق حدودية توغلت فيها خلال الحرب مع حزب الله.
ووضع اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسري منذ فجر 27 نوفمبر، حدا لنزاع بين إسرائيل والحزب المدعوم من إيران امتد لأكثر من عام.
وأكدت إسرائيل أن قواتها ستبقى لما بعد المهلة، بينما اتهمها الجانب اللبناني بـ"المماطلة".
وأوضح المسؤولان الأمميان أنه "بما أن الكثير على المحك بالنسبة للبنان وإسرائيل، هناك حاجة ماسة إلى تجديد الالتزام من قبل جميع الأطراف".
وأشار البيان المشترك إلى أن المسار الجاري لتشكيل الحكومة بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة، يشكل "خطوة أساسية في بناء الثقة بين المواطنين اللبنانيين والدولة".
واعتبر أن هذه التطورات "تبشر خيراً لدعم البسط الكامل لسلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية ولتعافي البلاد وإعادة إعمارها ونموها".