"هذا اغتصاب يحدث أونلاين"، تقول عارضة الأزياء اللبنانية نور عريضة، لابنة بلدها المغنية هيفاء وهبي، بعد قراءة تعليق جنسي على صفحة الأخيرة في إنستغرام.
تعلّق "هيفا": "هذا تعدّ علي كامرأة وكإنسانة"، مبدية امتعاضها من غياب الضوابط في مواقع التواصل الاجتماعي، مما يسمح باستمرار ظاهرة التحرش الإلكتروني.
يظهر ذلك عبر فيديو، تظهر فيه نور وهيفا وهما تقلبان صوراً لكل منهما نشرت على صفحاتهما في مواقع التواصل، ويقرآن تعليقات جنسية.
تعتبر كلاهما هذه التعليقات تحرشاً واعتداء جنسياً، وليس مجرد كلام في الحيّز الافتراضي.
وترفقان الفيديو بوسم يبدو شعاراً لهذه الحملة "التحرش مش افتراضي". تشير نور إلى أن من يمكنه كتابة ذلك أون لاين، فهو قادر على الفعل في الواقع.
تتساءل هيفا بعد قراءة تعليق يتضمن عبارات جنسية بذيئة "هل يمكن لهذا الشخص أن ينطق الكلمات أمام شرطي.. أمام أمه؟".
وتضيف "يقولون هذا عالم افتراضي، لكن هؤلاء (المتحرشين) أشخاص حقيقيون".
واستباقاً لأي انتقاد قد تتعرض له بسبب قراءة مثل هذه التعليقات، تقول هيفا "كل العيب عم نقرأه ليل نهار"، في إشارة لقدر التعليقات التي تتعرض لها على السوشال ميديا، المحملة بإيحاءات جنسية.
وتتفق نور وهيفا، على أهمية أن تضع شركات التواصل ضوابط للحد من التحرش الجنسي في العالم الافتراضي.
كما تدعوان لفضح المتحرشين، وعدم السكوت على هذه الظاهرة المتزايدة.
وعبر هذا الفيديو، تحاول نور وهيفا إيصال صوت كل من يتعرض للتحرش الإلكتروني، وربما لا يمكنه الوقوف بوجهه أو الوصول لمن يقف خلفه وتقديم شكوى أو إغلاق حسابه.
ونور مقيمة في فرنسا، اشتهرت عربياً بسبب مقاطع الفيديو التي تصورها مع ابنتها آيلا، كما ظهرت أكثر من مرة في حوارات إعلامية تتحدث عن ظاهرة التنمّر وتعرضها شخصياً لذلك.
حتى ابنتها الصغيرة لم تسلم من التنمّر.
تقول نور إن تزايد تعليقات المتحرشين وصل بها لحد أن تفكر أكثر من مرة قبل أن ترتدي ملابسها، كي لا تتعرض للانتقاد، لتستدرك أنها طالما كانت حرة باختياراتها وارتداء ما ترغب به.
هيفا من جهتها، تؤكد أنها ورغم كل ما يصلها من تعليقات "لن أخجل أبدا من كوني امرأة ولن تتغير طريقة تفكيري".
"أنا حرة" تضيف هيفا، موجهة رسالة في نهاية الفيديو "ما تخلوا حدا يسرق منكم حريتكم" فالحرية أغلى ما يملكه الإنسان، وفق تعبيرها.
الفيديو منذ نشره الاثنين، حتى كتابة الخبر، حصد على إنستغرام وحده نحو 7 ملايين مشاهدة وعشرات آلاف التعليقات والمشاركات. الكثير منها إيجابية تتفق مع الطرح وتدعو لمحاسبة المتحرشين إلكترونياً.