قوات إسرائيلية في لبنان (فرانس برس)
قوات إسرائيلية في لبنان (فرانس برس)

انسحبت القوات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، من 9 قرى لبنانية، وأبقت وجودها في 5 نقاط رئيسية على طول الحدود في جنوب لبنان.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، إن القوات انسحبت فجرا من "القرى والبلدات التي كانت تحتلها في الجنوب، وهي يارون ومارون الراس وبليدا وميس الجبل وحولا ومركبا والعديسة وكفركلا والوزاني".

وأضافت أن إسرائيل أبقت على وجودها "في 5 نقاط رئيسية على طول الحدود".

كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الجيش سيبقى متمركزًا في شريط أمني داخل لبنان، حيث سيواصل الانتشار في خمسة مواقع استراتيجية على طول الحدود، تنفيذًا لقرار المستوى السياسي.

وأكد كاتس أن القوات الإسرائيلية "ستفرض الردع بقوة ضد أي انتهاك من قِبل حزب الله"، مضيفًا: "نحن مصممون على ضمان الأمن الكامل لجميع بلدات الشمال".

وبحسب القرارات المتخذة، أنشأت إسرائيل مواقع إضافية على طول الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما تم تعزيز انتشار قوات الجيش الإسرائيلي لضمان استمرار الجاهزية العسكرية أمام أي تهديدات محتملة من لبنان.

في السياق ذاته، شدد وزير الدفاع على أن "حزب الله" ملزم بالانسحاب الكامل إلى ما بعد نهر الليطاني، وفقًا للقرارات الدولية، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني يتحمل مسؤولية فرض هذا الانسحاب ونزع سلاح "حزب الله" تحت إشراف آلية رقابة دولية بقيادة الولايات المتحدة.

وأكد كاتس أن إسرائيل "متمسكة بمبدأ أمني رُسّخ بعد هجوم 7 أكتوبر، وهو أن الجيش الإسرائيلي وحده هو الضامن لأمن البلدات في جميع الجبهات، في مواجهة أي تهديد محتمل".

وذكرت مراسلة الحرة، أن الجيش اللبناني يستكمل، الثلاثاء، عملية انتشاره في عدد من القرى والبلدات الحدودية جنوبي البلاد، حيث سجل دخول عناصر وآليات الجيش إلى البلدات التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية. 


وأضافت أنه بالتوازي، تقوم فرق الهندسة التابعة للجيش اللبناني بعملية مسح وكشف على المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، التي "واصل جنودها بين فترة وأخرى القيام بعمليات نسف وتفجير للعديد من المنازل في بلدتي عديسة وكفركلا، وذلك قبيل الانسحاب منهما" .

وأصدرت بلديات حولا وكفركلا ومارون الراس بيانات، دعت فيها الأهالي إلى التقيد بالتعليمات التي ستصدر عنها في بيانات متلاحقة، حفاظا على سلامتهم، وذلك قبل عودتهم إلى بلداتهم .

ومن المتوقع ان يبدأ اهالي بلدتي ميس وبليدا بالعودة إليها تدريجيا، ابتداء من صباح الثلاثاء، فيما من المتوقع عودة أهالي بلدات عديسة وحولا كفركلا إليها، الأربعاء، وفق مراسلة الحرة.

مواقع الجيش الإسرائيلي الخمسة التي لم ينسحب منها، يوجد قبالتها بلدات إسرائيلية رئيسية هي: تلال اللبونة في خراج بلدة الناقورة في القطاع الغربي للجنوب تقابلها أبرز بلدات الجليل الغربي من روش هانيكرا إلى شلومي ونهاريا، مرتفع جبل بلاط بين بلدتي مروحين ورامية في القطاع الغربي تقابله بلدتي شتولا وزرعيت. 

في القطاع الأوسط للجنوب: مرتفع جل الدير وجبل الباط في خراج بلدة عيترون في القطاع الاوسط للجنوب تقابلهما بلدات أفيفيم ويفتاح والمالكية. 

وفي القطاع الشرقي، يقابل نقطة الدواوير على طريق مركبا – حولا وادي هونين وبلدة مرغليوت، فيما تقابل تلة الحمامص بلدة المطلة الإسرائيلية.

من جانبها، سيّرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل"، "دوريات في هذه القرى، وأقامت نقاط عدة إلى جانب الجيش اللبناني"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.

ودخل وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي.

ووافقت الحكومة اللبنانية على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق حتى 18 فبراير الجاري.

التوتر تصاعد على الحدود الجبلية منذ ثلاثة أشهر عقب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد (أرشيفية)
التوتر تصاعد على الحدود الجبلية منذ ثلاثة أشهر عقب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد (أرشيفية)

اتفق وزيرا الدفاع اللبناني والسوري، الاثنين، على وقف إطلاق النار بين الجانبين عقب اشتباكات خلال اليومين الماضيين أدت إلى مقتل جنود من الجانبين.  

وذكرت وزارتا الدفاع السورية والصحة اللبنانية أن ثلاثة جنود من الجيش السوري الجديد وسبعة لبنانيين قُتلوا في اشتباكات على الحدود خلال اليومين الماضيين، وذلك في الوقت الذي اجتمع فيه وزراء البلدين لمناقشة سبل التهدئة والاتفاق على وقف لإطلاق النار.

وأضافت وزارة الصحة أن 52 شخصا أصيبوا على الجانب اللبناني.

وتصاعد التوتر على الحدود الجبلية منذ ثلاثة أشهر عقب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، وما أعقب هذا من تولي المعارضة مسؤولية المؤسسات والجيش.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان أن وزير الخارجية يوسف رجي التقى في بروكسل مع نظيره السوري أسعد الشيباني وبحثا "التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية-السورية واتفقا على متابعة الاتصالات بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع".

كما أجرى وزير الدفاع اللبناني، ميشال منسى، اتصالا بنظيره السوري، مرهف أبو قصرة، وبحثا التطورات الحاصلة على الحدود، وفق ما نقلته مراسلة الحرة. 

وجرى الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين على أن يستمر التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية للحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين تجنبا لسقوط ضحايا مدنيين أبرياء.

واتهمت وزارة الدفاع السورية مساء الأحد عناصر من جماعة حزب الله بدخول الأراضي السورية وخطف ثلاثة من أفراد الجيش السوري الجديد وقتلهم. ونفت جماعة حزب الله ضلوعها في هذا الأمر.

وذكر مصدر أمني لبناني لرويترز إن الجنود السوريين الثلاثة هم من عبروا إلى الأراضي اللبنانية أولا وقُتلوا على أيدي مسلحين من عشيرة في شمال شرقي لبنان كانوا يخشون تعرض بلدتهم لهجوم.

وقالت وزارة الدفاع السورية والجيش اللبناني إن القوات السورية قصفت بلدات حدودية لبنانية ليلا ردا على مقتلهم.

وأضاف سكان من بلدة القصر التي تبعد أقل من كيلومتر واحد عن الحدود لرويترز إنهم فروا مبتعدين عن المناطق الحدودية هربا من القصف.

وقال الجيش اللبناني في بيان، الاثنين، إنه سلم جثامين القتلى السوريين الثلاثة إلى السلطات السورية، وإن الوحدات العسكرية ردت على إطلاق النار من الأراضي السورية "وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني".

وذكر مراسل من رويترز على الحدود أن الجيش السوري أرسل قافلة من الجنود وعدة دبابات إلى الحدود الاثنين. وأطلقت القوات السورية النار في الهواء في أثناء مرورها عبر البلدات في طريقها إلى الحدود.

وقال ماهر الزيواني، وهو قائد فرقة في الجيش السوري تنتشر على الحدود، إن "تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت لدعم المواقع على الحدود السورية اللبنانية ومنع أي انتهاكات في الأيام المقبلة".