أفادت مصادر خاصة لقناة "الحرة" بأن الرئيس اللبناني، جوزاف عون، متمسك بطرح بند تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان خلال جلسة مجلس الوزراء المقررة، الخميس، على الرغم من استمرار الخلاف مع رئيس الحكومة نواف سلام حول الاسم المطروح.
ومن المقرر أن يسبق الجلسة لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، في محاولة لتقريب وجهات النظر بشأن هذا التعيين، الذي يشكّل أحد أبرز الملفات الخلافية بين الطرفين.
ويواصل رئيس الحكومة نواف سلام رفضه لتسمية القانوني والمصرفي كريم سعيد، الذي يحظى بدعم عون، ويُذكر أنه شقيق النائب السابق فارس سعيد.
وكان وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، قد أكد في وقت سابق أنه سيتم تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي "قبل نهاية مارس الجاري".
وقال جابر في تصريحات تلفزيونية، إن على الحاكم الجديد أن "يتمتع بسمعة طيبة وخبرة طويلة، وأن يكون معروفا ولديه تاريخ في المجال المالي والنقدي".
وأشار لـ"اقتصاد الشرق مع بلومبيرغ"، إلى أن من أهم الأهداف للحاكم أن "يقدم خطة نقدية ويعالج موضوع الودائع. وبعد إنجاز ذلك، تتم معالجة موضوع الدائنين"، وذلك في إشارة إلى أزمة الودائع المحجوزة في البنوك منذ سنوات، والتي لا يستطيع أصحابها الحصول عليها.
يذكر أن رياض سلامة، كان آخر حاكم للمصرف قبل أن يتم اعتقاله بتهمة الرشوة ويخضع للتحقيق، وقد تسلم نائبه، وسيم منصوري، المنصب بعد اعتقاله.
علي، الشاب الشيعي المنتمي لحزب الله منذ الطفولة، لم يقرر أن يولد عليًّا، ولم يكن يتخيل يومًا أن يصير إيلي، يقول.
من الكشافة إلى القتال
في بيت فقير، في جنوب لبنان، وُلد علي يتيمًا بين عشرة.
أمه، بلا سند، لم تجد ملاذًا سوى في الحزب الذي يفرض حضوره على كل تفصيل في المجتمع: من المدرسة إلى المستشفى، من الطفولة إلى السلاح.
هناك، لم تكن الحياة مجرد حياة؛ بل عقيدة. "نحن على الحق"، يرددونها صباحًا ومساءً. ومنذ الطفولة، صارت البندقية جزءًا من المنهج.
في عمر العاشرة، انضم علي إلى "كشافة الإمام المهدي"، حيث يبدأ الغرس العقائدي والعسكري معًا. "دورة محو الأمية" لم تكن كما توحي تسميتها؛ بل تدريبًا أوليًا على حمل السلاح. في الثانية عشرة، كان الطفل الصغير يعرف كيف يفكك البندقية، وفي الثالثة عشرة، كان يفتخر باستشهاد أصدقاء في التدريبات.
يصف علي دورات القتال بأنها "مزج من العسكر والعقيدة"، لكن العقيدة كانت الغالبة دائمًا. يتعلم المنتسبون أنهم يدافعون عن "أمة، عن شرف، عن طائفة"، وأن كل ما هو خارج هذا المسار مشبوه، خطر، أو "كفر".
عالم بالألوان
لكن العالم ليس أبيض وأسود. في سن الثامنة عشرة، بدأت تظهر تصدعات الشك. تعرّف علي على أصدقاء خارج "الخط"، وبدأ يرى شيئًا مختلفًا: حياة أخرى، حوارات، ضحك، نساء، ملابس ملونة، وموسيقى. كلها ممنوعة.
في إحدى الليالي، عاد إلى البيت متأخرًا، فصفعته أمه بركوة قهوة. تلك الصفعة لم تكن مجرد غضب أم، بل لحظة صدع.
"هل هذا هو الحق؟"، تساءل لأول مرة.
ومن هذا السؤال، بدأ كل شيء يتغير.
الهروب من القدر
رفض علي دعوة الحزب للانضمام إلى دورة تؤهله ليصبح "متفرغًا". كان يعلم أن القبول بها يعني بلوغ نقطة اللاعودة. فقرر أن يغادر. هرب من عائلته، من أصدقائه، ومن اسمه.
سافر إلى تركيا، ومنها حاول عبور البحر إلى أوروبا على "قوارب الموت". غرق ثلاث مرات. في كل مرة، كان الموت قريبا وكان كأنه يولد من جديد. أعادته النجاة إلى السؤال الأصلي: من هو؟ وماذا يريد أن يكون؟
من علي إلى إيلي
بعد فشل محاولة اللجوء، عاد إلى لبنان. في مطار بيروت، وقف حائرًا: لا أهل، لا أصدقاء، ولا خط عودة إلى الحزب. دق باب صديق قديم، فأتاه الجواب:
"في عائلة بدها حدا يساعدها... بس في مشكلة: اسمك علي".
ضحك، وقال: "خليه إيلي".
هكذا بدأ فصلاً جديدًا من حياته، يعيش مع عائلة مسيحية، يذهب معهم إلى الكنيسة، يشاركهم التراتيل، ويشعر لأول مرة بأنه إنسان، فقط إنسان.
"أنا مين؟" يعيد السؤال، هذه المرة بثقة أكبر. لا يريد أن يكون تابعًا، ولا أن يُملى عليه ما هو الحق وما هو الباطل. "بدي أكون إنسان يقرر، يشوف، يعرف".
تغير الاسم، بقي السؤال، لكن صارت لديه حرية البحث عن إجابة.