جانب من جلسة لجنتي الشؤون الخارجية في الكونغرس حول هجوم بنغازي
جانب من جلسة لجنتي الشؤون الخارجية في الكونغرس حول هجوم بنغازي

استكمل الكونغرس الخميس جلسات الاستماع التي بدأها الأربعاء لمجموعة من المسؤولين الحكوميين حول الهجوم الذي استهدف القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي الليبية يوم 11 سبتمبر/أيلول الماضي، وأسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة دبلوماسيين أميركيين آخرين.
 
وغابت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عن جلسة مشتركة للجنتي الشؤون الخارجية التابعة لمجلسي النواب والشيوخ، لأنها لا تزال تتعافى من ارتجاج دماغي إثر وعكة صحية ناجمة عن فيروس معوي. وأعلنت كلينتون أنها مستعدة للإدلاء بشهادتها الشهر المقبل.
 
وخلال الجلسة، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور الديموقراطي جون كيري إن تقرير الخارجية الأميركية السري عن هجوم بنغازي يقرّ بحدوث أخطاء، غير أنه أردف قائلا إن الكونغرس يتحمل بعض المسؤولية عن الأخطاء التي أدت إلى الإخفاق الأمني في القنصلية الأميركية.
 
وتابع كيري خلال الاستماع لإفادة نائب وزيرة الخارجية ويليام بيرنز "من الواضح أن هناك أخطاء ارتكبت لقد أُبلغنا بالأمس وبعبارات صارخة، بالأخطاء التي أدت إلى تلك الهجمات"، مضيفا أن التقرير يشير بوضوح شديد إلى أن "واحدة من أكثر الأخطاء أهمية هو فشل قادة بعينهم في تقدير خطورة الوضع رغم وجود تحذيرات واضحة بأن الوضع الأمني في ليبيا آخذ في التدهور".
 
من جهته، انتقد السيناتور الجمهوري بوب كوركر عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ تعامل الخارجية الأميركية مع الهجوم، وقال "لا يمكنني أن أتخيل أننا أرسلنا رفاقنا إلى بنغازي فبعدما رأيناه من خلال كاميرات المراقبة والطائرات بدون طيار، لا يمكنني أن أتصور أننا أرسلنا أناسا إلى هناك رغم انعدام الأمن".
 
وأضاف المشرع الأميركي "يبدو لي أنه كان يتعين على وزارة الخارجية  تحديد الأولويات، وفي حال عدم القدرة على تأمين الأفراد فلا يتم إرسالهم إلى هناك".
 
وتأتي الجلسة بعد إعلان وزارة  الخارجية الأميركية استقالة رئيس جهاز الأمن الدبلوماسي، المسؤول عن أمن كل الممثليات الأميركية في الخارج، إريك بوزويل الأربعاء وإعفاء ثلاثة من زملائه من وظائفهم.
 
وكان تقرير صدر الثلاثاء عن لجنة مراجعة السياسة الحكومية المستقلة قد انتقد وزارة الخارجية بسبب "الإخفاقات" و"الثغرات" في التدابير الأمنية التي اتخذتها الخارجية.
 
وجاء في التقرير أن "إخفاقات منهجية وثغرات في القيادة والإدارة على مستويات عليا في مكتبين تابعين لوزارة الخارجية أدت إلى وضع أمني في بعثة خاصة (في بنغازي) غير ملائم إطلاقا لمواجهة الهجوم الذي وقع" في 11 سبتمبر/سبتمبر 2012.
 
وخلص التقرير إلى أنه لم يكن هناك معلومات استخباراتية "آنية ومحددة" بشأن خطر يهدد القنصلية حين هاجمها عشرات المسلحين.

القنصلية الأميركية في بنغازي
القنصلية الأميركية في بنغازي

استقال ثلاثة مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية على أثر تقرير انتقد هذه الوزارة لتقصيرها في مجال أمن القنصلية الأميركية في بنغازي التي تعرضت لهجوم شنه إسلاميون في 11 سبتمبر/أيلول، بحسب ما ذكرته شبكات تلفزيونية الأربعاء.
 
ونقلت شبكتا تلفزيون "CNN" و"CBS" عن مصدر في الإدارة الأميركية لم يُكشف عن هويته أن رئيس جهاز الأمن الدبلوماسي، المسؤول عن أمن كل الممثليات الأميركية في الخارج، إريك بوزويل إضافة إلى مسؤولين اثنين في الوزارة سيغادرون مناصبهم.
 
ورفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند تأكيد أو نفي هذه المعلومة.
 
فيما قالت رئيسة اللجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إيلينا روس-ليتينن في بيان إن "استقالة المسؤولين الثلاثة في وزارة الخارجية لا تضع حدا للقضية لأنه يجب أن نواصل تحميل الحكومة مسؤولية فشلها الذريع للحؤول دون حصول بنغازي أخرى في المستقبل".
كما استغرب إيد رويس، خليفة روس-ليتينن المعين، عدم تقديم هذه الاستقالات في وقت سابق.
 
وكان التقرير الصادر عن لجنة رسمية "مستقلة" والذي نشر الثلاثاء، قد انتقد وزارة الخارجية بسبب "إخفاقات وعجز على مستوى مكتبين فيها، ما أدى إلى تشكيل جهاز أمني في قنصلية بنغازي لم يكن قادرا بما فيه الكفاية لمواجهة هجوم" الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
وهذا الهجوم بالمتفجرات والأسلحة الذي نفذته ميليشيات إسلامية، أودى بحياة السفير الأميركي في ليبيا كريستوفر ستيفنز وثلاثة موظفين أميركيين آخرين.
 
وقد شكلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اللجنة المستقلة لمراجعة عمل الحكومة في سبتمبر/أيلول، مؤكدة آنذاك أنها "تتحمل المسؤولية" عن إدارة عواقب هجوم بنغازي.
 
وكان مساعد وزيرة الخارجية وليام بيرنز قد تلا الأربعاء إعلانا مقتضبا أمام الصحافيين في وزارة الخارجية قبل أن يتوجه إلى الكونغرس للإدلاء بشهادته في هذه القضية.
وأقر بيرنز بأن التقرير يشير إلى "مشاكل خطيرة وغير مقبولة" داخل وزارة الخارجية، قائلا "لقد تعلمنا دروسا قاسية للغاية ومؤلمة في بنغازي".
 
تجدر الإشارة إلى أن توماس بيكيرينغ الذي يشارك في ترؤس اللجنة رأى أنه من "الواضح أن وزارة الخارجية لم توفر لبعثة بنغازي الأمن الذي كانت بحاجة إليه".