مقاتلون تابعون لحكومة الوفاق خلال اشتباكات مع قوات حفتر في ضواحي طرابلس
مقاتلون تابعون لحكومة الوفاق، أرشيف

أعلنت قوة أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني المدعومة من قبل الأمم المتحدة الأربعاء أنها تمكنت من اعتقال عدد من قادة تنظيم القاعدة بضواحي العاصمة طرابلس، بينهم مطلوب رئيسي جزائري الجنسية.

وأوضحت القوة الأمنية المشتركة بمصراتة التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك مساء الأربعاء، أنه "في إطار مكافحة الإرهاب وملاحقة المطلوبين محلياً ودولياً، نفذت القوة عملية مداهمة لإرهابيين مطلوبين يصنفون قادة في تنظيم القاعدة، صادرة في حقهم مذكرات قبض من مكتب النائب العام".

وأضاف البيان أن عملية القبض عليهم تمت فجر الأربعاء بضواحي مدينة طرابلس مشيرا الى أن المطلوبين للعدالة تسللوا في الفترة الاخيرة مستغلين تدهور الوضع الأمني نتيجة الحرب على العاصمة.

وأشار البيان إلى "اشتباك القوة مع أحد المطلوبين وبعد تضييق الخناق تم إجباره على تسليم نفسه، وتم التأكيد على هوية المطلوبين من بينهم المطلوب الرئيسي جزائري الجنسية المكنى بـ (الشاوي) برفقة مطلوبين آخرين من الجنسية الليبية".

وأكدت القوة الأمنية المشتركة مصادرة حقيبة معدات ومواد تستخدم في تصنيع المتفجرات وعدد من الأسلحة والقنابل اليدوية والذخائر والمستندات.

وأشارت الى أن "المطلوبين على علاقة بعدد من العمليات الإرهابية داخل العاصمة طرابلس".

ونشرت القوة عبر صفحتها صورا تظهر عملية المداهمة وأفراد أمن أثناء اقتحامهم الموقع الذي لم تذكره بالتحديد، كما تظهر الصور أسلحة وذخائر وثلاثة أشخاص مقيدي الأيدي يرتدون الزي الأزرق.

وتواصل قوات حفتر منذ الرابع من أبريل الماضي، هجوماً للسيطرة على طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني المدعومة من قبل الأمم المتحدة.

هذا وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها بسقوط 1093 قتيلا وإصابة 5762 بجروح بينهم مدنيون، فيما تخطى عدد النازحين 100 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.

رئيس البرلمان الليبي المقيم في الشرق، عقيلة صالح
ليبيا تعاني من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراع سياسي

قال رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، إن الولايات المتحدة قادرة على مساعدة ليبيا على تجاوز الانقسام والأزمة السياسية، نافيا وجود أي قوات روسية في البلاد بموافقة رسمية من السلطات التي يمثلها.

وفي مقابلة مع قناة "الحرة" تردد صالح في تأكيد وجود قوات فاغنر في ليبيا، مشيرا إلى أن البلاد تعرف تواجد مجموعات عسكرية مختلفة بما فيها إيطالية وتركية.

وأكد صالح الذي يقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة أن لا وجود لمعاهدة رسمية مع روسيا بشأن تواجد قوات عسكرية،  مضيفا أن الفوضى في البلاد سبب تواجد عدة تشكيلات عسكرية مختلفة ومخابرات أجنبية. 

 

وتوقع صالح أن تنتهي الفوضى والانقسام بمجرد تشكيل حكومة موحدة "وهو ما نسعى إليه"، حسب تعبيره.

وشدد صالح على أن ليبيا تعول على واشنطن لحل أزمة الانقسام في البلاد التي تعرف تواجد حكومتين.

وقال صالح إن  قانون انتخاب الرئيس موجود وقانون انتخاب البرلمان موجود عند المفوضية العليا للانتخابات "لكن نحتاج لسلطة تمهد وتجهز لهذه الانتخابات" بحسب تعبيره، مضيفا أنه لا يمكن ذلك إلا بحكومة موحدة توفر المال توفر الأمن وكل العمل اللوجستي للمفوضية العليا للانتخابات.

وأوضح رئيس مجلس النواب في حكومة شرق ليبيا أن واشنطن تستطيع التأثير لإنهاء الأزمة، لأن "هناك تدخلا من بعض الدول وهو سبب التأخر في قضية الانتخابات"، بحسب تعبيره.

واتهم صالح حكومة الدبيبة بأنها فشلت في كل المهام التي جاءت من أجلها وبالتالي "لاتوجد حكومة شرعية لا تنال ثقة البرلمان ولا يستطيع البرلمان أن يحاسبها إذا كان هناك فساد".

وحكومة عبد الحميد دبيبة معترف بها دوليًا وتتواجد في طرابلس (غرب). 

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي العام 2011، تعاني ليبيا من انقسامات ونزاعات مسلحة وصراع سياسي، وتتنافس حاليا فيها حكومتان على السلطة: واحدة مقرها طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة منذ مطلع عام 2021، وأخرى برئاسة فتحي باشاغا عينّها مجلس النواب في مارس الماضي ويدعمها الرجل القوي في الشرق المشير خليفة حفتر.

وتقيم موسكو علاقات وثيقة مع المشير حفتر الذي لجأ إلى مرتزقة مجموعة فاغنر في محاولته التي باءت بالفشل للسيطرة على طرابلس بين أبريل 2019 ويونيو 2020، وكان حفتر، الرجل النافذ في شرق ليبيا، زار موسكو، في سبتمبر الماضي، حيث حظي باستقبال رسمي، والتقى فلاديمير بوتين.

وكان مقررا أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وتشريعية في ديسمبر 2021، لكنها أرجئت بسبب خلافات سياسية وقانونية وأمنية.