مقاتلون تابعون لحكومة الوفاق خلال اشتباكات مع قوات حفتر في ضواحي طرابلس
مقاتلون تابعون لحكومة الوفاق خلال اشتباكات مع قوات حفتر في ضواحي طرابلس- أرشيف

مراسل الحرة

قال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة الليبية لقناة الحرة إن سيدة قتلت فيما أصيب مدنيون آخرون بجروح جراء سقوط قذيفة عشوائية في منطقة سيدي سليم بالقرب من السفارة الأميركية في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس في الساعات الأولى من صباح الخميس.

واندلعت مواجهات عنيفة في ضواحي طرابلس في الساعات الأولى من صباح الخميس بين قوات حكومة الوفاق و"الجيش الوطني" الذي يقوده خليفة حفتر، وسمعت أصوات المواجهات والقصف العنيف في مختلف مناطق العاصمة.

ودعا الناطق الرسمي باسم جهاز الإسعاف المواطنين إلى الحذر والتزام الطوابق السفلية من منازلهم، لا سيما في منطقتي الهضبة وسيدي سليم.

وأعلنت شعبة الإعلام الحربي التابعة لـ"الجيش الوطني الليبي" أن مقاتلات السلاح الجوي استهدفت مواقع لمجموعات حكومة الوفاق بمدينة سرت وسط الساحل الليبي، وأن الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة تخوض اشتباكات عنيفة في محاور العاصمة كافة ضد قوات حكومة الوفاق.

من جانب آخر، قال عبد المالك المدني الناطق الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي التابع لقوات حكومة الوفاق الوطني لقناة الحرة الخميس إن قوات خليفة حفتر استهدفت مناطق سكنية بضواحي العاصمة منها ولي العهد والهضبة وسيدي سليم وطريق المطار بالأسلحة الثقيلة وقذائف غراد التي تعتبر أسلحة غير دقيقة وتشكل خطورة على المواطنين، حسب تعبيره.

وأضاف المدني أن الأجهزة المختصة أعلنت الطوارئ في منطقة خزانات النفط في جنوب طرابلس، نظرا لقربها من المناطق التي استهدفتها قوات خليفة حفتر.

وأشار المدني إلى أن القصف أدى إلى وفاة سيدة وإصابة عدد من المواطنين، مبينا أن القصف لم يتسبب في سقوط قتلى من جنود حكومة الوفاق الوطني الليبية.

وأضاف المدني أن هذا القصف جاء بعد "تعثر هجوم قوات حفتر وفشلها في إحداث أي تغيرات ميدانية" على الرغم من "غارات الطائرات المسيرة والطائرات الأجنبية الداعمة لقواته"، حسب تعبيره.
في المقابل نشر المركز الإعلامي لغرفة عمليات "الجيش الوطني" الذي يقوده خليفة حفتر بيانا في الساعات الأولى من صباح الخميس جاء فيه أن "الضربات تشتد والانهيارات تظهر على الميليشيات في محاور القتال" في إشارة إلى قوات حكومة الوفاق بطرابلس.

وأضاف البيان أن القوة الجوية الضاربة التابعة لقوات الجيش ضربت بقوة في محاور الخلة ومعسكر حمزة وطريق المطار، مؤكدا أن قوات الجيش سيطرت على مواقع لمن وصفتها بـ"الميليشيات".

إلا أن قوات حكومة الوفاق الوطني نفت على لسان المدني تقدم قوات خليفة حفتر، وقال المدني إن هذه البيانات تأتي في سياق الحرب الإعلامية والتصريحات المكررة، حسب تعبيره.

البلدان تصالحا بعد فترة طويلة من القطيعة
البلدان تصالحا بعد فترة طويلة من القطيعة

مع التقارب بين مصر وتركيا، يواجه التحالف الجديد بين البلدين "أول اختبار رئيسي له في ليبيا"، بسبب الأزمة السياسية هناك، وفق صحيفة الغارديان.

وتسبب نزاع على مصرف ليبيا المركزي في اضطرابات واسعة لإنتاج البلاد من النفط، وكان ينذر بالتحول إلى أسوأ أزمة منذ سنوات في بلد يعد مصدرا كبيرا للطاقة، لكنه منقسم منذ فترة طويلة بين فصائل متناحرة في الشرق والغرب.

وتفاقم الخلاف حين تحركت فصائل من الغرب لإطاحة المحافظ، الصديق الكبير، مما جعل فصائل في الشرق تقدم على وقف إنتاج النفط بالكامل.

وصار الوضع متداخلا للغاية لدرجة أنه في حين احتفظ الكبير بالسيطرة على الموقع الإلكتروني للمصرف المركزي، فإن مجلسا منافسا عينه المجلس الرئاسي كان يصدر بيانات عبر صفحة البنك الموثقة على موقع فيسبوك.

وجاءت زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى تركيا، ردا على زيارة نظيره رجب طيب إردوغان إلى القاهرة في فبراير، لتعيد بناء العلاقات التي توترت بشدة على مدى عقد من الزمن. 

وناقش الرئيسان في تركيا ملفات الشرق الأوسط التي ظل البلدان على خلاف بِشأنها، ومن بينها الملف الليبي.

وقال السيسي إنهما ناقشا الأوضاع في ليبيا، مضيفا "تبادلنا وجهات النظر عن الأزمة الليبية واتفقنا على التشاور بين مؤسساتنا لتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا مع تأكيد أهمية طي صفحة تلك الأزمة الممتدة من خلال عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بالتزامن وخروج القوات الأجنبية غير المشروعة والمرتزقة من البلاد وإنهاء ظاهرة الميليشيات المسلحة حتى يتسنى لليبيا الشقيقة إنهاء مظاهر الانقسام وتحقيق الأمن والاستقرار".

وموقف البلدين على طرفي نقيض في الملف الليبي إذ يدعم كل منهما أطرافا متناحرة في الصراع، بعدما انقسمت المؤسسات السياسية، بين الشرق والغرب، منذ سقوط معمر القذافي عام 2011.

ودعمت تركيا النظام في غرب ليبيا، بينما دعمت مصر المشير، خليفة حفتر، الذي تهيمن عائلته على السياسة في شرق ليبيا.

وتقول الغارديان إنه إذا ظلت الدولتان على خلاف بشأن كيفية إنهاء الانقسامات السياسية في ليبيا، "فمن المرجح أن يثبت الوعد بعصر جديد أوسع من التعاون أنه فجر كاذب".

وكان البنك المركزي أحد المؤسسات الليبية القليلة العاملة، وعارضت القوى الغربية إقالة محافظ المصرف المركزي، معتبرة إياه مصدرا للاستقرار.

وفي إشارة إلى أهمية ليبيا للعلاقات التركية المستقبلية مع مصر، سافر رئيس المخابرات التركية، إبراهيم كالين، إلى طرابلس فور انتهاء قمة إردوغان والسيسي.

ويبدو أن كالين يحاول إقناع رئيس الوزراء في طرابلس، عبد الحميد دبيبة، بعودة الكبير إلى منصبه مؤقتا، أو إيجاد مجلس إدارة جديد بالإجماع لرئاسة البنك.

وتقول علياء الإبراهيمي، الصحفية المتخصصة في سياسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن النزاعات داخل ليبيا هي بين عائلات النخبة على الموارد الاقتصادية، وهذا يغير المعادلة بالنسبة لتركيا، أو على الأقل يجعل الحسابات مختلفة عما كانت عليه من قبل.

وتشير أيضا إلى الشراكة المالية المتنامية بين الشركات التركية والليبية في شرق البلاد، وعلى سبيل المثال مشروع بناء أكبر مصنع لإنتاج الصلب والحديد بالعالم في بنغازي.

 وتتوقع ألا تقدم تركيا مرة أخرى الدعم العسكري المطلق لحكومة طرابلس.

لكن، وفي المقابل، سيكون التخلي عن دعم دبيبة في مساعيه للسيطرة على المصرف المركزي "تضحية كبيرة".

ودعت الأمم المتحدة، وسفراء غربيون، إلى حل أزمة الكبير من خلال الإجماع، وربما من خلال عودته المؤقتة.

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها ستستأنف تيسير المشاورات بشأن الأزمة بين ممثلي مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في الشرق من جهة، وممثل المجلس الرئاسي من جهة أخرى، الأربعاء، بمقرها في طرابلس، وفق مراسل الحرة.

وأكدت البعثة في بيان، الثلاثاء، تواصل مساعيها المكثفة مع الأطراف المعنية كافة، مؤكدة أن الوقت عامل حاسم في التوصل إلى حل توافقي للأزمة والحد من آثارها السلبية.

وكانت الأطراف المشاركة طالبت بتأجيل اللقاء إلى الأربعاء بدلا من الاثنين، بسبب الحاجة لمزيد من التشاور.

من جهتها، حثت سفارات الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة لدى ليبيا الأطراف الليبية على تقديم تنازلات لبدء استعادة النزاهة المؤسسية والاستقرار للمؤسسات الليبية، في ما يتعلق بملف إدارة المصرف المركزي.