الدخان يتصاعد خلال مواجهات في طرابلس- أرشيف
جانب من الحرب الدائرة في طرابلس بين "الجيش الوطني الليبي" والقوات الموالية لحكومة الوفاق- أرشيف

مراسل الحرة

أعلنت قوات "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده خليفة حفتر السيطرة على مواقع تابعة لحكومة الوفاق بعد اشتباكات جرت السبت في ضواحي طرابلس، وهو ما نفاه متحدث باسم حكومة الوفاق للحرة.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة "للجيش الوطني" في بيان إن "وحدات عسكرية تابعة لها تقدمت في عدد من محاور القتال بضواحي العاصمة الليبية طرابلس بعد اشتباكات عنيفة خاضتها ضد قوات حكومة الوفاق".

وأضافت أن "قوات الجيش أسرت عددا من مقاتلي الوفاق وغنمت عدة آليات عسكرية، وسيطرت على مواقع جديدة سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق".

مقاتلون تابعون لحكومة الوفاق خلال اشتباكات مع قوات حفتر في ضواحي طرابلس
ليبيا.. قوات حفتر تقصف مواقع في طرابلس وسرت
قال المتحدث باسم جهاز الإسعاف والطوارئ التابع لوزارة الصحة الليبية لقناة الحرة إن سيدة قتلت فيما أصيب مدنيون آخرون بجروح جراء سقوط قذيفة عشوائية في منطقة سيدي سليم بالقرب من السفارة الأميركية في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس في الساعات الأولى من صباح الخميس

من جهته نفى عبد المالك المدني الناطق الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي التابع لقوات حكومة الوفاق الأنباء التي أوردتها قوات "الجيش الوطني" التابعة لخليفة حفتر.

وقال المدني في تصريح لقناة الحرة إن "محاور القتال شهدت مواجهات متقطعة، لكن قوات حكومة الوفاق لاتزال تحافظ على مواقعها".

وفي سياق متصل أعلن مطار مصراتة المدني غرب ليبيا استئناف الرحلات الجوية بعد توقفها لساعات، وذلك بعد تعرضه صباح السبت لقصف جوي من قبل طائرات تابعة "للجيش الوطني" بقيادة خليفة حفتر.

وكانت حكومة الوفاق الوطني أعلنت عقب القصف أن أحد موظفي الطيران في المطار أصيب بجراح نقل على إثرها إلى المستشفى.

الكفرة تقع جنوب شرقي ليبيا
الكفرة تقع جنوب شرقي ليبيا

بلغ عدد اللاجئين السودانيين الذي نزحوا إلى مدينة الكفرة الليبية 65 ألفا منذ بداية اندلاع الحرب في السودان عام 2023، وهو ما يضاهي عدد السكان الأصليين للمدينة، وفق مسؤوليها المحليين.

ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير صادر الأحد، وصول ما بين 300 و400 نازح جديد يوميًا منذ بداية النزاع المسلحة في السودان، موضحة أن عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية "في ازدياد مستمر".

يعاني نازحون سودانيون في ليبيا من ظروف عيش صعبة
وتوقع التقرير أن تكون "الأرقام الحقيقية" للنازحين السودانيين في ليبيا، وتحديدا مدينة الكفرة، "أعلى بكثير"، بالنظر إلى "الظروف الصعبة للهروب عبر الصحراء، بالإضافة إلى عدم قدرة العديد من اللاجئين على الوصول إلى مراكز التسجيل، التي تجعل من الصعب تحديد العدد الدقيق".

وبدأت الحرب في السودان منتصف أبريل 2023 نتيجة صراع بين القوات المسلحة بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ويعود أصل الخلاف إلى تنافس قديم بين المؤسستين حول السلطة والنفوذ، وتفاقم الخلاف بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.

وخلفت هذه الحرب آثارا إنسانية تصفها تقارير دولية بـ"الكارثية"، إذ سقط آلاف الضحايا المدنيين وأجبر الملايين على النزوح داخليًا وخارجيًا. كذلك تسببت الحرب في انهيار الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم، ونقص حاد في الغذاء والمياه، فضلا عن اضطرار الآلاف للنزوح.

أوضاع "مأساوية"

ويلجأ الكثير من السوادنيين إلى الكُفرة، الواقعة بجنوب شرق ليبيا، باعتبارها المدينة الليبية الأقرب للحدود، إذ تبعد بـ350 كيلومترا عن أقرب نقطة حدودية سودانية. 

ويبلغ عدد سكان الكفرة 65 ألفا، غير أن هذا العدد تضاعف بسبب توافد آلاف اللاجئين السودانيين.

وفي هذا السياق، كشف مدير المكتب الإعلامي ببلدية الكفرة، عبد الله سليمان، أن عدد السودانيين اللاجئين حاليا في الكفرة يعادل عدد سكان المدينة الأصليين، مبرزا أنه يوجد بالمدينة أكثر من 40 تجمعا للاجئين السودانيين.

ويطرح استقطاب المدينة لأعداد متلاحقة من اللاجئين تحديات، وفق سليمان الذي أفاد لموقع "تواصل" الليبي أن المؤسسات بالمدينة "غير مهيأة لتقديم الخدمات، وهي بحاجة إلى المزيد من الدعم والإمكانيات"، كاشفا أن "اللاجئين يقيمون في أوضاع مأساوية".

ووفقا لأرقام مفوضية اللاجئين الصادرة نهاية سبتمبر، وصل أكثر من 100 ألف سوداني إلى ليبيا.

وحذّر المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في مقابلة سابقة مع فرانس برس، من تداعيات الأزمة الإنسانية بالسودان، قائلا "للأسف، بدأت هذه الأزمة تؤثّر على المنطقة بأكملها بطريقة خطرة للغاية".