كان حفتر طلب مهلة حتى صباح الثلاثاء لدراسة الاتفاق
كان حفتر طلب مهلة حتى صباح الثلاثاء لدراسة الاتفاق

غادر قائد قوات شرق ليبيا المشير خليفة حفتر، العاصمة الروسية موسكو دون توقيع اتفاق وقف النار مع حكومة الوفاق لإنهاء النزاع الدائر في ليبيا، وفقا لما أكدته وزارة الخارجية الروسية لوكالة فرانس برس. 

وكان حفتر طلب، مساء الاثنين، مهلة حتى صباح الثلاثاء لدراسة الاتفاق الذي وقع عليه فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، إلا أن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاكاروفا، أكدت مغادرة حفتر العاصمة الروسية دون توقيع الاتفاق. 

وحضر الاجتماع لبحث اتفاق وقف إطلاق النار كل من وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والتركي مولود جاويش أوغلو.

وتؤكد المسودة على تحديد نقاط التماس بين الجانبين للتأكيد على استقرار وقف إطلاق النار، مدعومة بالإجراءات اللازمة لاستقرار الوضع على الأرض، وإعادة الحياة الطبيعية لطرابلس والمدن الأخرى وإنهاء كل الأعمال العدائية وخفض التوتر العسكري على طول خطوط المواجهة.

ومنذ بدء قوات حفتر هجومها باتجاه طرابلس، قتل أكثر من 280 مدنيا، بحسب الأمم المتحدة التي تشير أيضا إلى مقتل أكثر من ألفي مقاتل ونزوح 146 ألفا بسبب المعارك المستمرة في البلد الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

تعاني ليبيا من أزمات مالية متلاحقة بسبب مشكل نقص السيولة وتراجع قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية
تعاني ليبيا من أزمات مالية متلاحقة بسبب مشكل نقص السيولة وتراجع قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية

أعلن مصرف ليبيا المركزي، اليوم الأحد، طباعة 30 مليار دينار لتعوض العملة القديمة المتداولة حاليا.

وأفاد المصرف بأنه سيتم سحبُ النقود المتداولة حاليا "بشكل سلس وفق مخطط زمني تم إدراجَهُ مَسبقاً"، كاشفا أن قرار ضخ ما يعادل 6 ملايير دولار من عملة جديدة ستطبع وتُوزع للتداول هو بغرض حل أزمة نقص السيولة النقدية.

وجاء في بيان المصرف أن محافظه، ناجي محمد عيسى، المُعين قبل أزيد من شهر، اتخذ هذا الإجراء بعد "اجتماعات ممتالية" بعرض "الوقوف على خطة مصرف ليبيا المركزي تجاه حل مشكلة شُح السيولة النقدية.

وشدد المسؤول نفسه على "ضرورة تحسين البُنى التحتية للمصارف وتطويرها بما يُحَقّق التَوَسُّع في خدمات الدفع الإلكتروني وفق الخُطة المعدة".

ماذا يعني تغيير العملة؟

استبدال العملات القديمة بأخرى جديدة يعد إجراء نقدياً مهماً تتخذه الدول لأسباب تتعلق بالأمن النقدي وضبط السيولة ومحاربة التزييف. 

ووفقاً لتقارير البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فإن القرار يرتبط بأسباب بينها أن العملات القديمة تصبح عرضة للتلف والتزوير مع مرور الزمن، مما يستدعي استبدالها بعملات ذات تصميم أكثر أماناً يتماشى مع التقنيات الحديثة.

وهذا الإجراء يُستخدم أحياناً كوسيلة لإعادة الثقة في العملة الوطنية في حالات الأزمات الاقتصادية أو التضخم المفرط، كما أكدت ذلك تقارير صندوق النقد الدولي بشأن إصلاحات العملات في الدول النامية. 

كما يسهم في تعزيز الشفافية من خلال دفع الاقتصاد غير الرسمي إلى إدراج أمواله في النظام المصرفي، خاصة مع إجبار الأفراد والشركات على استبدال العملات القديمة بأخرى جديدة من خلال القنوات المصرفية الرسمية.

ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن هذه الخطوة يمكن أن تكون مكلفة ومعقدة. ومن بين تحدياتها الحاجة إلى طباعة وتوزيع العملات الجديدة، إلى جانب سحب وإتلاف القديمة بشكل آمن، كما ورد في تقرير البنك المركزي الأوروبي.

ليبيا.. مشكل عملة وسيولة

وتعاني ليبيا منذ سنوات من أزمات متكررة مع توفر السيولة وأيضا قيمة الدينار مقابل العملات الأجنبية، نتيجة الانقسامات السياسية وانعكاساتها الاقتصادية.

ولجأ البنك المركزي الليبي في الأشهر الأخيرة إلى تغيير ضريبة بيع النقد الأجنبي بشكل متكرر في محاولة لتحقيق استقرار في سعر الصرف وتخفيف الضغط على الاحتياطيات الأجنبية.

هذا الإجراء أتى في ظل فجوة بين السعر الرسمي للعملة والسعر في السوق الموازية، مما زاد من تكاليف المعيشة وأثر على استيراد السلع الأساسية. 

وتشمل التحديات ضعف الثقة في النظام المصرفي وقيود الوصول إلى النقد الأجنبي، مما يدفع المواطنين والشركات نحو السوق الموازية. بينما تؤكد تقارير رسمية الحاجة إلى إصلاحات هيكلية لاستعادة الاستقرار الاقتصادي.