اغتال مسلحون مجهولون المسؤول السابق في خفر السواحل في ليبيا عبد الرحمن ميلاد المكنّى "البيدجا"، الذي ذاع صيته باعتباره أحد كبار مهرّبي البشر، وفق ما نقلت "فرانس برس"، الاثنين، عن وسائل إعلام محلية.
وأوضحت مصادر رسمية أن ميلاد (34 عاما) اغتيل في كمين نصبه له مسلحون مجهولون في الصياد على مسافة 25 كلم غرب طرابلس، قرب قاعدة جنزور البحرية التي كان يتولى قيادتها.
وقال رئيس حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة، ومقرها العاصمة طرابلس، عبد الحميد الدبيبة على منصة إكس "تابعت بكل أسى تفاصيل العملية الآثمة التي طالت الرائد البحار عبد الرحمن سالم ميلاد ... وكلفت وزارة الداخلية والأجهزة المختصة بفتح تحقيق عاجل في واقعة استهدافه".
وأشاد الدبيبة بـ"مساعي" عبد الرحمن ميلاد من أجل "إعادة تأهيل الأكاديمية البحرية وتخريج دفعات جديدة منها بعد توقف دام أكثر من عقد".
وأظهرت صور تم تداولها على شبكات التواصل، سيارة رباعية الدفع بيضاء اللون إلى جانب الطريق وقد اخترقتها رصاصات عدة، مع جثة رجل في داخلها.
ولم تحدد المصادر الليبية أي دوافع خلف عملية الاغتيال.
والبيدجا شخصية مثيرة للجدل، عرف بأنه من ملوك التهريب في ليبيا، من البشر الى المحروقات وغيرها، خصوصا أثناء توليه قيادة خفر السواحل في مدينة الزاوية إلى الغرب من طرابلس.
وبحسب وسائل إعلام إيطالية وليبية، شارك ميلاد ومهرّبون آخرون عام 2017 في مباحثات مع مسؤولين إيطاليين، ساهمت في تحقيق انخفاض ملحوظ في عدد رحلات القوارب التي تقلّ مهاجرين من السواحل الليبية نحو ايطاليا.
وأوقفته السلطات الليبية في أكتوبر 2020، قبل الإفراج عنه في أبريل 2021.
كما صدرت بحقه مذكرة توقيف عن الانتربول بطلب من لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي الذي فرض في يونيو 2018 عقوبات على ستة زعماء لشبكات لتهريب المهاجرين في ليبيا.
وشدّد عضو المجلس الرئاسي الليبي عبدالله اللافي على أن "أيادي الغدر" التي نفذت الاغتيال "لن تفلت من العقاب".
وطلب رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري القضاء بـ"الكشف عن المتورطين وتقديمهم للعدالة".
وفي ظل الانقسام والفوضى اللذين تعانيهما منذ إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011، باتت ليبيا معبرا مهما للمهاجرين الفارين من نزاعات تشهدها دول الشرق الأوسط وإفريقيا.