يتزايد تدفق المهاجرين من موريتانيا نحو إسبانيا
يتزايد تدفق المهاجرين من موريتانيا نحو إسبانيا

أعلن الأمن الموريتاني، الأربعاء، تفكيك شبكة تهريب مهاجرين، مكونة من 3 أجانب يحملون جنسية بلد آسيوي، كانت تعتزم تنظيم رحلة هجرة غير نظامية نحو أوروبا.

وخلال العملية، أحبطت السلطات الموريتانية تنظيم رحلة هجرة غير نظامية يشارك فيها 125 أجنبيا كانت الشبكة تخطط للإبحار بهم عبر المحيط الأطلسي نحو الشواطئ الأوروبية.

وضبطت قوات الأمن خلال العملية التي جرت بمنزل في حي "سيتي بلاج " في العاصمو نواكشوط، معدات مخصصة للرحلة بينها حاويات بنزين وسترات نجاة وحقائب سفر ومحرك قارب. 

وفي الآونة الأخيرة، تحدثت وسائل إعلام محلية عن تزايد أعداد المهاجرين من أصل آسيوي في العاصمة نواكشوط ومدن ساحلية أخرى في هذا البلد الواقع على المحيط الأطلسي.

والأربعاء، قال مدير مرصد أطلس الساحل للهجرة محمد لمين خطاري في تصريح لصحيفة "الكوريو كاييغو" الإسبانية إنه أصبح من الشائع في الأحياء الشعبية بموريتانيا رؤية آسيويين ينتظرون فرصة العبور إلى أوروبا.

وأضاف أن مرصد أطلس الساحل للهجرة بموريتانيا، تتبع هذه الظاهرة ولاحظ أن هؤلاء الأشخاص يصلون وهم مستعدون تمامًا ولديهم إمكانيات اقتصادية، مشيرا إلى أن شبكات التهريب تشرح لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي كيفية الوصول لموريتانيا برّا أو جوّا.  

وكانت نواكشوط قد كشفت، السبت الفائت، عن رفض قوات الأمن المالي على الحدود مع موريتانيا استقبال مهاجرين يحملون الجنسية الباكستانية، مبررة ذلك بعدم وجود ما يثبت وصولهم إلى موريتانيا من مالي.
 

وعلى إثر الرفض الذي أبدته مالي، أعادت الشرطة الموريتانية المهاجرين إلى العاصمة نواكشوط تمهيدا لترحيلهم إلى بلدهم.

وسبق لوزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي أن أشار، في أكتوبر الفائت، إلى أن "تدفق اللاجئين على الأراضي الموريتانية وصل عتبة حرجة".

وباتت جزر الكناري التابعة لإسبانيا الواقعة قبالة سواحل غرب إفريقيا وجهة رئيسية للمهاجرين الباحثين عن فرص حياة أفضل في أوروبا.

وخلال العام 2023، وصل نحو 40 ألف مهاجر إلى جزر الكناري جزء منهم أبحر من موريتانيا، وهو رقم قياسي من المرتقب أن يتم تجاوزه هذا العام.

وإلى غاية منتصف الشهر الفائت، وصل أكثر من 32 ألف مهاجرا غير نظامي إلى الأرخبيل الإسباني من طريق البحر، مقابل 23.537 في الفترة نفسها من العام الماضي، وفق أرقام وزارة الداخلية.

وأدى تزايد تدفق المهاجرين إلى ارتفاع منسوب الغضب في المدن الرئيسية بجزر الكناري، إذ تظاهر في نهاية أكتوبر الفائت الآلاف من السكان مطالبين سلطات بلادهم بالتحرك للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية.
 

وقفة سابقة بالمغرب احتجاجا على العنف ضد النساء
منظمات حقوقية تحذر من تزايد العنف ضد النساء

رجل مسن يحمل عصا وينهال ضربا على امرأة وسط صراخ طفلتها التي تحاول حمايتها، كان هذا المشهد من مقطع فيديو لا تتجاوز مدته دقيقة ونصف الدقيقة، كافيا ليشعل غضبا شعبيا وحقوقيا بالمغرب.

وفي القصة كما نقلتها وسائل إعلام مغربية، أن الرجل مسن (80 عاما) صاحب بيت يكتريه للضحية التي لم تقوى على دفع إيجار الشهر فاختار تعنيفها في الشارع أمام أنظار طفلتها الصغيرة.

ويظهر المقطع المصور في مدينة تطوان شمال البلاد قسوة شديدة من المسن تجاه الطفلة إذ لم تنفع صرخاتها وسقوطها من الدرج في أن يتوقف عن تعنيف والدتها حتى مع إدراكه أن هناك شهودا من الجيران ومنهم من كان يوثق تلك المشهد. 

 انتشر المقطع أياما قليلة فقط بعد صدمة المغاربة تحت وقع قصة قاصر تعاني إعاقة عقلية تعرضت للاغتصاب من طرف ثلاثة رجال ما نتج عنه حمل وولادة، ما أثار استياء شعبيا وغضبا حقوقيا تجاه قضية ترى حقوقيات أن السلطات لم تنجح في ردعها.

تحرش وعنف

بعد تدخل السلطات الأمنية وإلقاءها القبض على المسن المعتدي، خرجت الضحية بتصريحات إعلامية لتقول إنها سيدة مطلقة بثلاثة أطفال، ومعنفها هو صاحب البيت الذي تكتريه رفقة أطفالها، وأن مشهد العنف هو واحد من مشاهد عنف سابقة متكررة لم توثق في مقطع فيديو كما وثق الحادث الأخير.

وتكشف الضحية أنها عجزت عن دفع ثمن إيجار البيت فما كان من الرجل إلا أن حاول استغلال ضعفها وتحرش بها جنسيا مقابل ما عجزت عن الوفاء به ماليا.

وأمام رفضها لتحرشه الجنسي قرر اللجوء إلى "الأسلوب" الذي استعمله أكثر من مرة، بحسب قولها، وهو الضرب الذي وثق هذه المرة بالصوت والصورة من أحد الجيران وكان دليل إدانة للقبض عليه ومتابعته قضائيا في حال اعتقال.

وكان من المقرر عرض الرجل البالغ من العمر 80 عامًا على أنظار النيابة العامة صباح اليوم السبت من أجل الاستماع إليه رسميا لتحديد ملابسات الحادثة وتوجيه التهم إليه.

حان وقت بناء الإنسان

ترى الناشطة الحقوقية المغربية، بشرى عبدو، أن الترسانة القانونية تبقى ضرورية لردع العنف ضد النساء، لكنها غير كافية.

وتشير عبدو في حديث لموقع "الحرة" إن الوقت حان لبناء "وعي الإنسان" المغربي وتربيته على عدم التسامح مع العنف.

وتقول عبدو إن مقطع الفيديو يظهر حقدا وكرها كبيرين من المعنف تجاه ضحيته، مشيرة إلى أنه إن كان الفضل في فضح هذه الحادثة لوسائل التواصل الاجتماعي فإن مثلها الكثير  من حوادث العنف التي ترتكب يوميا ولكنها لم تخرج للعلن وتظل بدون عقاب.

ودعت الناشطة السلطات إلى العمل على تعديل مناهج التعليم بما يساعد في تربية الجيل الجديد.

ولامت عبدو في حديثها للحرة المجالس المنتخبة التي تعرف المواطن فقد عند الانتخابات لكنها "تغيب عن توعيته وتأطيره".

وفي بيان عقب الحادثة، قالت "جمعية التحدي للمساواة والمواطنة" إن الحادث الذي انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، كشف عن استمرار ظاهرة العنف ضد النساء في المغرب.

وأكدت الجمعية أن هذا الاعتداء يعكس غياب التغيير الجذري في التعامل مع العنف داخل المجتمع، مشيرة إلى أن السياسات الزجرية المعتمدة تظل عاجزة عن مواجهة الظاهرة بشكل فعال.

وأضافت الجمعية أن غياب سياسات عمومية حقيقية لتغيير العقليات التي تطبع مع العنف كحل للنزاعات يجعل النساء في دائرة الخطر المستمر.

وفي آخر الأرقام الرسمية حول العنف ضد النساء بالمغرب سجلت رئاسة النيابة العامة معالجة حوالي 84.822 شكاية تتعلق بالعنف ضد النساء، توبع بشأنها ما يناهز 21.898 شخصًا وفتح لهم 17.822 ملفًا.

اغتصاب جماعي لطفلة

وجاء الحادث أياما قليلة عن تفجر فضيحة تعرض طفلة قاصر تعاني من إعاقة عقلية لاغتصاب جماعي متكرر من طرف ثلاثة رجال، وأسفرت هذه الجريمة عن حمل الطفلة وولادتها عبر عملية قيصرية مؤخرا.

وينظر القضاء المغربي بمدينة مراكش، الأربعاء المقبل، في قضية الاغتصاب، فيما يأمل أب الضحية في تحقيق العدالة وإنصاف ابنته، ويقول "أطالب بحق ابنتي وبمعاقبة هؤلاء المعتدين، وأريد أن أُثبت نسب الطفل وأحميه من وصمة العار".

وعلى عكس أب ضحية الاغتصاب الذي قرر خوض معركة القضاء حتى تحقيق العدالة، قررت ضحية العنف بتطوان التنازل عن شكايتها أمام الأمن، ووجهت رسالة لكل من تعاطف معها وغضب لأجلها مفادها أنها لا تريد تعويضا. وقالت في تلك الرسالة "لا أريد تعويضا.. أريد فقط الأمان".