هناك تقارب جاري في العلاقات الفرنسية الجزائرية. أرشيف
تشهد العلاقات المضطربة على مرّ التاريخ بين فرنسا والجزائر، خضّات جديدة

حذّر وزير الخارجية الفرنسي الجمعة من أن بلاده "لن يكون لديها خيار آخر سوى الرد" إذا "واصل الجزائريون هذا الموقف التصعيدي"، بعد رفض الجزائر الخميس استقبال مؤثّر جزائري رحلته فرنسا.

وقال جان نويل بارو إنه من بين "الأوراق التي يمكننا تفعيلها... التأشيرات ... ومساعدات التنمية" وحتى "عدد معين من مواضيع التعاون الأخرى"، مضيفا عبر قناة "إل سي إي" الخاصة إنه " "مندهش" لكون السلطات الجزائرية "رفضت استعادة أحد مواطنيها" الذي أصبحت قضيته الآن "أمام القضاء" في فرنسا.

وكانت فرنسا أوقفت مؤثرا جزائريا لقبه "بوعلام" الأحد في مونبلييه في جنوب البلاد وألغت تصريح إقامته ثم رحّلته بطائرة الخميس إلى الجزائر، وفق ما أفاد محاميه جان باتيست موسيه وكالة فرانس برس. وتتّهمه السلطات بـ"الدعوة لتعذيب معارض للنظام الحالي في الجزائر".

لكنه في نهاية المطاف أعيد إلى فرنسا بعدما منعته السلطات الجزائرية من دخول البلاد.

اتفاقية الهجرة

والجمعة، دعا رئيس الوزراء الفرنسي السابق غابريال أتال إلى وقف العمل بالاتفاقية الفرنسية-الجزائرية الموقعة في العام 1968 والتي تمنح جزائريين امتيازات على صلة بالعمل والإقامة.

وتشهد العلاقات المضطربة على مرّ التاريخ بين فرنسا والجزائر، خضّات جديدة مع توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق في فرنسا بسبب رسائل كراهية نشروها، ومواجهة دبلوماسية جديدة حول توقيف الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في العاصمة الجزائرية.

وأوقفت السلطات في باريس مؤخرا ثلاثة مؤثرين جزائريين، للاشتباه في تحريضهم على الإرهاب ووضع منشورات تحض على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا ضد معارضين للنظام الجزائري.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والمشير خليفة حفتر
زيارة حفتر للقاهرة تأتي قبل أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية

استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السبت في القاهرة، المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، لأول مرة منذ سبتمبر 2021 وبحث الطرفان عددا من القضايا المتصلة بالشأن الليبي والوضع الإقليمي.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن السيسي أكد "حرص مصر على ضمان وحدة وتماسك المؤسسات الوطنية الليبية".

وشدد السيسي وفق البيان على "أهمية التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لبلورة خارطة سياسية متكاملة تؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية" المنتظرة في البلاد.

وأكد الرئيس المصري، السبت، "ضرورة منع التدخلات الخارجية" في ليبيا "وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية".

وفي ليبيا، دعم مرتزقة روس المشير حفتر ضد حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس، والتي تعترف بها الأمم المتحدة وتدعمها تركيا.

وتأتي زيارة حفتر الأخيرة للقاهرة قبل أشهر من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الوطنية، والتي أرجئت مرارا بسبب الخلافات حول إطارها القانوني.

وتحاول ليبيا، التي تشترك في حدودها الشرقية مع مصر، التعافي من سنوات من الصراع في أعقاب الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011 وأنهت أربعة عقود من حكم معمر القذافي.

مواقف متباينة

وكان الرئيس السيسي من الداعمين الرئيسيين للمشير حفتر في ما مضى، لكنهما اتخذا مواقف متعارضة في الحرب في السودان، على الحدود الجنوبية للبلدين.

ودعمت القاهرة الجيش السوداني بقيادة رئيس الأركان عبد الفتاح البرهان، في حين يقول محللون إن خليفة حفتر نقل الوقود والأسلحة والمقاتلين إلى قوات الدعم السريع شبه العسكرية لحساب الإمارات العربية المتحدة.

ونفت أبوظبي، وهي حليف رئيسي للرئيس السيسي والمشير حفتر، إمداد قوات الدعم السريع بالأسلحة.