"الصحراء الشرقية مغربية وسكانها مغاربة".. تصريح جديد فتح به رئيس الحكومة المغربية الأسبق وأمين عام حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران صفحة سجال جديد بين المغاربة والجزائريين.
ففي سياق حديثه عن موقف العدالة والتنمية من التعديلات المقترحة على مدونة الأسرة (قانون الأحوال الشخصية) في المغرب، خلال اجتماع داخلي للحزب الاثنين، في سياق الحديث عن جوانب تاريخية في الموضوع، قال إن المنطقة التي تعرف بالصحراء الشرقية، الواقعة جنوب غرب الجزائر، هي "تابعة تاريخيا للمغرب".
وقال بنكيران إن "الاستعمار الفرنسي دخل إلى الجزائر عنوة قبل 82 عاما على استعمار المغرب الذي دخله بعقد حماية. وكان الفرنسيون على حدودنا (المغرب) ولم يستطيعوا أن يتجاوزوها إلا في بعض المناطق التي ما زالت موضوع خلاف بيننا وبين الجزائريين. لأن تلك المناطق مناطقنا.. توارت وتندوف وحسي بيضا وبشار هي مغربية وسكانها مغاربة".
وأضاف "لما كان الشرقاوي (مولاي الطيب الشرقاوي) سفيرا للمغرب في فرنسا كان سكان تلك المناطق يأتون لمكتبه ويطلبون الحصول جوازات سفر مغربية لأنهم مغاربة".
وتابع رئيس الحكومة السابقة حديثه عما اعتبرها أدلة تاريخية على "مغربية الصحراء الشرقية" قائلا إن "الجزائر حازت تلك المناطق لأن فرنسا اقتطعتها منا (المغرب) وقالت لنا إنها ستعيدها إليها قبل استقلال الجزائر، لكن محمد الخامس لم يرغب في ذلك".
وتحدث عن كون فرحات عباس، أول رئيس للحكومة الجزائرية المؤقتة من 1958 إلى 1961، "رفض إرجاع تلك المناطق للمغرب بعد استقلال الجزائر"، وهو وضع "استمر إلى اليوم".
وأومأ السياسي المغربي إلى "إمكانية فتح الملف من جديد"، قائلا "ولو أن الحسن الثاني تنازل لهم (الجزائر) عليها، لكن ذلك (القرار) لم يمر عبر البرلمان ولا يزال موضوع خلاف".
خلاف جديد قديم
وليس هذه المرة الأولى التي يثير فيها سياسي مغربي جدلا بين الجزائر والمغرب بشأن "الصحراء الشرقية"، ففي يناير 2023 كانت مديرة الوثائق الملكية بالمغرب، بهيجة سيمو، قد أثارت سجالا حين قالت إن "الوثائق التاريخية المحفوظة تؤكد مغربية الصحراء الغربية، كما تؤكد أيضا مغربية الصحراء الشرقية".
وتفاعلت السلطات الجزائرية الرسمية حينها مع التصريحات، إذ وجه رئيس المجلس الشعبي الجزائري حينها، إبراهيم بوغالي، انتقادات لتصريحات المسؤولة المغربية واتهم الرباط بـ"التشويش" على الجزائر.

وصرح بوغالي في البرلمان الجزائري بأن "المغرب يحاول التشويش على بلادنا وتسويق أطماعه التوسعية.. في الوقت الذي تعمل فيه بلادنا تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية على تعزيز الاستقرار على المستوى الجهوي، والقاري والدولي لاستتباب السلم وإنعاش التنمية وبعث الأمل".
وقبل ذلك بعشر سنوات، وتحديدا في ماي 2013، دعا الأمين العام لحزب الاستقلال السابق، حميد شباط، إلى استرجاع ما سماها بـ"الأقاليم المغتصبة من الجزائر مثل مدينة تندوف وبشار والقنادسة الواقعة في الصحراء"، وهو ما ردت عليه السلطات الجزائرية باعتبارها "تصريحات خطيرة".