نسوة موريتانيات يرقصن على أنغام الموسيقى في حفل
نسوة موريتانيات يرقصن على أنغام الموسيقى في حفل

يندر أن تجد في العالم العربي آلة موسيقية مخصصة لجنس دون غيره، لكن ذلك لا ينطبق على موريتانيا، ففي هذا البلد الواقع على المحيط الأطلسي ميزة موسيقية خاصة وهي احتكار النساء للعزف على  آلة "الآردين".

فالمتعارف عليه في هذا البلد المغاربي أنه لا يعزف على أوتار "الآردين" سوى النساء، لتتحول هذه الآلة مع الزمن إلى موروث موسيقي وعلامة مميزة للمرأة الموريتانية.

فما هي هذه الآلة؟ وماذا قدمت الحكومة الموريتانية لحمايتها من الاندثار مع عزوف الجيل الجديد من الموريتانيات عن الاهتمام بها؟

ما هي الآردين؟

تُصنف مجلة الموسيقى العربية الصادرة عن المجمع العربي للموسيقى "الآردين" كآلة موسيقية رئيسية في الثقافة "الحسانية" الخاصة بموريتانيا.

وحسب المجلة ذاتها، فإن آلة "الآردين" هي واحدة من آلتين رئيسيتين في الموسيقى التقليدية الموريتانية إلى جانب آلة "التدنيت" الخاصة بالذكور.

آردين.. آلة موسيقية حصرية للنساء في موريتانيا

Posted by ‎صحراء 24‎ on Saturday, July 13, 2024


وتتكون "الآردين" من طبل مصنوع من الخشب معظى بطبقة من جلد الأغنام وعود خشبي مستقدم من شجرة "التيدوم" المحلية.

وتتضمن الآلة أوتارا تنقسم إلى قسمين الأولى طويلة وتسمى "أتشبطن" وأخرى قصيرة وتسمى "لمهار".

جانب من زيارة سابقة لسفيرة الولايات المتحدة سينثيا كيرشت بموريتانيا إلى متحف آردين

ويتخصص الصناع التقليديون في صناعة آلة "الآردين" التي كانت أوتارها قديما تصنع من أهداب الخيول قبل استبدالها بالأوتار العصرية مع مرور الزمن

وينظر إلى هذه الآلة الموسيقية على أنها "رمز للوحدة الوطنية في موريتانيا"، وفق ما تؤكده الفنانة عيشة بنت شغالي في حوار سابق مع موقع "28 نوفمبر" المحلي.

وتقول بنت شغالي في الحوار إن "الآردين" هي "آلة موسيقية خاصة بالموريتانيين الذين أسهموا بجميع مكوناتهم في صناعتها وإثرائها، مما جعلها رمزا لوحدتهم الوطنية".

زارت السفيرة كيرشت أمس "متحف أردين" بنواكشوط في إطار الاحتفال بشهر تاريخ المرأة 2024 وتمكين المرأة الموريتانية في مجال...

Posted by U.S. Embassy Mauritania on Friday, March 22, 2024

واعترافا بمكانة هذه الآلة في المجتمع الموريتانية، تشير بنت شغالي إلى أن البنك المركزي الموريتاني والخزينة العامة بادرا في وقت مبكر من تاريخ الدولة الموريتانية الحديثة، إلى إبراز أهمية هذه الآلة بوضع صورتها على العملة والطوابع البريدية.

 جهود المحافظة على "الآردين"

حماية لها من خطر الاندثار، بادرت السلطات الموريتانية إلى إنشاء مهرجان باسم آلة "آردين".

ومساء يوم الجمعة الماضي، افتتحت في العاصمة الموريتانية النسخة السابعة من مهرجان "آردين" تحت شعار "آردين هوية شعب".

وخلال المهرجان، الممتد على ثلاثة أيام، برمج عرض وصلات موسيقية على آلة "الآردين"، إضافة إلى عروض ورقصات تعبر عن ثراء ثقافة هذا البلد المغاربي.

الريادة: أشرف وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو. الليلة...

Posted by ‎الريادة‎ on Saturday, November 16, 2024


ونقل موقع "صحراء ميديا" عن رئيس اتحاد الفنانين الموسيقيين الموريتانيين، محفوظ ولد بوب جدو، قوله إن "المهرجان وفق إلى حد بعيد في إنعاش آلة "الآردين" بعد أن كانت تعاني من إهمال شديد".

وإلى جانب المهرجان، كانت موريتانيا قد دشنت متحفا باسم هذه الآلة يهدف إلى التعريف بالآلات الموسيقية التقليدية.
ويضم المتحف، وفق موقعه الرسمي، العديد من الآلات كالطبول و"التيدنت" الخاصة بالرجال وغيرها.

زار مسؤول العلاقات العامة بالسفارة "متحف أردين" الأسبوع الماضي، احتفالا بجمال التراث الموريتاني واعتراف بالمساهمات...

Posted by U.S. Embassy Mauritania on Wednesday, April 3, 2024


وإلى جانب التعريف بالموروث الموسيقي الموريتاني يتيح المتحف لزواره أيضا فرصة اقتناء الآلات الموسيقية القديمة كـ"الآردين".

وسبق للعديد من المسؤولين الغربيين بينهم مسؤولين بالسفارة الأميركية في موريتانيا زيارة هذا المتحف الذي يقع مقره بالعاصمة نواكشوط.

Migants climb a sea wall in the northern town of Fnideq after attempting to cross the border from Morocco to Spain's North…
مهاجرون يتسلقون جدارا بحريا في مدينة الفنيدق الشمالية بعد محاولتهم عبور الحدود من المغرب إلى سبتة ، جيب إسبانيا في شمال إفريقيا

كشفت إحصائيات نشرتها وزارة الداخلية الإسبانية، الاثنين، عن وصول نحو 57 ألف مهاجر إلى إسبانيا خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام 2024 الجاري، وهو ما يفوق عدد المهاجرين الواصلين طيلة 2023.

ويشير تقرير لوزارة الداخلية الإسبانية إلى وصول 56 ألفا و976 مهاجرا إلى الأراضي الإسبانية بين 1 يناير و30 نوفمبر، بزيادة قدرها 12.7 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023.

ونقلت وكالة رويترز عن وكالة مراقبة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي "فرونتكس" أن المغرب ومالي والسنغال هي أكثر الدول التي يصل منها مهاجرون إلى جزر الكناري الإسبانية.

وفي إسبانيا، يعيش أزيد من  10 آلاف و123 قاصرا قادمين من المغرب وكان معظمهم قد وصل عن طريق السباحة على طول الساحل، أو عن طريق تسلق السياج، أو الاختباء في المركبات المتوجهة إلى سبتة ومليلية.

ويقع جيبا سبتة ومليلية الإسبانيان على الساحل الشمالي للمغرب، ويشكلان الحدود البرية الوحيدة للاتحاد الأوروبي في القارة الأفريقية، ويتعرضان بانتظام لمحاولات تسلل مهاجرين مغاربة وآخرين قادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وطيلة العام الفائت سجلت إسبانيا وصول 50 ألفا و551 وافدا، وهو أقل من عدد الوافدين إلى حدود نهاية شهر نوفمبر الجاري.

وحسب التوزيع الجغرافي، بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا عبر البحر 54 ألفا و541 مهاجرا، بزيادة قدرها 10.5 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بينما دخل نحو 2453 شخصا برا عبر مدينتي سبتة ومليلية.

ويعد أرخبيل جزر الكناري أكثر المناطق استقبالا للمهاجرين غير النظاميين إذ استقبل من بداية يناير إلى نهاية نوفمبر نحو 41425 مهاجرا بزيادة تقدر بنحو 17 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفائت.

وفجّر ارتفاع  عدد المهاجرين غضبا متزايدا  في المدن الرئيسية بجزر الكناري، إذ تظاهر في نهاية أكتوبر الفائت الآلاف من السكان مطالبين سلطات بلادهم بالتحرك للحد من ظاهرة الهجرة غير النظامية.

وقالت صحيفة "لاغاسيتا" الإسبانية، إن خدمات الإنقاذ البحري أنقذت، الثلاثاء، 121 شخصًا، بينهم سبع نساء وثمانية أطفال، على بعد خمسة أميال من جزيرة "إل هييرو". 

وكان القارب قد انطلق من سواحل موريتانيا التي وصفتها الصحيفة بأنها إحدى المسارات الرئيسية للوصول إلى الأرخبيل.

ولا تقتصر القواب المنطلقة من السواحل الموريتانية على المهاجرين من هذا البلد المغاربي فحسب، إذ تضم القوارب المتهالكة العديد من الجنسيات الأخرى

وفي نوفمبر الجاري، فككت السلطات الأمنية الموريتانية شبكة آسيويين لتهريب كانت تعتزم تنظيم رحلة هجرة غير نظامية تضم 125 شخصا.

وسبق لوزير الدفاع الموريتاني حننه ولد سيدي أن أشار، في أكتوبر الفائت، إلى أن "تدفق اللاجئين على الأراضي الموريتانية وصل عتبة حرجة".

وقالت رويترز أن مدريد طلبت من فرونتكس استئناف عملية للمراقبة الجوية والبحرية سبق أن انتهت في 2018 في موريتانيا والسنغال وغامبيا سعيا إلى وضع حد لتزايد المهاجرين.

وطيلة السنوات الأخيرة، فقد الآلاف من المهاجرين أرواحهم أثناء محاولتهم عبور المحيط الأطلسي على متن قوارب بدائية في رحلة محفوفة بالمخاطر.