الأغلبية الضئيلة في مجلس النواب ستسمح للجمهوريين بالتضييق على الرئيس الديموقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين
الأغلبية الضئيلة في مجلس النواب ستسمح للجمهوريين بالتضييق على الرئيس الديموقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين

على الرغم من اقتراب الجمهوريين من حسم مسألة الحصول على الأغلبية في مجلس النواب الأميركي في الانتخابات النصفية، إلا أن حظوظهم في السيطرة على الغرفة الثانية في الكونغرس (مجلس الشيوخ) لا تزال معلقة بنتائج الانتخابات في ثلاث ولايات هي أريزونا ونيفادا وجورجيا.

حتى الآن تشير البيانات التي أوردتها وكالة أسوشيتد برس إلى أن الجمهوريين حصدوا 48 مقعدا في مجلس الشيوخ المكون من 100 مقعد مقابل 46 للديموقراطيين، مع الأخذ بالاعتبار حتمية فوزهم بمقعد آخر في ولاية آلاسكا، التي تتنافس فيها مرشحتان جمهوريتان.

بذلك يرتفع عدد مقاعد الجمهوريين إلى 49 مقعدا، وهذا يعني أنهم بحاجة لمقعدين إضافيين من أجل نيل الأغلبية وبالتالي السيطرة على الكونغرس بشكل كامل.

بالنسبة لولايتي نيفادا وأريزونا لا يزال الوقت مبكرا لإعلان الفائزين في ظل المنافسة المحمومة بين الجمهوريين والديموقراطيين على نيل مقعدين في مجلس الشيوخ مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة التي قد يستغرق فرزها أياما.

في أريزونا تشير النتائج لغاية الآن لتقدم المرشح الديموقراطي مارك كيلي (51.4 في المئة) على منافسه الجمهوري بليك ماسترز (46.4 في المئة) بعد فرز نحو 70 في المئة من عدد الأصوات، حسب وكالة أسوشييتد برس.

أما نيفادا فتشهد تقدما للمرشح الجمهوري آدم لاكسالت (49.4 في المئة) على منافسته السناتورة الديموقراطية كاثرين كورتيز ماستو (47.6 في المئة) بعد فرز ما يقرب من 83 في المئة من عدد الأصوات.

في جورجيا تقرر إجراء جولة إعادة في 6 ديسمبر المقبل للتنافس على مقعدها في مجلس الشيوخ.

حيث لم يحصل المرشح الديمقراطي والسناتور الحالي رافاييل وارنوك (49.4 في المئة) ولا الجمهوري هيرشل واكر (48.5 في المئة) على نسبة 50 بالمئة اللازمة لتجنب الإعادة.

نتائج السباق للسيطرة على مجلس الشيوخ لغاية الآن

عمليا، في حال حسم الجمهوريون ولايتي نيفادا وأريزونا فهذا يعني وصولهم "للرقم السحري" بحصولهم على 51 مقعدا في مجلس الشيوخ وضمان الأغلبية بغض النظر عن النتيجة في جورجيا. 

على الجانب الآخر، يحتاج الديموقراطيين للفوز أيضا بولايتين من الثلاث المتبقية (بما فيها جورجيا) من أجل الوصول لرقمهم السحري البالغ 50 مقعدا والتعادل مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ. 

وتنص قوانين مجلس الشيوخ الأميركي أنه في حال التعادل في الأصوات فإن نائب الرئيس هو من يحسم النزاع. وحاليا تشغل الديموقراطية كامالا هاريس هذا المنصب. 

أما في حال فوز الجمهوريين على سبيل المثال بولاية نيفادا، والديموقراطيين بولاية أريزونا، فهذا يعني أن الحسم سيتأخر لنحو شهر تقريبا لحين إجراء انتخابات الإعادة في جورجيا.

فيما يتعلق بالغرفة الثانية في الكونغرس يقترب الجمهوريون من انتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديموقراطيين مع نيلهم لغاية الآن 210 مقاعد وفقا لتوقعات إديسون ريسيرتش، وبالتالي باتوا بحاجة لثمانية مقاعد فقط من أجل ضمان الأغلبية في المجلس المكون من 435 مقعدا.

أما الديموقراطيين، فقد ضمنوا لغاية اليوم 185 مقعدا في مجلس النواب، وهذا يعني أن وضعهم أصعب قليلا من نظرائهم الجمهوريين على اعتبار أنهم بحاجة لـ33 مقعدا.

ويشير تحليل أجرته رويترز لتوقعات مراكز استطلاعات الرأي البارزة غير الحزبية إلى أن 21 سباقا من بين 53 من السباقات الأكثر تنافسية لم تحسم بعد، مما يزيد احتمالات بقاء النتيجة النهائية غير معروفة لبعض الوقت.

وعلى الرغم من تحقيق الديمقراطيين أداء أفضل من المتوقع وتجنبهم "موجة حمراء" من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي، إلا أنه حتى الأغلبية الضئيلة في مجلس النواب ستسمح للجمهوريين بالتضييق على الرئيس الديموقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين، بعرقلة التشريعات وإطلاق تحقيقات قد تكون مضرة سياسيا.

وتشير النتائج إلى أن الناخبين يعاقبون بايدن بسبب الاقتصاد الذي يعاني من التضخم الحاد، بينما يعارضون أيضا مساعي الجمهوريين لحظر الإجهاض وإثارة الشكوك في عملية فرز الأصوات في البلاد.

وإذا سيطر الجمهوريون على أي من المجلسين (النواب أو الشيوخ)، فإنهم يخططون للسعي إلى خفض تكاليف برامج شبكة أمان الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وجعل تخفيضات ضريبية تم سنها في عام 2017 دائمة.

ومن شأن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ أن تمنحهم سلطة منع مرشحي بايدن للمناصب القضائية والإدارية. كما يمكنهم أيضا استخدام تحديد سقف للدين الاتحادي كورقة ضغط للمطالبة بخفض شديد في الإنفاق وتقليص المساعدات لأوكرانيا.

وعادة ما يخسر الحزب الذي يشغل البيت الأبيض مقاعد في الانتخابات في منتصف فترة ولاية الرئيس الأولى التي مدتها أربع سنوات.

منافسة بين السيناتور الديمقراطي رافاييل وارنوك والجمهوري هيرشل ووكر
منافسة بين السيناتور الديمقراطي رافاييل وارنوك والجمهوري هيرشل ووكر

انطلقت في ولاية جورجيا الأميركية، الثلاثاء، جولة الإعادة في الانتخابات على مقعد مجلس الشيوخ، الذي يتنافس عليه السيناتور الديمقراطي، رافاييل وارنوك، الذي يسعى لإعادة انتخابه، والجمهوري هيرشل ووكر، لاعب كرة القدم الأميركي السابق المدعوم من الرئيس السابق، دونالد ترامب.

وللمرة الثانية خلال عامين، يذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع في هذه الولاية الجنوبية الهامة لاختيار عضو مجلس الشيوخ في انتخابات الإعادة، بعد فشل أي منهما في الحصول على 50 في المئة المطلوبة من الأصوات.

وكان وارنوك قد حصل على نسبة 49.4 في المئة من الأصوات في انتخابات الثامن من نوفمبر، فيما حصل ووكر على 48.5 في المئة، والمرشح الليبرالي، تشيس أوليفر، على 2.1 في المئة من الأصوات.

ووفق النظام الانتخابي المعمول به في ولاية جورجيا، يفوز المرشح في جولة الإعادة الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات.

وتظهر استطلاعات الرأي أن المنافسة بين المرشحين الديمقراطي والجمهوري محتدمة، فيما يتوقع ألا تعلن النتائج النهائية قبل عدة أيام. 

وقد صوت نحو 1.9 مليون شخص من أصل سبعة ملايين ناخب مسجل في وقت مبكر، وفق فرانس برس.

وقالت "سي أن أن" إن نحو ثلي الناخبين الذين صوتوا مبكرا من السود، وأكثر من ربع المصوتين هم دون سن الـ50.

وبلغ عدد الناخبين الذين صوتوا يوميا حوالي 300 ألف ناخب، وهي أكبر نسبة إقبال على التصويت المبكر في يوم واحد في تاريخ الولاية، وفق "سي أن أن".

وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الاثنين، إن هذه الانتخابات "أساسية حقا"، داعيا الناخبين في جورجيا إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع.

وانتخابات هذا العام تمثل الحملة الرابعة لوارنوك خلال عامين، وقد ترشح عام 2020 ضد سيدة الأعمال الجمهورية، كيلي لوفلر، وانتهى هذا السباق بجولة إعادة في يناير 2021، فاز بها وارنوك. 

ومنح فوز وارنوك وكذلك السيناتور الديمقراطي عن جورجيا، جون أوسوف، الديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ في عام 2021.

وفاز ووكر بسهولة بترشيح الحزب الجمهوري، وبينما ساعد تأييد ترامب له في الحصول على هذا الترشيح، لم يطلق الرئيس السابق حملة لدعمه في جولة الإعادة وسط مخاوف من تأثير ذلك على تصويت المستقلين ونساء الضواحي، وهما كتلتان حاسمتان في الولاية.

ونتيجة جولة الإعادة لن تؤثر على تحديد الحزب الذي سيهيمن على مجلس الشيوخ للفترة الجديدة بعد أن تم حسم هذا الأمر بحصول الديمقراطيين على 50 مقعدا من أصل 100 مقعد، إلا أنهم بفوزهم بهذا المقعد سيعززون هذه الأغلبية.

ورغم أنه تم تحديد ميزان القوى في واشطن بهيمنة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ والجمهوريين على مجلس النواب إلا أن انتخابات هذه الولاية التي تضم عددا كبيرا من السكان من أصل أفريقي تعتبر حاسمة بالنسبة لما تبقى من ولاية بايدن، وفق فرانس برس.

ويرى الجمهوريون أن هذا المقعد يمكن أن يوفر لهم فرصة لزيادة قوتهم وقدرتهم على عرقلة سياسات الرئيس الديموقراطي، فمع بقاء 700 يوم قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، تأمل المعارضة الجمهورية في تحطيم زخم بايدن الذي كان أداؤه أفضل بكثير مما كان متوقعا في نوفمبر.

وعلى الجانب الديمقراطي، سيؤدي الفوز بهذا المقعد إلى تعزيز الأغلبية الضئيلة للحزب في مجلس الشيوخ، ما يسمح له بممارسة تأثير أكبر في اللجان التشريعية الأساسية.

وسعيا إلى الفوز، استعان الديمقراطيون بشخصيات الحزب المؤثرة مثل الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي يعتبر أحد أكثر الشخصيات شعبية في الحزب، والذي شارك في الحملة في أتلانتا الأسبوع الماضي. 

وما يعكس أهمية هذه الانتخابات، تم ضخ ما يقرب من 400 مليون دولار فيها، لكن من الصعب التنبؤ بنتيجتها.

وجورجيا المحسوبة تاريخيا للجمهوريين، فاجأت أميركا بتفضيلها بايدن على ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قبل أن تنتخب اثنين من الديمقراطيين إلى مجلس الشيوخ بعد ذلك بشهرين (وارنوك وأوسوف)

وتجد الولاية نفسها من جديد في قلب مواجهة محتدمة مع مرشحين غير نمطيين، إذ دخل الجمهوري ووكر، الذي يُعتبر من كبار اللاعبين في تاريخ كرة القدم الجامعية، السياسة في وقت متأخر من حياته. 

ويسعى الرجل البالغ من العمر 60 عاما لانتزاع المقعد من وارنوك الذي كان قبل أن يصير عضوا في مجلس الشيوخ عن جورجيا في عام 2021 قسا في الكنيسة التي خدم فيها مارتن لوثر كينغ في أتلانتا. 

لكن حملة المرشح المؤيد لترامب شابها العديد من الانتقادات، فقد اتُهم ووكر، المعروف بمواقفه المناهضة للإجهاض، بتمويل عمليات إجهاض عدد من رفيقاته السابقات.