دعا رجال دين وشخصيات سياسية مشاركة في مؤتمر "حقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي" بمراكش في المغرب، الأربعاء، إلى إعمال مبدأ المواطنة لاستيعاب مختلف الانتماءات في العالم الإسلامي، وكذلك دعم المبادرات الهادفة إلى توطيد أواصر التفاهم والتعايش بين مختلف الطوائف الدينية.
جاء ذلك في "إعلان مراكش"، الذي صدر عقب انتهاء أعمال مؤتمر عقد على مدى يومين، وشارك فيه أكثر من 300 من أهل الفتوى والعلماء والسياسيين والباحثين وممثلي الأديان في العالم الإسلامي وخارجه وممثلي هيئات ومنظمات إسلامية ودولية.
وأكد الإعلان أن على "العلماء والمفكرين المسلمين أن ينظروا لتأصيل مبدأ المواطنة الذي يستوعب مختلف الانتماءات بالفهم الصحيح والتقويم السليم للموروث الفقهي والممارسات التاريخية وباستيعاب المتغيرات التي حدثت في العالم".
وطالب أيضا المؤسسات العلمية والمرجعيات الدينية بالقيام بمراجعات شجاعة ومسؤولة للمناهج الدراسية للتصدي للأفكار "التي تولد التطرف والعدوانية وتغذي الحروب والفتن وتمزق وحدة المجتمعات".
وشارك في المؤتمر، الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية بالتعاون مع "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، عدد من وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في العالم الإسلامي وعدد من المفتيين ورجال الدين على اختلاف مذاهبهم، وممثلو عدد من الأقليات الدينية في العالم الإسلامي.
وناقش المجتمعون مواضيع تتعلق بالتسامح والتشدد والإطار الشرعي لتعايش الأقليات.
ودعا "إعلان مراكش" إلى اتخاذ التدابير السياسية والقانونية اللازمة من أجل "دعم الصيغ والمبادرات الهادفة إلى توطيد أواصر التفاهم والتعايش بين الطوائف الدينية في الديار الإسلامية".
من جهة أخرى، حث الإعلان أيضا "المثقفين والمبدعين وهيئات المجتمع المدني على تأسيس تيار مجتمعي عريض لإنصاف الأقليات الدينية في المجتمعات المسلمة ونشر الوعي بحقوقها وتهيئة التربة الفكرية والثقافية والتربوية والإعلامية الحاضنة لهذا التيار".
وناشد الإعلان "مختلف الطوائف الدينية التي يجمعها نسيج وطني واحد معالجة صدمات الذاكرة الناشئة من التركيز على وقائع انتقائية متبادلة ونسيان قرون من العيش المشترك على أرض واحدة وإعادة بناء الماضي بإحياء تراث العيش المشترك ومد جسور الثقة بعيدا عن الجور والإقصاء والعنف".
وفي الوقت ذاته، طالب المؤتمر "ممثلي مختلف الملل والديانات والطوائف بالتصدي لأشكال ازدراء الأديان وإهانة المقدسات وكل خطابات التحريض على الكراهية والعنصرية."
المصدر: وكالات