مغني الراب المغربي سيمو الكناوي - سوشيال ميديا
مغني الراب المغربي سيمو الكناوي

شكلت أغاني الراب منذ عقود فنا متمردا يخرج عن قواعد المألوف، وقد يعبر بلغة لا تعترف أحيانا بالخطوط الحمراء، عن انشغالات المجتمع، خاصة فئة الشباب.

وقد خلقت أغنية في المغرب، اختار لها أصحابها عنوان "عاش الشعب"، جدلا كبيرا بعد أن رسمت صورة سوداوية للأوضاع الاجتماعية في المملكة، وحملت كلماتها انتقادا سياسيا.

عاش الشعب.. نقد سياسي للسلطة

وحققت الأغنية التي غناها ثلاثة شبان معروفون بألقاب: لكناوي ولزعر وولد لكرية، نجاحا باهرا.

 وحصدت أكثر من 13 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب، ولقيت احتفاء كبيرا في وسائل التواصل الاجتماعي.

وركز مغنو الأغنية على الأوضاع الاجتماعية والفقر المتفشي في البلاد وفساد الطبقة السياسية، ولم يسلم من نيران نقدها حتى الملك.

وأصحاب الأغنية، وغيرهم، هم جزء من جيل جديد من المغنين الذين بدأوا يبتعدون عن الجيل السابق مثل (دون بيغ و مسلم) اللذين اشتهرا في بداية العقد السابق ولكنهما سرعان ما تحولا إلى غناء "الراب الوطني" أو "الراب الرسمي" الذي ابتعد عن الروح المتمردة لهذا النوع الموسيقي، بحسب تقرير لصحيفة لابنغاورديا الإسبانية.

فن الغاضبين

وتقول الأغنية في أحد مقاطعها "سيختفي الفقر في 2020 لأن الجميع سيغادر البلاد هربا" في إحالة على الهجرة غير النظامية نحو أوروبا.​

وقال الكاتب المغربي عبد العزيز كوكاس، في حديث لموقع الحرة، "إن فن الراب تعبير الغاضبين عن وضع مختل".

وأضاف كوكاس "أنه فن الشارع بامتياز لذلك استقطب اهتمام قطاع واسع من الشباب المغاربة، وأبدع فيه مغنون مشهورون بالمغرب".

وفي طبيعة هذا الفن القادم من الساحل الشرقي الأميركي، تتعدد المدارس والاتجاهات ولكنها، بحسب كوكاس، "تتحد في كون الراب هو لسان حال المهمشين خاصة من الشباب الميالين إلى التعبير عن سخطهم على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لوطنهم وينشدون العدالة الاجتماعية ورفع الظلم".

وحول تبني الراب خطابا سياسيا، أوضح كوكاس أنه "مع  غياب الوسائط السياسية وضعف الأحزاب وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي قفز اهتمام الراب إلى القضايا السياسية للتعبير عن السخط والتذمر من السياسات العمومية"

وأضاف أن إقصاء الشباب والمهمشين من حقل اهتمام السياسيين، ساهم في "تحويل الراب إلى موقف سياسي معارض.. وإن بلغة تتجاوز التوافقات الاجتماعية والمواضعات الأخلاقية".

تدخل سياسي لمنع "تسييس" الراب

 وقال موقع هسبرس المغربي إن النشطاء ومزاولي فن "الراب" بالمغرب استقبلوا بامتعاض شديد، تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية الحسن عبيابة، الخميس، والتي قد تعني رقابة مرتقبة على "الراب السياسي".

وبحسب الموقع، فقد وصف الناطق الرسمي باسم الحكومة مغنيي "الراب" الراديكاليين بأنهم "خارجون عن القانون" ولو بطريقة مضمرة، عبر قوله: "أي تصرف خارج القانون يجب أن يقابله فعل المحاسبة".

وتفرض الإذاعات العامة وحتى الخاصة رقابة على هذا النوع من الأغاني، غير أن يوتيوب أصبح الملجأ الوحيد لمثل هذه الأغاني الغاضبة.

ويوضح كوكاس في حديثه للحرة أن التساهل الموجود في شكل اختيار "الرابور" لكلماته "من قاموس الشارع والتعبير أحيانا عن مظهر العدوانية والعنف واستعمال تعابير غير أخلاقية تجعل الذوق العام يحاكم فن الراب، فن اللغة الملحن الذي لا يبدي تشددا كبيرا من الناحية الفنية".

اعتقال أحد نجوم الأغنية

واعتقلت السلطات المغربية مغني الراب الكناوي، وبررت متابعته ببثه شريط فيديو في 24 أكتوبر الماضي على الإنترنت وتناقله عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، تضمن إساءة للشرطة.

ونفت السلطات اعتقاله بسبب ظهوره في الأغنية المثيرة للجدل.

ويواجه الكناوي، في حال إدانته، عقوبة بالسجن تصل إلى عامين وغرامة مالية قدرها 5000 درهم.

ونددت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" بهذا الإعتقال، وقالت  هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، الأربعاء، إن اعتقال الكناوي "اعتداء مروع على حرية التعبير"، مشيرة إلى أنه "يعاقب بشكل صارخ بسبب تعبيره عن آرائه المنتقدة للشرطة والسلطات".

 وأضافت مرايف "ربما يكون قد استخدم فيه لغة مسيئة للشرطة، فإن حق الفرد في التعبير عن آرائه بحرية، حتى وإن كان صادما أو مسيئا، لكنه مكفول بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا ينبغي لأحد أن يعاقب بسبب تعبيره عن آرائه بحرية".

فيما يرجع نشطاء اعتقاله إلى محتوى الأغنية الصادم.

هل يعدم المغرب أغاني الراب؟

وندد مغردون مغاربة على توتير بنية السلطات المغربية الحجر على حرية الإبداع، ومنعها أغاني الراب في المهرجانات.

واتهم بعضهم الحكومة بالتوجه نحو إعدام فن الراب بسبب مضامين أغنية "عاش الشعب".

واختار آخرون التضامن مع مغني الراب المعتقل

يذكر أن منظمة هيومن رايتس ووتش، انتقدت، في تقرير لها قبل عامين، استمرار عدد من الخطوط الحمراء في المغرب.

مدخل محكمة مغربية - AFP

شهدت محكمة الاستئناف بمراكش، وسط المغرب، يوم الأربعاء، جلسة جديدة لمحاكمة المتهمين الثلاثة في قضية اغتصاب جماعي تعرضت لها طفلة قاصر تعاني من إعاقة عقلية ولا يتجاوز عمرها 13 سنة بمنطقة العطاوية، مما نتج عنه حمل وولادة طفل خلال الشهر الجاري.

تعد هذه الجلسة الرابعة في هذه القضية التي أثارت موجة استياء وغضب في المجتمع المغربي، حيث استنكرت منظمات حقوقية ونسائية ومدنية الواقعة، ووصفتها بأنها "بشعة ومروعة"، مشددة على ضرورة إنصاف الضحية وحماية حقوقها.

تأجيل الجلسة

يوضح محامي الضحية، عبد الإله تاشفين، أن الجلسة التي انعقدت اليوم شهدت حضور المتهمين الثلاثة أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمراكش. وقد تم تأجيلها إلى الخامس من فبراير المقبل بناءً على طلبه، لتمكين الدفاع والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي نصّبت نفسها طرفًا مدنيًا في القضية، من إعداد مرافعاتهم بالشكل اللازم.

صدمة في المغرب بعد ولادة جراء اغتصاب.. ووالد الضحية يروي التفاصيل
في حادثة مروعة شهدتها إحدى القرى بمنطقة العطاوية ضواحي مراكش بجنوب المغرب، تعرضت طفلة قاصر تعاني من إعاقة عقلية لاغتصاب جماعي متكرر من طرف ثلاثة رجال، وأسفرت هذه الجريمة عن حمل الطفلة وولادتها عبر عملية قيصرية مؤخرا.

وأضاف المحامي، في تصريح لموقع "الحرة"، أن الضحية، وهي تلميذة في المستوى الخامس ابتدائي، لم تتمكن من حضور الجلسة بسبب وضعها الصحي الناتج عن الصدمة التي تعرضت لها. وأشار إلى أنها تواجه صعوبات نفسية منذ وقوع الحادث، ما دفع عائلتها إلى تغيير مكان إقامتها والابتعاد عن المنطقة التي شهدت الواقعة.

وشدد المحامي على أن "مطالب الدفاع تتركز على المطالبة بعقوبات صارمة ضد المتهمين، لتكون عبرة لكل من تسوّل له نفسه ارتكاب جرائم مشابهة تمس الطفولة المغربية"، داعيًا إلى توفير دعم نفسي ومواكبة خاصة للضحية بسبب الإعاقة العقلية التي تعاني منها.

ظروف قاسية

قال والد الطفلة، الشكدالي بوزضاض (41 سنة)، إن الأسرة لا تزال بانتظار الكشف عن نتائج الاختبارات الطبية التي أجريت على الطفلة بعد خروجها من المستشفى قبل أسبوع، لتحديد نسب المولودة التي أنجبتها بالنظر إلى تعدد المتهمين في القضية. وأكد أن الجلسة المقبلة ستشهد حضور ابنته في المحكمة ومواجهة المتهمين.

وأشار بوزضاض، في حديثه لموقع "الحرة"، إلى الظروف القاسية التي يمر بها، حيث اضطر للتخلي عن عمله كعامل في حمام شعبي (كسّال) بسبب مرافقته لابنته في المستشفى واهتمامه بوضعها الصحي.

كما ذكر أنه فقد مصدر رزقه وأصبح عاطلًا عن العمل حاليًا، مشيرًا إلى تأثير القضية على استقراره الشخصي واضطراره إلى إخلاء محل كان يستغله، مما فاقم من معاناته المالية والاجتماعية. وقال: "أملي أن يتم إنصاف ابنتي وتحقيق العدالة في القريب العاجل".

انتهاك جسيم

أكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع العطاوية-تملالت حضورها لجلسة اليوم بمحكمة الاستئناف بمراكش لمؤازرة الضحية وأسرتها. وشددت، في بلاغ لها، على ضرورة إجراء الخبرة الجينية لتحديد نسب المولود الناتج عن جريمة الاغتصاب الجماعي.

وطالبت الجمعية بـ"تشديد العقوبات على جميع المتورطين في هذا الانتهاك الجسيم لحقوق طفلة قاصر تعاني من إعاقة ذهنية"، مشيرة إلى أهمية توفير الرعاية الصحية والنفسية للضحية، مع متابعة مستمرة لضمان تجاوزها للآثار النفسية والاجتماعية العميقة التي خلفتها الجريمة.

وأعربت الجمعية عن أسفها الشديد لاضطرار أسرة الضحية إلى تغيير مكان إقامتها تحت ضغط "الحكرة" والنظرة المجتمعية الدونية التي عانوا منها. وأشارت إلى أن هذه القضية تندرج ضمن جهود الجمعية الرامية إلى وضع حد للإفلات من العقاب في جرائم الاغتصاب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال.