اعتراف ترامب بسيادة المغرب أهم مكسب للرباط
اعتراف ترامب بسيادة المغرب أهم مكسب للرباط

لقيت تغريدة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أمس الخميس، عن اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء الغربية وتطبيع المملكة مع إسرائيل، ترحيبا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي المغربية دقائق بعد نشرها وحتى قبل صدور بيان الديوان الملكي بشكل رسمي.

واعتبر اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء أهم مكسب للرباط من الاتفاق، في الوقت الذي توجد علاقات دبلوماسية غير معلنة مع إسرائيل منذ عقود، أخرجها الاتفاق إلى العلن.

وكتب الرئيس الأميركي على تويتر "اختراق تاريخي آخر اليوم، اتفق صديقتانا العظيمتان: إسرائيل والمملكة المغربية، على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، اختراق هائل للسلام في الشرق الأوسط!".

وكتب ترامب في تغريدة أخرى "لقد وقعت اليوم إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. إن مقترح المغرب الجاد والواقعي للحكم الذاتي، هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار".

واعتبر الكاتب والإعلامي المغربي، عبد العزيز كوكاس، القرار الأميركي "سابقة في التاريخ السياسي"، مشيرا إلى أن الأمر خلف ارتياحا شعبيا عكسته المواقف على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار كوكاس في تصريحات لموقع "الحرة" إلى أنه قرار وازن يعترف للمغرب بكامل سيادته على وحدته الترابية، كما أن قرار المغرب بالمقابل عودة علاقاته مع إسرائيل لا يعني التنازل عن الدفاع عن دعم القضية الفلسطينية في إطار تمثين عملية السلام.

أما الإعلامي المغربي، عبد الرحيم التوارني، فيرى أن هناك عوامل ساهمت في تهيئة المغاربة لقبول تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

واعتبر التواراني أن  الحدث الأبرز والأكبر بالنسبة للشعب المغربي اعتراف دولة عظمى بمغربية الصحراء.

ونددت جبهة البوليساريو، الخميس، "بأشد العبارات" بقرار ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مشيرة إلى أن قرار ترامب لا يغير في أي شيء من الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية.

ويرى كوكاس أن قرار ترامب أشبه برد الدين لاعتراف المغرب باستقلال الولايات المتحدة الأميركية عام 1777.

ويخلص  إلى أن المغرب ربح الدعم الأميركي دون أن يتخلى عن الدعم الحقيقي للقضية الفلسطينية.

أما التوراني فيرى أن عوامل تراكمت شجعت على تطبيع العلاقة مع إسرائيل.

ويضرب مثالا بحملة قال إن من تزعمها قياديون وشخصيات من الحركة الأمازيغية، الذين لم يترددوا في زيارة إسرائيل ورفع علمها وارتداء القلسنوة اليهودية والوقوف عند حائط المبكى، اعتبارا لكون ديانة أجدادهم الأمازيغ الأوائل هي اليهودية قبل وصول الإسلام مع العرب.

ونشأت العلاقة المغربية الإسرائيلية جزئياً من العدد الكبير لليهود في المغرب قبل ولادة إسرائيل في عام 1948، وكثير منهم كان يهاجر إلى هناك، ويشكل أحد أكبر أجزاء سكان إسرائيل، نحو حوالي مليون إسرائيلي من المغرب.

وأضاف التوراني أنه لوحظ أيضا في الأشهر الأخير الترويج لمجموعات فيسبوكية باسم الصداقة الإسرائيلية المغربية، وأخرى باسم الجالية المغربية في إسرائيل وغيرها.

وقد أصبح المغرب رابع دول عربية تعلن تطبيع العلاقات مع إسرائيل منذ سبتمبر الماضي، بعد الإمارات والبحرين والسودان.

 إسرائيل قررت الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية
ترامب اعترف بسيادة المغرب على الإقليم في ولايته الأولى

‏أعلن نائب جمهوري بالكونغرس الأميركي، أنه سيقدم مشروع قانون لتصنيف جبهة البوليساريو "منظمة إرهابية" متهما روسيا وإيران باستغلال الجبهة لإيجاد موطئ قدم بأفريقيا.

وكتب النائب عن الحزب الجمهوري جو ويلسون وعضو لجنة الشؤون الخارجية ولجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي في تغريدة على "إكس" ، "سأقدم مشروع قانون يصنف البوليساريو كمنظمة إرهابية".

وأضاف "‏إيران وبوتين يسعيان لإيجاد موطئ قدم في أفريقيا من خلال البوليساريو. اربطوا النقاط: محور العدوان".

وربط النائب مشروعه بدعم مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه للمغرب لحل نزاع الصحراء الغربية وجددت واشنطن دعمها له قبل أيام.

وأوضح النائب"‏أتفق مع وزير الخارجية ماركو روبيو على أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل العملي الوحيد لقضية الصحراء".

 ويأتي تحرك النائب الجمهوري ليضاف إلى عودة الجدل حول الصحراء الغربية إلى واجهة الأحداث عقب تأكيد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة "تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية".

وخلال لقائه، الثلاثاء، في واشنطن بنظيره المغربي، ناصر بوريطة، قال ريبو إن بلاده "تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والموثوق والواقعي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع".

وتفاعلت الجزائر مع الموقف الأميركي المتجدد، إذ عبرت عن "أسفها" من تجديد الولايات المتحدة لموقفها الداعم "لسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية"، ومخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته الرباط كحل وحيد للنزاع.

ومن نيويورك، اعتبر ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، أن الموقف الذي أعلنته الإدارة الأميركية "لا يغير أي شيء على الإطلاق".

والصحراء الغربيّة مستعمرة إسبانية سابقة مطلة على المحيط الأطلسي تصنفها الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"، ويسيطر المغرب على 80 بالمئة من أراضيها.

وكان المغرب قد اقترح الخطة لأول مرة عام 2007، وفي العاشر من ديسمبر 2020، أكد ترامب في ولايته الأولى دعم بلاده للمقترح المغربي بشأن الصحراء الغربية، وقال إنه يعترف "بسيادة المغرب على المنطقة بأكملها".