الرحلة 555 القادمة من تل أبيب تحط في مطار الرباط سلا الدولي
المغرب رابع دولة عربية تطبع العلاقات مع إسرائيل في أقل من شهرين

الرقم 555، حملته أول رحلة رسمية مباشرة بين إسرائيل والمغرب، والتي وصلت الثلاثاء إلى الرباط وعلى متنها وفدان أميركي وإسرائيلي برئاسة، جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي.

ومع هبوط طائرة إلعال في المغرب، تحدث رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع قائدي الطائرة، ومع أفراد الوفدي الإسرائيلي والأميركي. وقال: "أرجو من خلالكم إرسال تحياتي إلى ملك المغرب الذي يقوم بشيء تاريخي".

وقال نتنياهو: " مرحبا بكم. إن الحديث معكم مؤثر علي جدا. هذه عبارة عن رحلة جوية تاريخية، وانفراج آخر باتجاه السلام، بمعنى السلام الحقيقي، الذي يتسم بالاحترام المتبادل والذي ينطلق من القوة، والسلام مقابل السلام".

وزيرة المواصلات والأمان على الطرق، ميري ريغيف، قالت: "بصفتي إحدى بنات الطائفة المغربية اليهودية في إسرائيل، فإنني أعتبر هذا اليوم يوما مؤثرا بشكل خاص بالنسبة لأبناء الشعب اليهودي أجمعين، وبالنسبة لي شخصيا".

مسؤولون أميركيون وإسرائيليون يصلون إلى المغرب لتوقيع اتفاقيات

وضم الوفد الأميركي مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط، آفي بركوفيتش، ورئيس قسم الاستثمارات الدولية الأميركية، أدم بولر.

فيما تكون الوفد الإسرائيلي من مستشار الأمن القومي، مئير بن شابات، الذي ينحدر من أصول مغربية، ومدير عام وزارة الخارجية، ألون أوشبيز، ومسؤولين من وزارات إسرائيلية مختلفة.

وقال كوشينر، قبيل إقلاع الطائرة من مطار بن غوريون، إنه "يأمل في تؤدي هذه الرحلة إلى انطلاقة مشابه لتلك التي كانت بين إسرائيل والإمارات".

وأشار إلى أن التقدم الذي طرأ في الأشهر الأخيرة على صعيد العلاقات الإسرائيلية العربية أصبح واقعا، وأضاف "أن الرحلة المباشرة الأولى من الرياض إلى تل ابيب والتي أقلت الرئيس ترامب عام 2017 استغرقت جهدا كبيرا من أجل استصدار التصاريح اللازمة، لكن الوضع الآن مختلف، معتبرا أننا نشهد عودة إلى ما كان سابقا، وهو العيش المشترك لليهود والمسلمين جنبا إلى جنب".

وأكد كوشنير أنه سيتم التوقيع، على اتفاقات مشتركة للبلدين كي يكون السلام حارا.

أما بن شابات، فقد قال إن هدف بلاده هو ترجمة الاتفاقات السياسية إلى اتفاقات عملية على أرض الواقع في مجالات الطيران والزارعة والاقتصاد والمياه، معتبرا أن التاريخ يكتب أمام أعيننا.

ويعد المغرب الدولة الرابعة التي تلتحق باتفاق ابراهيم بعد الإمارات والبحرين والسودان.

وكشف مسؤول أميركي، كان على متن الطائرة المتجهة إلى المغرب أن دولا أخرى قد تنضم قريبا إلى هذه الاتفاقات من دون التوضيح إذا هي دول عربية أم إسلامية.

زيارة الوفد الأميركي والإسرائيلي للمغرب ستسمر 12 ساعة

وأضاف أن العمل جار من أجل ضم تلك الدول، واعتبر أن لكل دولة مطالب وهواجس مختلفة، وأن ما فعلته الإدارة الأميركية في الفترة الماضية هو الإصغاء لها والعمل على تلبيتها، وهو ما أفضى إلى اتفاقات ابراهيم.

وأكد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه إذا استمر العمل لاحقا بهذه الطريقة فإن الشرق الأوسط سيتغير للأفضل، وسيبنى على تعاون ومصالح مشتركة بين الشعوب.

كوشنير يشيد بالتقدم الذي طرأ على العلاقات الإسرائيلية العربية

 وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، قد قال خلال لقاءه بكوشنير عشية التوجه إلى الرباط أن "مبادرة إبراهيم قد أحدثت بالفعل سلسلة كاملة من الانفراجات بمعني السلام مع الإمارات والبحرين والسودان، والآن السلام مع المغرب".

وذكر أنها عبارة عن أربع اتفاقيات سلام في غضون أربعة اشهر وسيليها المزيد، وقال "أعتقد أننا سنشهد العديد من اتفاقيات السلام الأخرى إذا تصرفنا بموجب هذه السياسية".

ليئور بن دور، مسؤول قسم الشرق الأوسط في الخارجية الإسرائيلية، قال في تصريحات لـ"الحرة" إن رغم أن العلاقات بين إسرائيل والمغرب كانت موجودة منذ عام 1994 ولكنها توقفت مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000. 

ترجيحات بأن تتبع المغرب دول عربية وإسلامية

وحتى خلال السنوات العشرين الماضية حافظ الطرفان على اتصالات وتعاون في مجالات مختلفة وأبرزها السياحة، حيث زار ما يعادل خمسين ألف إسرائيلي المغرب خلال العام الماضي، وتوقع بن دور ازدياد هذا العدد مع إقامة العلاقات الرسمية.  

وشدد أن احترام الرباط للجوازات الإسرائيلية يدل على ثقة متبادلة بين الطرفين حتى من دون وجود علاقات رسمية. 

إلى ذلك، استقبلت إسرائيل وفودا من المجتمع المدني المغاربي خلال نفس الفترة والذين التقوا بشخصيات رسمية في البلاد بما في ذلك وزراء وأعضاء كنيست وزاروا مؤسسة تخليد ضحايا الهولوكوست.

وقال بن دور انه منذ الإعلان عن إقامة علاقات رسمية بين البلدين فقد بدأ رجال أعمال من إسرائيل والمغرب في اجراء اتصالات معه ومع اخرين في وزارة الخارجية من أجل دراسة الإمكانيات لخوض مشاريع مشتركة.

وكان المغرب، قد فتح مكتب ارتباط له في عام 1994 في تل ابيب وهو لايزال قائما رغم عدم تشغيله في العقدين الماضيين.

ومن المتوقع بعد هذه الزيارة إعادة فتح مكاتب الارتباط على أن يتم فتح سفارات وإقامة علاقات دبلوماسية تامة لاحقا.

ويبلغ عدد الجالية اليهودية المغاربية في إسرائيل حوالي مليون نسمة، بعضهم يشغل مناصب رفيعة مثل وزيرة الموصلات، ميري ريجيف، ووزير الداخلية، ارية درعي، والوزير في وزارة الدفاع، ميخائيل بيطون.

وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة، اوفير جيندلمان، لقناة "الحرة" إن بلاده تتطلع لبناء جسر من العلاقات بين البلدين والذي يساهم فيه اليهود المغاربيين  الذين يعيشون في إسرائيل والمغرب.

وستسمر هذه الزيارة حوالي 12 ساعة على أن تعود إلى إسرائيل مباشرة قبل البدء في فرض الإجراءات الملزمة لكل العائدين من خارج البلاد بالبقاء في حجر صحي داخل فنادق معزولة تفاديا لتفشي الكورونا.

وفيما يخص الملف الفلسطيني، أوضح مسؤول أميركي، كان على متن الرحلة أن الباب لا يزال مفتوحا من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات، واعتبر أن تكرار السابق لن يؤدي إلى نتائج، وإنما يجب العمل بطرق جديدة من أجل تغيير معادلة الصراع.

علاقات البلدين متوترة منذ عقود
علاقات الجزائر والمغرب متوترة منذ عقود

كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن قرار بلاده فرض التأشيرة على المغاربة جاء بسبب "علاقة المغرب مع إسرائيل".

وقال الرئيس الجزائري، في لقائه الإعلامي الدوري، الذي جرى السبت ونقلته وسائل إعلام رسمية، إن القرار جاء نتيجة "التعاون الأمني" بين المملكة المغربية وإسرائيل و"الكشف عن وجود خلايا تجسس".

وبشأن مصير المغاربة المقيمين بالجزائر، قال تبون "الشعب المغربي شعب شقيق، وطرد المغاربة من الجزائر كلام فارغ، ومرحبا بهم، يعيشون وسط الشعب الجزائري ويعملون في السوق الجزائرية"، مضيفا "لا يمكن أن نطرد أي مغربي من الجزائر وفرض التأشيرة جاء لدواعي أمنية بحتة".

وقررت الجزائر، قبل أسبوعين، "إعادة العمل الفوري" بفرض تأشيرات دخول على حاملي جوازات السفر المغربية، واتهمت السلطات الجزائرية حينها المغرب بكونه "أساء استغلال غياب التأشيرة بين البلدين" و"انخرط، وللأسف الشديد، في أفعال شتى تمس باستقرار الجزائر وبأمنها الوطني"، منها "نشر عناصر استخباراتية" إسرائيلية "من حملة الجوازات المغربية للدخول بكل حرية للتراب الوطني".

ويأتي القرار الجزائري في سياق استمرار أزمة حادة بين البلدين، اندلعت منذ قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في أغسطس 2021.

واتهمت الجزائر حينها المغرب بـ"ارتكاب أعمال عدائية منذ استقلال الجزائر" في 1962، فيما أعرب المغرب يومها عن "أسفه" لهذا القرار، ورفض "مبرراته الزائفة".

وتعمق التوتر بين البلدين منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على هذا الإقليم المتنازع عليه أواخر العام 2020، في مقابل تطبيع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.

قضية التجسس

وسجلت توترات بين البلدين منذ ذلك الحين، كان آخرها إعلان النيابة العامة الجزائرية في تلمسان (غرب) في الأول من سبتمبر توقيف أشخاص عدة، بينهم 4 مغاربة، بتهمة الانتماء إلى "شبكة تجسس".

وعلق الرئيس تبون في المقابلة على هذه القضية قائلا إن لسلطات بلده معطيات بشأن دخول "عملاء وجواسيس" لإسرائيل إلى الجزائر بـ"جوازات سفر مغربية"، مضيفا "ما الذي يدفع هؤلاء لزيارة أماكن حساسة مثل الموانئ؟"، كما أكد أنه "ستتم محاكمة المغاربة علنا ممن تم إلقاء القبض عليهم في إطار تحريات أمنية قادتنا لفرض التأشيرة".

ولم يصدر على الفور أي تعليق رسمي على هذه القضية في الرباط، بينما سبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن دعا في خطابات خلال الأعوام الأخيرة إلى تطبيع العلاقات بين الجارين.

كذلك، سبق له أن دعا إلى فتح الحدود البرية بين البلدين، وهي مغلقة منذ عام 1994.

وتوقفت الرحلات الجوية بين البلدين منذ قرار الجزائر في سبتمبر 2021 إغلاق مجالها الجوّي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

ظل نزاع الصحراء

وظلت علاقات الجزائر والمغرب متوترة قبل ذلك بعدة أعوام بسبب النزاع بشأن الصحراء الغربية.

كما شهدت العلاقات بين الجزائر وباريس فتورا جديدا بعد أن أعلنت باريس، في نهاية يوليو، دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية المتنازع عليها، في حين تدعم الجزائر جبهة بوليساريو المطالبة باستفتاء لتقرير مصير هذه المنطقة.

وفي مقابلته الإعلامية السبت، طالب تبون فرنسا بـ"احترام" قرارات الأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية.