من الصعب فرض الضريبة على الأشخاص المؤثرين
من الصعب فرض الضريبة على الأشخاص المؤثرين

في ظل ازدياد عدد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، بدأ الحديث محلياً عن إمكانية فرض رسوم ضريبية على البعض منهم، بحسب وسائل إعلام مغربية.

ونقل موقع "هسبريس" عن مصدر مطلع بأن "مديرية الضرائب تتجه نحو بعض المؤثرين المغاربة، وذلك بعدما التأكد بالحجة والدليل، من أن أغلب هؤلاء قبض أجورهم نقداً لتفادي أي دليل على تعاملاتهم المالية التي تبلغ الملايين من الدراهم".

وكانت صحيفة "الأخبار" المغربية، قد أشارت عام 2019 إلى أن "المكتب الضريبي باشر التدقيق مع أولئك الذين لا يعلنون عن مداخيلهم من يوتيوب من أشخاص ماديين جهلاً أو طوعاً".

"صعوبات عملية"

وعن هذا الجدل القائم، يعلق المحلل الاقتصادي، رشيد أوراز، في حديث لموقع "الحرة"، قائلا: "من الصعب فرض ضريبة على الأشخاص المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، من الناحية العملية، لأنه لا توجد أرقام وطرق للتدقيق في الأرباح التي يتم تحصيلها".

وأشار أوراز إلى أن "قسما كبيرا من المؤثرين المغاربة يقطنون خارج البلاد، ومن الصعب فرض ضريبة بنسبة تقريبية تفوق الـ ٣٠ في المائة على هذا النشاط الذي لا أعتقد  أنه يحقق الكثير من الأرباح لمن هم في المغرب".

"ضريبة على العقود لا المشاهدات"

بينما أعربت روعة بيوتي، وهي من الشخصيات المغربية المؤثرة في مجال التجميل، في حديث لموقع "الحرة"، عن استعدادها لدفع أي ضريبة، لافتة إلى أن لديها شركة إنتاج محتوى بصري وقد اعتادت على تسديد الرسوم".

ومن ثم استدركت بيوتي قائلة: "الضريبة التي يمكن فرضها هي على أرباح العقود التي نجريها مع العلامات التجارية، ولكن لا يمكن محاسبتنا على ما نحققه من أموال على عدد المشاهدات".

وتابعت: "فلتكن الضرائب على المحتوى التجاري، في حال لا بد من فرضها، لا على الفيديوهات الخاصة".

وروعة بيوتي، تعتبر واحدة من أكثر المغربيات شهرة في مجال التجميل وأسلوب الحياة على موقع "يوتيوب".

لجنة المالية توضح

في المقابل، قال رئيس لجنة المالية في مجلس النواب المغربي، عبد الله بوانو، في حديث لموقع "الحرة": "لقد تم بالفعل بحث إمكانية فرض ضرائب على المحتوى الرقمي في البرلمان".

وكشف أن "التوجه نحو فرض على الشركات الكبرى، وليس على الأفراد الذين يحققون أرباحا من خلال النشاط الذي يقومون به على شبكات التواصل الاجتماعي".

وأوضح بوانو أن "المغرب في انتظار الاتحاد الأوروبي الذي يبحث مشروع قانون ينص على اعتماد رسم أوروبي على عمالقة العالم الرقمي غوغل، يوتيوب، فايسبوك، أمازون، وغيرها".

فرنسا استبقت القرار الأوروبي

وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت أنها ستفرض رسوما على كبريات الشركات الرقمية مطلع العام 2019، بدون انتظار اتفاق محتمل مع الاتحاد الأوروبي.

وأشار وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، حينها، إلى أنه "قيمة الضريبة المفروضة عن مجمل العام 2019 حوالى 500 مليون يورو".

في المقابل، قال متحدث باسم "فايسبوك"، لوكالة "فرانس برس" إثر إعلان القرار الفرنسي "سنستمر في احترام واجباتنا الضريبية كما هي مقررة في التشريعات الفرنسية والأوروبية"، موضحا أن الموقع "وضع طوعيا في 2018 هيكلا جديدا للبيع والفوترة" في فرنسا وأن كافة العائدات من الدعايات التي تتكفل بها فرق الشركة في فرنسا "يتم تسجيلها في فرنسا".

ضريبة على منتجي المحتوى في أميركا

يذكر أن موقع "يوتيوب"، قد أعلن في فبراير الماضي، اعتزامه اقتطاع ضرائب محددة من منتجي المحتوى على منصته في الولايات المتحدة، خلال الأشهر القادمة، بخطوة قد يطال أثرها صناع المحتوى القاطنين خارج الولايات المتحدة.

وطالب "يوتيوب" رواده من أصحاب القنوات بتقديم معلوماتهم المالية والضريبية، في إجراء يهدف لتسهيل عملية الاقتطاع الضريبي وتنظيمها.

وحذر أصحاب القنوات بالقول: "فيما لو لم يتم تقديم معلوماتك الضريبية بحلول 31 مايو 2021، قد يُطلب من غوغل اقتطاع ما يصل إلى 24 بالمئة من مجمل أرباحك حول العالم".

جنود في الجيش المغربي
مخاوف إسبانية من مطالبة المغرب بسبتة ومليلية

وسط وضع دولي غير مستقر بشكل متزايد، أصبحت مقارنة الجيوش موضوعا ذا أهمية كبيرة، خاصة في المناطق التي توجد فيها توترات دبلوماسية أو تاريخية، كما هو الحال بين المغرب وإسبانيا حيث توجد مدينتي سبتة ومليلية في قلب الخلاف بين البلدين.

وفي الأسابيع الماضية، أثيرت مخاوف من وضع سبتة ومليلية الخاضعتين لإسبانيا و لا يعترف المغرب بذلك، إذ نقلت وسائل إعلام إسبانية مخاوف من تصعيد المغرب المطالبة بهما.

كما اقترح الأميرال الإسباني المتقاعد، خوان رودريغيز غارات، إنشاء جيش أوروبي موحد " له دور أساسي في حماية سبتة ومليلية في حال تعرضتا لتهديدات من المغرب".

وأمام هذه المخاوف عادت المقارنة بين الإمكانيات العسكرية للمغرب وإسبانيا في حال مواجهة محتملة بين البلدين الجارين.

ولا يتم قياس القوة العسكرية لأي بلد فقط بعدد القوات، ولكن أيضًا من خلال تقنياته العسكرية وميزانية الدفاع وقدرة نشر القوات في حالات الصراع.

وينقل تقرير من صحيفة "لاراثون" االإسبانية أنه في حالة إسبانيا والمغرب، لدى كلا البلدين قوات مسلحة منظمة بشكل جيد وخصائصهما التي تعكس أولوياتها الاستراتيجية. 

تحافظ إسبانيا، كعضو في حلف الشمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي، على تعاون وثيق مع الحلفاء الغربيين ولديها جيش تقني للغاية.

من جانبه، عزز المغرب قدرته العسكرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما زاد من ميزانية الدفاع والحصول على التسلح المتقدم ، بهدف تعزيز موقعه كقوة عسكرية في شمال إفريقيا.

القوة العسكرية

تكشف المقارنة بين جيشي إسبانيا والمغرب عن اختلافات كبيرة في القدرات العسكرية، أبرزها ميزانية الدفاع: تبلغ ميزانية إسبانيا حوالي 23 مليار دولار، مقارنة بنحو 13 مليار دولار يخصصها المغرب. 

يعكس هذا الاختلاف القدرة الاستثمارية لإسبانيا، المدعومة من اقتصادها وتكاملها في منظمات مثل الناتو والاتحاد الأوروبي.

فيما يتعلق بالجنود النشطين، أي أولئك الذين يقومون بتدريب عملي ويتم إعدادهم لحالات الطوارئ، يتجاوز المغرب إسبانيا، إذ يوجد في المملكة ما يقرب من 195 ألف جندي، مقارنة بـ 133 ألف في إسبانيا. 

الفرق المهم أيضا يتمثل في عدد جنود الاحتياط، بالمغرب عددهم يصل إلى 150 ألف جندي، فيما إسبانيا لا يتجاوز 15 ألف جندي.

المعدات العسكرية

فيما يتعلق بالمعدات العسكرية، تبرز إسبانيا في المجال الجوي، مع أسطول من 461 طائرة، والتي تشمل طائرات قتالية متقدمة مثل Eurofighter Typhoon.

المغرب، من ناحية أخرى، لديه 260 طائرة ، من بينها F-16 ، التي اقتناها في السنوات الأخيرة كجزء من تحديثها العسكري.

في القوة الأرضية ، تتغير المعطيات. يتقدم المغرب في عدد الدبابات، مع 903 دبابة بما في ذلك أبرامز M1 الحديثة، مقارنة مع 317 دبابة في إسبانيا، والتي تشمل نماذج مثل الفهد 2E. 

ومع ذلك ، تتجاوز إسبانيا المغرب في المركبات المدرعة، مع حوالي 17000 وحدة ، مقارنة بـ 7000 وحدة في المغرب.

من حيث القوة البحرية ، تضم إسبانيا ما مجموعه 152 سفينة، بما في ذلك خوان كارلوس الأول، واثنين من الغواصات الفئة S-80 وأحد عشر فرقاطة. فيما يمتلك المغرب 111سفينة ما يسمح له بالحفاظ على وجود كبير في مياهه الإقليمية.

تتجاوز إسبانيا أيضًا المغرب من حيث الخدمات اللوجستية، مع وجود عدد أكبر من الموانئ والمطارات الاستراتيجية، وكذلك قدرة الوصول إلى الموارد الطبيعية الرئيسية لصيانة قواتها المسلحة. تتيح هذه الميزة اللوجستية لإسبانيا نشر العمليات العسكرية والحفاظ عليها بشكل أكثر كفاءة.

من سينتصر في حالة الحرب؟

على الرغم من أن المغرب حقق تقدمًا كبيرًا في قدرته العسكرية، وزيادة ميزانيته وتحديث معداته، فإن إسبانيا تحافظ على ميزة واضحة في التكنولوجيا والقدرة البحرية، وكذلك في دعم حلفائها الغربيين. 

في المواجهة الافتراضية، يمكن للتفوق التكنولوجي والاستراتيجي لإسبانيا أن يغير التوازن لصالحها.

لكن مع ذلك يبقى هذا السيناريو غير دقيق، لأن نتيجة الصراع تعتمد على عوامل متعددة، مثل الاستراتيجية والتحالفات الدولية، وفق التقرير.