حذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الخميس، في الرباط من أنه "لا إفلات من العقاب" في قضية فضيحة الفساد في البرلمان الأوروبي، فيما أكد وزير الخارجية المغربي أن العلاقة بين المملكة والاتحاد الأوروبي "تواجه هجمات إعلامية".
وقال بوريل، بعد اجتماع مع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة "موقف الاتحاد الأوروبي واضح لا إفلات من العقاب في قضايا فساد. لا تساهل اطلاقا"، فيما أكد الوزير المغربي أن "الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي تواجه هجمات إعلامية متكررة وهجمات داخل البرلمان".
وأضاف بوريطة "سيدافع المغرب عن مصالحه ويراهن على شركائه للدفاع عن هذه الشراكة".
وقال بوريل، الذي بدأ الخميس، زيارة للمغرب ليومين "علينا انتظار نتائج التحقيقات الجارية.. نتوقع التعاون الكامل للجميع في هذا التحقيق".
وتحدثت عدة مقالات صحفية ونواب أوروبيون عن "دور للمغرب" في فضيحة الفساد "المرتبطة بقطر". وكانت الدوحة نفت صحة الاتهامات الموجهة بحقها في القضية سابقا.
في هذه القضية التي كشفت في ديسمبر أودع أربعة أشخاص السجن في بلجيكا بينهم النائبة الأوروبية الاشتراكية اليونانية إيفا كايلي.
وفي أواخر ديسمبر قالت تقارير إعلامية أوروبية إن "عميلا تابعا للاستخبارات المغربية" لعب دورا كبير، فيما قالت مجلة "بوليتيكو" إن "جاسوسا مغربيا" ولقبه الحركي هو "M118"، كان يدير دوائر حول وكالات التجسس الأوروبية لسنوات.
ووفقا لبوليتيكو فإن "بلحرش" كان في قلب "شبكة معقدة تمتد من قطر والمغرب إلى إيطاليا وبولندا وبلجيكا". ويشتبه في أنه شارك في جهود ضغط مكثفة وفساد مزعوم يستهدف أعضاء البرلمان الأوروبي في السنوات الأخيرة. واتضح أنه كان معروفا لدى أجهزة الاستخبارات الأوروبية لبعض الوقت.
بحسب صحيفة "لو سوار" البلجيكية أكد صديق النائبة اليونانية كايلي، الإيطالي فرانشيسكو جورجي وهو مساعد برلماني، للمحققين أنه كان "ضمن منظمة يستخدمها المغرب وقطر للتدخل في الشؤون الأوروبية".
وفي بيان عقب اللقاء ببوريل، الخميس، ذكر رئيس الوزراء المغربي، عزيز أخنوش، في بيان أن حجم المبادلات التجارية بين المملكة والاتحاد الأوروبي بلغ أكثر من 45 مليار يورو، في عام 2021، مما جعل المملكة "الشريك الاقتصادي والتجاري الأول للاتحاد الأوروبي في القارة الأفريقية".
وتربط الرباط وبروكسل منذ أكثر من 20 عاما اتفاقات زراعية وفي مجال الصيد تشمل المنطقة المتنازع عليها في الصحراء الغربية الغنية بالفوسفات والمياه المليئة بالأسماك ويسيطر عليها المغرب بنسبة 80 في المئة.
في هذا الملف، شدد بوريل على موقف الاتحاد الاوروبي "الداعم لعملية الأمم المتحدة الرامية للتوصل إلى حل سياسي.. عادل وواقعي وبرغماتي ودائم يقبل به الجانبان" ورحب بـ"الجهود الجدية ذات المصداقية التي يبذلها المغرب".
ويدور هذا النزاع منذ عقود بين الرباط والانفصاليين الصحراويين في جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. تدعو جبهة البوليساريو لإجراء استفتاء حول تقرير المصير برعاية الأمم المتحدة بينما تروج الرباط لحكم ذاتي تحت سيادتها.