رجل يضرم النار في جسده قبالة قنصلية المغرب بمدريد- صورة تعبيرية
رجل يضرم النار في جسده قبالة قنصلية المغرب بمدريد- صورة تعبيرية

أضرم مواطن مغربي النار في نفسه، الثلاثاء، قبالة مقر قنصلية بلاده في العاصمة الاسبانية مدريد، وفق ما أفادت مصادر أمنية ودبلوماسية، وكالة فرانس برس.

وقال مصدر أمني إن المعني بالأمر "أضرم النار في جسده قبالة القنصلية المغربية"، موضحا أنه "يحمل الجنسية المغربية".

وأضاف متحدث باسم قسم الطوارئ أن الرجل الأربعيني أصيب "بحروق بليغة"، وهو قيد العناية الطبية في مستشفى لاباز بمدريد.

ولم يفتح أي تحقيق في الحادث، على اعتبار أن الضحية هو الذي أضرم النار في ذاته، وفق ما أوضح المصدر الأمني، مشيرا إلى أن الشرطة حاولت مع ذلك التواصل مع أقاربه.

من جهتها قالت سفارة المغرب في مدريد لوكالة فرانس برس إن "الرجل مغربي، في الأربعينات من عمره، مسجل على سجلات القنصلية".

وأضافت أنه "لم يلج مقر القنصلية، وإنما تقدم قبالتها وأضرم النار في جسده بسرعة".

وتابعت السفارة "هرع أشخاص كانوا داخل القنصلية وآخرون خارجها لإغاثته، قبل أن تصل سيارة الإسعاف"، مؤكدة أن "ليس لديها أي فكرة عن الأسباب التي دفعته لذلك".

وروى شاهد عيان يدعى رشيد للتلفزيون العام الإسباني "رأيته يركض وكان هناك أشخاص وراءه يحاولون نزع الثياب عنه"، مضيفا أنه رأى أيضا شخصا يركض وراءه حاملا قنينة إطفاء لإغاثته.

وتابع "أظن أنه سكب البنزين على جسده نظرا للهب المشتعل في رأسه".

علاقات البلدين متوترة منذ عقود
علاقات الجزائر والمغرب متوترة منذ عقود

كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن قرار بلاده فرض التأشيرة على المغاربة جاء بسبب "علاقة المغرب مع إسرائيل".

وقال الرئيس الجزائري، في لقائه الإعلامي الدوري، الذي جرى السبت ونقلته وسائل إعلام رسمية، إن القرار جاء نتيجة "التعاون الأمني" بين المملكة المغربية وإسرائيل و"الكشف عن وجود خلايا تجسس".

وبشأن مصير المغاربة المقيمين بالجزائر، قال تبون "الشعب المغربي شعب شقيق، وطرد المغاربة من الجزائر كلام فارغ، ومرحبا بهم، يعيشون وسط الشعب الجزائري ويعملون في السوق الجزائرية"، مضيفا "لا يمكن أن نطرد أي مغربي من الجزائر وفرض التأشيرة جاء لدواعي أمنية بحتة".

وقررت الجزائر، قبل أسبوعين، "إعادة العمل الفوري" بفرض تأشيرات دخول على حاملي جوازات السفر المغربية، واتهمت السلطات الجزائرية حينها المغرب بكونه "أساء استغلال غياب التأشيرة بين البلدين" و"انخرط، وللأسف الشديد، في أفعال شتى تمس باستقرار الجزائر وبأمنها الوطني"، منها "نشر عناصر استخباراتية" إسرائيلية "من حملة الجوازات المغربية للدخول بكل حرية للتراب الوطني".

ويأتي القرار الجزائري في سياق استمرار أزمة حادة بين البلدين، اندلعت منذ قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في أغسطس 2021.

واتهمت الجزائر حينها المغرب بـ"ارتكاب أعمال عدائية منذ استقلال الجزائر" في 1962، فيما أعرب المغرب يومها عن "أسفه" لهذا القرار، ورفض "مبرراته الزائفة".

وتعمق التوتر بين البلدين منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على هذا الإقليم المتنازع عليه أواخر العام 2020، في مقابل تطبيع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.

قضية التجسس

وسجلت توترات بين البلدين منذ ذلك الحين، كان آخرها إعلان النيابة العامة الجزائرية في تلمسان (غرب) في الأول من سبتمبر توقيف أشخاص عدة، بينهم 4 مغاربة، بتهمة الانتماء إلى "شبكة تجسس".

وعلق الرئيس تبون في المقابلة على هذه القضية قائلا إن لسلطات بلده معطيات بشأن دخول "عملاء وجواسيس" لإسرائيل إلى الجزائر بـ"جوازات سفر مغربية"، مضيفا "ما الذي يدفع هؤلاء لزيارة أماكن حساسة مثل الموانئ؟"، كما أكد أنه "ستتم محاكمة المغاربة علنا ممن تم إلقاء القبض عليهم في إطار تحريات أمنية قادتنا لفرض التأشيرة".

ولم يصدر على الفور أي تعليق رسمي على هذه القضية في الرباط، بينما سبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن دعا في خطابات خلال الأعوام الأخيرة إلى تطبيع العلاقات بين الجارين.

كذلك، سبق له أن دعا إلى فتح الحدود البرية بين البلدين، وهي مغلقة منذ عام 1994.

وتوقفت الرحلات الجوية بين البلدين منذ قرار الجزائر في سبتمبر 2021 إغلاق مجالها الجوّي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

ظل نزاع الصحراء

وظلت علاقات الجزائر والمغرب متوترة قبل ذلك بعدة أعوام بسبب النزاع بشأن الصحراء الغربية.

كما شهدت العلاقات بين الجزائر وباريس فتورا جديدا بعد أن أعلنت باريس، في نهاية يوليو، دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية المتنازع عليها، في حين تدعم الجزائر جبهة بوليساريو المطالبة باستفتاء لتقرير مصير هذه المنطقة.

وفي مقابلته الإعلامية السبت، طالب تبون فرنسا بـ"احترام" قرارات الأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية.