المملكة شهدت في الأعوام الأخيرة اعتقال صحافيين ومعارضين
المملكة شهدت في الأعوام الأخيرة اعتقال صحافيين ومعارضين

طالبت منظمة العفو الدولية (أمنيستي أنترناسيونال) المغرب "بوضع حد للاضطهاد القضائي والمضايقات" التي يتعرض لها الصحفي الإسباني إغناسيو سيمبريرو، المتخصص في شؤون المغرب العربي.

وقالت المنظمة في بيان إن سيمبريرو ينتظر حكم المحكمة الابتدائية بعد شكوى من الرباط تطالبه بالتراجع عن اتهامه المملكة بالتجسس على هاتفه ببرنامج بيغاسوس الذي طورته شركة "أن أس أو غروب" الإسرائيلية.

وكانت عدة وسائل إعلام دولية نشرت تحقيقا، بناء على تقرير المنظمة الحقوقية الدولية، يتهم الرباط باستعمال البرمجية الإسرائيلية لاستهداف هواتف صحفيين ونشطاء وسياسيين في المغرب وأيضا في فرنسا، بينهم الرئيس إيمانويل ماكرون. 

وتقول المنظمة إن هذه هي المرة الرابعة التي تحاول فيها السلطات المغربية إسكات الصحفي برفع دعوى قضائية في إطار استراتيجيتها لإسكات أي صوت ينتقد سياساتها.

وفي عام 2014، قدم مكتب المدعي العام والمحكمة الوطنية العليا شكوى ضد سيمبريرو على التوالي بتهمة "تمجيد الإرهاب".

وبحسب المنظمة، "لم يكن ينبغي أن يواجه سيمبريرو هذه المحاكمة السخيفة التي يطلب فيها ألا يتمكن الضحية المحتملة لجريمة مثل التجسس من التحدث عنها".

وتخلص المنظمة أن المضايقات والاضطهاد المستمر لسيمبريرو على أيدي السلطات المغربية يجب أن تتوقف فورا، فهي "اعتداء على حريته في التعبير وتحذير لأي شخص يريد الإبلاغ عن سياساتها".

وقالت المنظمة إن محاكمة سيمبريرو تزامنت الشهر الماضي مع قرار البرلمان الأوروبي الذي يدعو السلطات المغربية إلى وقف المراقبة الجماعية للصحفيين، بمن فيهم الصحفي الإسباني، من خلال استخدام برنامج بيغاسوس، واحترام حرية التعبير.

وتشهد علاقات المغرب والبرلمان الأوروبي توترا بسبب التوصية التي انتقدت تدهور حرية الصحافة في المملكة، مثيرة انتقادات حادة في الرباط، واتهامات لباريس بالوقوف وراءها.

وكانت توصية البرلمان الأوروبي قد طالبت  السلطات المغربية "باحترام حرية التعبير وحرية الإعلام"، و"ضمان محاكمات عادلة لصحافيين معتقلين".

وشهدت المملكة في الأعوام الأخيرة اعتقال صحافيين ومعارضين لإدانتهم في قضايا "اعتداءات جنسية" متفرقة، يعتبرها نشطاء حقوقيون "مفبركة"، في حين تؤكد السلطات المغربية أنها قضايا حق عام لا علاقة لها بحرية التعبير.

ولقيت هذه الخطوة إدانة قوية في الرباط، جدد التأكيد عليها برلمانيون من أحزاب مختلفة الأسبوع الماضي، بينما رحب بها نشطاء حقوقيون في المغرب وخارجه.

وكان رئيس مجلس النواب المغربي، رشيد الطالبي العلمي، الأربعاء الماضي، دان "حملة ظالمة" تتعرض لها المملكة في البرلمان الأوروبي، عشية احتضان الأخير لقاء حول قضية التجسس عبر برمجية بيغاسوس، التي اتهم فيها المغرب العام 2021.

علاقات البلدين متوترة منذ عقود
علاقات الجزائر والمغرب متوترة منذ عقود

كشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن قرار بلاده فرض التأشيرة على المغاربة جاء بسبب "علاقة المغرب مع إسرائيل".

وقال الرئيس الجزائري، في لقائه الإعلامي الدوري، الذي جرى السبت ونقلته وسائل إعلام رسمية، إن القرار جاء نتيجة "التعاون الأمني" بين المملكة المغربية وإسرائيل و"الكشف عن وجود خلايا تجسس".

وبشأن مصير المغاربة المقيمين بالجزائر، قال تبون "الشعب المغربي شعب شقيق، وطرد المغاربة من الجزائر كلام فارغ، ومرحبا بهم، يعيشون وسط الشعب الجزائري ويعملون في السوق الجزائرية"، مضيفا "لا يمكن أن نطرد أي مغربي من الجزائر وفرض التأشيرة جاء لدواعي أمنية بحتة".

وقررت الجزائر، قبل أسبوعين، "إعادة العمل الفوري" بفرض تأشيرات دخول على حاملي جوازات السفر المغربية، واتهمت السلطات الجزائرية حينها المغرب بكونه "أساء استغلال غياب التأشيرة بين البلدين" و"انخرط، وللأسف الشديد، في أفعال شتى تمس باستقرار الجزائر وبأمنها الوطني"، منها "نشر عناصر استخباراتية" إسرائيلية "من حملة الجوازات المغربية للدخول بكل حرية للتراب الوطني".

ويأتي القرار الجزائري في سياق استمرار أزمة حادة بين البلدين، اندلعت منذ قطعت الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في أغسطس 2021.

واتهمت الجزائر حينها المغرب بـ"ارتكاب أعمال عدائية منذ استقلال الجزائر" في 1962، فيما أعرب المغرب يومها عن "أسفه" لهذا القرار، ورفض "مبرراته الزائفة".

وتعمق التوتر بين البلدين منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على هذا الإقليم المتنازع عليه أواخر العام 2020، في مقابل تطبيع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.

قضية التجسس

وسجلت توترات بين البلدين منذ ذلك الحين، كان آخرها إعلان النيابة العامة الجزائرية في تلمسان (غرب) في الأول من سبتمبر توقيف أشخاص عدة، بينهم 4 مغاربة، بتهمة الانتماء إلى "شبكة تجسس".

وعلق الرئيس تبون في المقابلة على هذه القضية قائلا إن لسلطات بلده معطيات بشأن دخول "عملاء وجواسيس" لإسرائيل إلى الجزائر بـ"جوازات سفر مغربية"، مضيفا "ما الذي يدفع هؤلاء لزيارة أماكن حساسة مثل الموانئ؟"، كما أكد أنه "ستتم محاكمة المغاربة علنا ممن تم إلقاء القبض عليهم في إطار تحريات أمنية قادتنا لفرض التأشيرة".

ولم يصدر على الفور أي تعليق رسمي على هذه القضية في الرباط، بينما سبق للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن دعا في خطابات خلال الأعوام الأخيرة إلى تطبيع العلاقات بين الجارين.

كذلك، سبق له أن دعا إلى فتح الحدود البرية بين البلدين، وهي مغلقة منذ عام 1994.

وتوقفت الرحلات الجوية بين البلدين منذ قرار الجزائر في سبتمبر 2021 إغلاق مجالها الجوّي أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية.

ظل نزاع الصحراء

وظلت علاقات الجزائر والمغرب متوترة قبل ذلك بعدة أعوام بسبب النزاع بشأن الصحراء الغربية.

كما شهدت العلاقات بين الجزائر وباريس فتورا جديدا بعد أن أعلنت باريس، في نهاية يوليو، دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية المتنازع عليها، في حين تدعم الجزائر جبهة بوليساريو المطالبة باستفتاء لتقرير مصير هذه المنطقة.

وفي مقابلته الإعلامية السبت، طالب تبون فرنسا بـ"احترام" قرارات الأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية.