بعد تسعة عشرا شهرا من تفجر قضية "التجسس" عبر برنامج "بيغاسوس"، عاد المغرب لشن "هجوم مضاد"، وفق توصيف مجلة فرنسية، بعد عدم تقديم أي دليل ضده خلال هذه الفترة.
ونقلت "جون أفريك" أنه "بينما يواصل البرلمان الأوروبي التحقيق مع العديد من الدول المتهمة بالتجسس على شخصيات تستخدم برامج تجسس إسرائيلية، فإن المغرب، وهو إحدى الدول المعنية، يقاوم".
وأوضحت المجلة أن محامي الرباط قال، الجمعة، في ندوة صحفية في العاصمة الفرنسية، إن ملف الاتهام "فارغ، وأنه بعد 19 شهرا لم تقدم الجهات التي اتهمته أي دليل يدينه".
Alors que le @Europarl_FR continue à enquêter sur plusieurs pays accusés d'avoir espionné des personnalités à l'aide du logiciel espion israélien, le Maroc contre-attaque. Ses avocats évoquent un dossier vide.@NSOgrouphttps://t.co/3kyOLMlDMb
— Jeune Afrique (@jeune_afrique) February 17, 2023
وكانت وسائل إعلام دولية نشرت تحقيقا، بناء على تقرير المنظمة الحقوقية الدولية، يتهم الرباط باستعمال البرمجية الإسرائيلية لاستهداف هواتف صحفيين ونشطاء وسياسيين في المغرب وأيضا في فرنسا، بينهم الرئيس، إيمانويل ماكرون.
لكن الحكومة المغربية نفت بشدة هذه الاتهامات، ورفعت دعاوى قضائية ضد ناشريها في فرنسا.
هل من حق المغرب مقاضاة متهميه؟
بالنسبة لأستاد العلوم الدستورية المغربي، رشيد لزرق، فإن مثل هذه الأمور مكفولة قانونيا، لذلك من "حق الدولة المغربية مقاضاة كل من يساهم في التشهير بها".
ويوضح لزرق في حديث لموقع "الحرة" "أن من المتعارف عليه قانونيا، "أن التهم والإدانة تكون على أساس إثباتها، وهو ما عجز عنه القضاء في إثبات استخدام المغرب لبرنامح بيغاسوس".
وندد، لي أوليفييه باراتيلي، محامي الرباط، في باريس بـ"تلاعب كبير بالمعلومات" وبحملة "استهدفت المغرب".
#Pegasus Me Olivier Baratelli, avocat du Royaume en France dénonce une «grande manipulation de l'information» et une "gigantesque rumeur qui a ciblé le Maroc et ses administrations. "Aucune preuve n'a été apportée à ce jour". pic.twitter.com/7xERMEw7hK
— Elmalki (@Moroccan_Time) February 18, 2023
وتم تقديم 10 استدعاءات مباشرة إلى محكمة باريس الجنائية بتهمة التشهير، ومن المتوقع أن يصدر القضاء الفرنسي أحكامه في 12 أبريل القادم.
واستشهد محامي الرباط بما قاله رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك، جان كاستكس، بأن هاتف الرئيس، إيمانويل ماكرون، لم يتعرض للتجسس.
وقال المحامي "التقينا مع المدعي العام، وقوينا قضيتها بأدلة علمية داعمة تكشف أنه كان من المستحيل على المملكة "استخدام البرنامج".
واستأنف المغرب أمام القضاء الفرنسي بعد رفض قبول 15 شكوى تقدم بها للمحاكم الفرنسية بتهم التشهير، وفق ما نقلت إذاعة فرنسا الدولية.
وجاء رفض قبول الشكاوى بناء على قرار صادر عن محكمة التمييز الفرنسية يقضي بأنه "لا يمكن لدولة أن تباشر ملاحقات قضائية بتهم التشهير لكونها ليست "جهة خاصة"، وفق ما نقل موقع "LEDESK" المغربي.
وعن عودة الجدل الآن، تقول المحللة السياسية المغربية، شريفة لومير، في حديث لموقع "الحرة" إن الوقت "حان لوقف الاتهامات خاصة بعد نشر الاستخبارات الإسرائيلية لائحة الدول والمنظمات والأجهزة الأمنية. التي اقتنت البرنامج والتي لم تتضمن اسم المملكة"، بحسب تعبيرها.
وترى لومير أن "الاستمرار في هذه الاتهامات هي محاولة للتشويش على المغرب".
وفي يوليو 2021، نشرت مجموعة مؤلفة من 17 وسيلة إعلام دولية تحقيقا كشف أن نحو 50 ألف شخص حول العالم (نساء وسياسيون وصحفيون ونشطاء حقوقيون وغيرهم) تعرضوا للتجسس من بعض الحكومات، ومن بينها الحكومة المغربية، باستخدام برمجية بيغاسوس التي طورتها شركة "إن إس أو غروب" الإسرائيلية.