الكلاب نقلت للمستشفى بهدف رعايتها
الكلاب نقلت للمستشفى بهدف رعايتها | Source: @SoulSaver - Animal Welfare

أثار مقطع فيديو وصور لكلاب في حالة سيئة في مستشفى متخصص ضواحي مدينة سلا بالمغرب غضبا واسعا، وسط دعوات لمحاسبة المسؤولين عن الإهمال في المنشأة.

وتظهر الصور التي نشرتها جمعية "حماية أرواح الحيوانات والسلام" على صفحتها على الفيسبوك كلابا في بيئة متسخة وتعاني من سوء تغذية وأخرى نافقة.

والمستشفى مخصص للكلاب الضالة لرعايتها في منطقة العرجات ضواحي مدينة سلا غرب البلاد، لكن نشطاء حقوق الحيوان قالوا إن المسؤولين يهملون الكلاب إذ تظهر الصور أنها هزيلة وجائعة محبوسة داخل قفص دون أكل وشرب.

وقالت "حماية أرواح الحيوانات والسلام" إن "الجريمة تستدعي العقاب بدون استثناء".

وقال حزب فيدرالية اليسار إن مستشاريه بمجلس مدينة الرباط توصلوا بصور صادمة من مستوصف الكلاب الجديد بالعرجات تديره "الجمعية المغربية لحماية الحيوانات و البيئة".

ونقلت وسائل إعلام مغربية أن جماعات الرباط و سلا و تمارة سبق أن وقعت على اتفاقية مع "الجمعية المغربية لحماية الحيوانات و البيئة"،باقتراح من ولاية الرباط، تنص على استفادتها من مبلغ 12 مليون درهم على 3 سنوات، مقابل تسييرها للمستوصف.

وينص الاتفاق على جمع الكلاب الضالة في المستشفى وتلقيحها و تعقيمها قبل إعادتها لمواطنها الأصلية، كما توصي بذلك منظمة الصحة العالمية.

واستفسر أعضاء الحزب اليساري لدى المجلس الجماعي للرباط حول سبب منح تسيير المستوصف لجمعية مجهولة لم يسبق أن عُرف عنها أي نشاط في المجال.

وقالت جمعية حماية أرواح الحيوانات إن الضجة دفعت المسؤولين عن المستشفى إلى محاولة تدراك الأمر وبدأو ينشرون صورا من داخل المنشأة تظهر الكلاب وهي تتلقى رعاية جيدة.

ووفق نشطاء مهتمين بحقوق الكلاب يتجاوز عدد الكلاب الضالة أو كلاب الشوارع بالمغرب ثلاثة ملايين كلب، وفق وسائل إعلام مغربية.

وفي أعقاب الجدل الواسع الذي أثارته الصور والفيديوهات الصادمة، نفت الجمعية التي تدير المركز ما تم تداوله، مؤكدة أنه "يتم الاعتناء بالكلاب وفق ما تنادي به الاتفاقيات الدولية لحماية الحيوانات".

رئيس الجمعية الوطنية لحماية الحيوانات والبيئة، يوسف الحر، قال في تصريحات لموقع "هسبريس" المحلي، إن "يتم جمع الكلاب في هذا المركز هو الأول من نوعه على الصعيد الوطني"، مؤكدا أنه "يتم تطعيمها من قبل أطباء بياطرة خواص ومعالجتها ضد جميع الطفيليات وتطعيمها ضد السعار وترقيمها وبعد فترة نقاهة يتم إرجاعها إلى مكانها الأصلي".

من جانبها، قالت فاطمة الزهراء الفاسي الفهري، نائبة رئيس الجمعية لهسبريس، "بعد وصول هذه الكلاب إلى المركز تكون متوفرة على ورقة تعريفية، وهناك فريق يسهر على تغذيتها ونظافتها وتعقيمها.. ومن بعد فترة نقاهة يتم التنسيق مع المكاتب الصحية بكل من جماعات الرباط وسلا وتمارة، التي تقوم بجمع هذه الكلاب الضالة وهم من يتكلفون بإعادتها إلى مناطقها الأصلية".

ملك المغرب محمد السادس وعلى يساره وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق
الدستور المغربي يقر الإسلام دينا رسميا للبلاد

أثار تصريح لوزير مغربي عن "علمانية" المملكة وعدم تعارض قيمها مع العلمانية الفرنسية جدلا واسعا وتسبب في نقاش وجدال حاد خاصة في أوساط التيار الإسلامي وأعاد قضية مدنية الدولة وصراع إبعاد الدين عن الدولة إلى الواجهة.

والأسبوع الماضي، كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد توفيق،  أمام البرلمان أنه أخبر وزير الداخلية الفرنسي في لقاء سابق أن "المغرب بلد علماني" وأن العلمانية الفرنسية لا تتعارض مع قيم المملكة.

وكان المسؤول المغربي يقصد لقاء جمعه بوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو خلال زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة للمغرب.

وخلال جلسة برلمانية أوضح توفيق أن المغرب لا يمتلك نصوصا تشبه تلك التي أُقرت في فرنسا عام 1905 لفصل الدين عن الدولة ولكن عندنا "لا إكراه في الدين".

  

وأثارت هذه التصريحات جدلا واسعا في المغرب، ودخل على الخط  حزب العدالة والتنمية (إسلامي/معارض)، حيث خرج أمينه العام ورئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، لتوجيه عتاب علني للوزير المغربي.

وخلال تجمع انتخابي لحزبه مؤخرا، هاجم بنكيران تصريحات وزير الأوقاف، وأكد أن المغرب دولة إسلامية، مستبعدا أي توجه نحو العلمانية.

وتابع بنكيران في التجمع في منطقة تاردونات جنوب المغرب أن "المغاربة متشبثون بدينهم وهويتهم الإسلامية عبر التاريخ"، ودعا إلى "ضرورة إعادة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، بما في ذلك الأحزاب السياسية".

وأوضح "المغرب لم يكن يوما دولة علمانية، بل هو بلد يحكمه أمير المؤمنين، حيث يشكل الإسلام العمود الفقري للدولة".

 ولم يتوقف الأمر عند تصريح بنكيران، إذ سرعان ما رد وزير الأوقاف معاتبا رئيسه السابق على "التسرع" في مهاجمة تصريحاته دون التحقق منها.

وكتب وزير الأوقاف في رسالة نشرتها وسائل إعلام مغربية مذكرا بنكيران بأنه "رئيس حزب سياسي عصري، والحزب السياسي العصري مقتبس من نظام غربي علماني".

وكتب توفيق في رسالته الموجهة لبنكيران "وعندما كنت رئيسا للحكومة اشتغلت على نصوص قوانين تخدم المصلحة العقلانية وتُعرض على تصويت البرلمان، وهذا أمر مقتبس من نظام غربي علماني، لأنك لو أردت أن تستشير شيوخ طائفة لأضعت كثيرا من الوقت بسبب خلافاتهم، وقد قمت بتمرير عدد من القوانين بمرجعية وفاق أو قرارات دولية، وهذا الشأن مقتبس من نظام غربي علماني".

وعاد بنكيران إلى الاعتذار من توفيق وكتب على صفحته الرسمية "لا أخفيك أن ما صرحت به بالبرلمان ساءَني ولكنني لم أرد عليك ساعتها وأنا لم أرد عليك إطلاقاً، ولكنني لاحظتُ أن جهات معادية ومغرضة أرادت أن تستغل تصريحك لتركب عليه وتقرر في أذهان الناس ما لا تقبله أنت ولا أنا".

هل المغرب بلد علماني ؟

 وخلقت تصريحات الوزير توفيق ورده على بنكيران نقاشا واسعا عن الإسلام والعلمانية في المغرب على وسائل التواصل وفي الإعلام بين مثقفين وإسلاميين.

يرى محمد عبد الوهاب رفيقي المشهور بلقب "أبو حفص"، وهو مفكر وباحث مغربي في الدراسات الإسلامية، أن هناك بالفعل تعايشا بين العلمانية والإسلام في المغرب.

ويقول أبو حفص في حديث لموقع "الحرة" إن الدستور ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، لكنه بالمقابل وعلى عكس الدول الدينية لا ينص على أن الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع".

ويشير أبوحفص إلى أن القوانين في المغرب باستثناء قانون الأسرة هي قوانين وضعية وليس لها خصوصية دينية، مثلا القانون الجنائي أو قانون الأبناك مثلا.

ويوضح أن البيعة مثلا هي قانون ديني في حين أن هناك مؤسسات في المغرب من مخرجات العلمانية مثل البرلمان والانتخابات إلى غير ذلك من المؤسسات التي نبعت من العلمانية.

من جانبه، انتقد إدريس الكنبوري، باحث أكاديمي متخصص في الجماعات الإسلامية، تصريحات وزير الأوقاف، أحمد توفيق، عن "علمانية المغرب".

وكتب الكنبوري في مقال نشرته وسائل إعلام مغربية أن الوزير أعلن لوزير الداخلية الفرنسي أن المغاربة علمانيون، رغم أن المغرب لا يتبنى قانون 1905 الشهير حول فصل الدين عن الدولة في فرنسا.

وتابع الكنبوري أن الوزير أحمد توفيق "كان يعني بذلك أن المغرب يقر بحرية الاعتقاد، إلا أن تلك التصريحات حادت عن طريقها بفعل التوظيفات الإيديولوجية والسياسية".

وأشار الباحث إلى أن "علمانية فرنسا هي أسوأ العلمانيات على الإطلاق في القارة الأوروبية، ولا يستطيع حتى المواطن البريطاني أن يعتبرها نموذجا له فما بالنا بمواطن مغربي".

فهم عدواني للعلمانية

ومن جانبه يرى الإعلامي المغربي، عبد الله الترابي، أن المغرب بلد علماني وذلك يثبته الواقع، نافيا أن يكون هناك نقاش حالي حول العلمانية بل إن الأمر "نقاش عرضي"، بحسب تعبيره.

ويقول الترابي في حديث لموقع "الحرة" إن الضجة والجدل اللذان رافقا تصريح وزير الأوقاف هما بسبب وجود عداء للعلمانية في البلاد التي دائما ما "تربط العلمانية  بالتجرية الفرنسية".

ويشير المتحدث إلى وجود "فهم عدواني للعلمانية" لأن "التجربة الفرنسية أثرت علينا" كما كانت هناك تجارب سلطوية في بعض البلدان العربية حيث كانت العلمانية غطاء للسلطوية.

وينص الدستور المغربي في فصله الثالث على أن الإسلام دين الدولة، والدولة تضمن لكل واحد حرية ممارسة شؤونه الدينية.

وأثناء إعداد دستور 2011، أعيد طرح موضوع علاقة الدين بالدولة للنقاش العمومي، وبرز تيار يدافع على تكريس الشكل المدني للدولة،  فيما دافع تيار ثاني عن مفهوم علو الشريعة الإسلامية.

وأمام الجدل، تم التوصل إلى توافق يشدد على أن المغرب دولة إسلامية، وتميز الهوية المغربية بتبوؤ الدين الإسلامي مكانة الصدارة فيها. وفي نفس السياق،  تشبث الشعب المغربي بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، والتفاهم المتبادل بين الثقافات والحضارات الإنسانية جمعاء.