المغرب أطلق أول قناة عمومية ناطقة باللغة الأمازيغية في عام 2010
المغرب أطلق أول قناة عمومية ناطقة باللغة الأمازيغية في عام 2010 (صورة أرشيفية)

احتفت صحيفة "العالم الأمازيغي" مؤخرا بمرور 23 عاما على تأسيسها، وهي تعتبر "المقاولة الإعلامية الوحيدة" في المغرب التي تقاوم التحديات التي تواجه الإعلام الأمازيغي، رغم مرور سنوات على دسترة اللغة الأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب العربية.

وعبّر نشطاء وباحثون في مقالات رأي، احتفاء بالمناسبة، عن اعتزازهم بالصحيفة، التي بقيت "صامدة" لأكثر من 20 عاما في وجه التحديات التي تواجه قطاع الإعلام المكتوب بالمغرب بشكل عام والأمازيغي بشكل خاص.

في هذا الصدد، قال محمد الغيداني، الإعلامي وصاحب كتاب "الإعلام السمعي البصري الأمازيغي ومسألة الهوية"، إن استمرار صدور "العالم الأمازيغي"، "يمنحها صفة أقدم جريدة أمازيغية ويجعلها أرشيفا مهما يؤرخ العديد من الأحداث التي مرت بها الحركة الثقافية الأمازيغية".

وتابع في مقال نشرته الصحيفة: "كما يجب ألا نغفل الدور التكويني للجريدة التي أصبحت مدرسة ساهمت في تكوين وتلقين مبادئ الممارسة الصحفية لعدد من الأسماء التي أصبحت نجوما في سماء الإعلام السمعي البصري الأمازيغي".

من جانبه، قال عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لحسين مجاهد، إن الصحيفة "من قلائل المنابر المرصودة حصرا للأمازيغية، والتي تمكنت بصمودها من انتظام الإصدار في المشهد الإعلامي الأمازيغي".

وتكررت كلمة "صمود" في مجمل الآراء التي عبر عنها نشطاء وباحثون في احتفائهم بذكرى تأسيس الصحيفة، مشيدين بنجاحها في مواصلة الصدور بثلاث لغات، أمازيغية وعربية وفرنسية.

وتعليقا على هذه التجربة، عبرت مديرة ورئيسة تحرير الصحفية، أمينة بن الشيخ، في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، عن سعادتها بمرور 23 عاما على التأسيس، قائلة: "شعوري ممزوج بالفرح والافتخار، كون هذا المنبر الإعلامي الأمازيغي الوحيد الذي فعلا صمد كل هذه السنين".

وتابعت: "نعم أقول صمود لأنه ليس من السهل على جريدة ذات مضامين أمازيغية وبثلاث لغات وكل لغة بحروفها، كتجربة أولى في المغرب، أن تستمر خصوصا مع البدايات، أي قبل الاعتراف الرسمي بأمازيغية المغرب".

وعادت بن الشيخ، التي تشغل أيضا منصب المكلفة بملف الأمازيغية في الحكومة المغربية، إلى بدايات "العالم الأمازيغي"، مؤكدة أن الجريدة اعتمدت على مدار 6 سنوات بعد تأسيسها على التمويل الذاتي، مضيفة: "لم تتلق الجريدة دعم الدولة إلا بعد معركة طويلة مع وزارة الاتصال آنذاك، وكان الدعم بعد ربح هذه المعركة أدنى أو أقل دعم، ومع ذلك قبلنا التحدي واستمرت الجريدة، وما زالت المعاناة مستمرة للأسف، خصوصا أن الدولة أوقفت دعم الورق وباقي المصاريف، وأبقت فقط على دعم أجور الصحفيين".

وأفاد رشيد راخا، الناشط والصحفي بـ"العالم الأمازيغي"، في حوار سابق مع "أصوات مغاربية"، بأن الصحيفة "مستمرة في الصدور رغم مجموعة من التحديات".

وقال حينها: "لتوضيح الصورة، باستثناء إعلانات فاعل عمومي في الاتصالات ومؤسسة بنكية، لا تحصل الصحيفة على أي دعم، حتى أن الدعم العمومي المقدم للصحفية تقلص في الآونة الأخيرة إلى 160 ألف درهم سنويا (حوالي 16 ألف دولار) وبالكاد يكفينا لتغطية أجور الصحفيين، بينما لا يتجاوز دعم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية 4000 دولار سنويا".

"صحافة ثقافية احتجاجية"

شهد المغرب ميلاد الصحافة في النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث ظهرت صحف ومجلات كان بعضها ناطقا باسم القوى الاستعمارية.

ولم تشهد البلاد ميلاد صحف ناطقة أو مدافعة عن الأمازيغية إلا في سبعينيات القرن الماضي، أي بعد تأسيس الحركة الأمازيغية.

ويميز الباحث في الثقافة الأمازيغية، أحمد عصيد، بين المراحل التي شهدتها هذه الصحافة بالقول، إنها انطلقت في بداياتها "كصحافة ثقافية وتطورت نحو خطاب سياسي أو ثقافي مسيس أكثر فأكثر".

وأضاف في شهادة وردت في كتاب "الصحافة الأمازيغية المكتوبة في المغرب بين النشأة والتطور" لكاتبه التجاني بولعوالي: "انطلقت الصحافة الأمازيغية كصحافة احتجاجية مناضلة ضد سياسة الدولة المغربية المفرطة في تمركزها والقائمة على قواعد لعبة إقصائية وانتقائية، ثم مرحلة ثالثة كصحافة مستقلة عن الدولة وعن الأحزاب السياسية، مما جعلها تبدو كصحافة تمارس نوعا من 'العقوق' الثقافي والسياسي ضد ما هو سائد".

من بين تلك التجارب، صحيفة "أمازيغ" التي ظهرت أوائل الثمانينيات وعرفت بجرأتها في تناول المسألة الأمازيغية بالمغرب، حتى أنها توقفت عن الصدور بعد عددها الأول بسبب مقال كتبه الناشط علي صدقي أزيكو، اعتبرته السلطات حينها "مساً بأمن الدولة" لتعتقله ويصنف كأول معتقل سياسي أمازيغي في تاريخ البلاد.

حضور إذاعي "محتشم"

عرف المغرب الصحافة الإذاعية منذ عام 1938، تحت اسم "راديو ماروك". وكانت الإذاعة خلال تلك المرحلة تخصص 10 دقائق لتعبير تشلحيت (أمازيغية الجنوب)، ثم امتد البث إلى 12 ساعة معدل 4 ساعات يوميا في منتصف سبعينيات القرن الماضي.

وفي عام 2020، أعلنت الإذاعة الأمازيغية الحكومية المغربية عن بث برامجها على مدار 24 ساعة متواصلة، لتغطي هذه البرامج مختلف التعابير والمواضيع التي تهم أمازيغ المغرب.

أما على مستوى الإذاعات الخاصة، فبقي حضور الأمازيغية فيها محتشما حتى اليوم، ومحدودا في بعض الإذاعات على غرار "راديو دوزيم" وإذاعة "ميد راديو"، رغم ما عرفه الإعلام الخاص بالمغرب من تطور وانتشار.

انفتاح و"كوطا"

تلفزيونيا، شكل إعلان الملك الراحل الحسن الثاني أوائل التسعينيات عن إدراج "نشرة اللهجات الأمازيغية" لأول مرة في التلفزيون العمومي، حدثا مفصليا في تاريخ الإعلام الأمازيغي بالمغرب، حيث استمتع أمازيغ البلاد لأول مرة بمشاهدة نشرات ناطقة بلغتهم.

وفي عام 2010، أطلق المغرب أول قناة عمومية ناطقة باللغة الأمازيغية، في حدث آخر وصفته الحركة الأمازيغية بالمغرب بـ"التاريخي".

وتبث القناة "الثامنة" برامجها بدءا من الساعة 12 ظهرا وتستمر في البث حتى الثانية بعد منصف الليل، وهي تعمل على متابعة المسألة الأمازيغية بالمغرب، مع تخصيص حيز مهم للثقافة الأمازيغية المغربية بمختلف ألوانها.

وتعليقا على حضور الأمازيغية في الإعلام العمومي بشكل عام، طالب "المركز المغربي للإعلام الأمازيغي" في بيان صدر العام الماضي، بإلغاء ما وصفه بـ"منطق الكوطا" في الإعلام العمومي، وبالرفع من حصة الأمازيغية بشكل متساو مع العربية، في إشارة إلى دفتر تحملات الإعلام العمومي الذي يلزم القنوات العمومية بتخصيص 30 بالمئة من برامجها للأمازيغية.

وجاء في البيان: "لابد من إعادة النظر في منطق التقسيم الزمني لحصة الأمازيغية بالقنوات والإذاعات الرسمية، واعتماد المساواة فيه عبر تمكين الأمازيغية من حضور.. يتساوى مع العربية، في جميع القنوات".

وأضاف متسائلا: "لا يمكن حشر الإعلام الأمازيغي في قناة تلفزية واحدة، دون المستوى، من أصل 11 قناة رسمية، أي عدل وأي منطق هذا؟ فإذا كنا نتحدث بمنطق التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا، فللأمازيغية الحق في التواجد بنفس نوع ومدة حضور العربية".

وبالنسبة للصحافة الإلكترونية، يظل موقع "العالم الأمازيغي" أيضا من بين المواقع الإلكترونية الأمازيغية القليلة بالمغرب، إذ لا تنافسه غير النسخة الأمازيغية من وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية، وموقع مجلة "زيك ماكازين" التاريخية.

مغاربة يحتلفون بالعام الأمازيغي الجديد
"غياب الأمازيغ" في لجنة تجديد المناهج يغضب نشطاء الحركة بالمغرب
أثار غياب الأمازيغ عن لجنة رسمية للخبراء مهمتها تجديد وملاءمة المناهج والبرامج التعليمية استياء في أوساط أمازيغ المغرب في خطوة اعتبروها تراجعا بعدما أن استشبروا خيرا هذا بالاحتفاء بالسنة الأمازيغية لأول مرة بالمملكة.

الأسباب

وتعلق بن الشيخ على هذا الحضور المحتشم، بالقول: "للأسف، فإنه من الصعب أن يستمر الإعلام، سواء المكتوب أو السمعي البصري، دون دعم أو إشهار.. وإذا استمر دون دعم فسيكون بالتأكيد ناقصا ولن يبلغ المقصود".

ولا تتوفر إحصائيات رسمية توضح حجم استفادة الإعلام الأمازيغي من الدعم الحكومي، حيث يكتفي المسؤولون من حين لآخر بالتأكيد على وجود إرادة سياسية لنهوض بالإعلام الأمازيغي.

من جانبه، عزا الإعلامي الأمازيغي رشيد بوقسيم، التحديات التي تواجه الإعلام الناطق بالأمازيغية بالمغرب، إلى ضعف الدعم العمومي وضعف تكوين المشتغلين فيه.

وقال بوقسيم في تصريح لـ"أصوات مغاربية"، إن الإعلام الأمازيغي الحالي "لا يؤثر ولا يزعج" وفق تعبيره، مضيفا: "الإعلام الرسمي مثلا متخلف لا يساير العصر، أما الإعلام الخاص فأرى أنه لا يضم إعلاما مستقلا باستثناء بعض البرامج التي تبث على اليوتيوب".

وتابع: "الإعلام الأمازيغي لم يساير للأسف الدينامية التي يعرفها المجتمع لأن النضال لا يكفي، ونحتاج إلى مهنيين دارسين للإعلام، وهنا لا بد من أن يركز المعهد العالي للإعلام والاتصال على تكوين صحفيين ناطقين باللغة الأمازيغية لأن التكوينات والورشات الموسمية القصيرة لا تفيد".

ودعا بوقسيم الجهات الحكومية إلى الرفع من دعمها المقدم للإعلام الأمازيغي، حتى "يجد المواطن نفسه وذاته في الإعلام"، وفق تعبيره.

من جانبها، وتعليقا على ضعف الدعم المقدم للصحافة الأمازيغية، أضافت بن الشيخ أن الحكومة الحالية "لم تغفله"، موضحة: "أُدرج كمشروع أساسي من بين المشاريع التي تضمنتها خارطة الطريق التي وضعناها خلال هذه الولاية، خارطة الطريق التي أخذناها من المخطط الحكومي المندمج لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، في احترام تام للمراحل التي نص عليها الفصل 31 من القانون 16/26 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية".

أثار صور محمد السادس رفقة ابنيه تفاعل مغاربة
الملك المغربي ظهر بلباس غير رسمي رفقة عائلته في شوارع باريس

لا يزال الظهور الأخير لملك المغرب محمد السادس في شوراع العاصمة الفرنسية باريس بلباس غير رسمي يثير الكثير من التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة ما يتعلق بلباسه.

وظهر ملك المغرب في شوارع باريس بسروال كتب عليه "من يقرر الحرب"، وكان ذلك  أكثر ما أثار الاهتمام في أول ظهور للعاهل المغربي بعد مراسيم استقباله للرئيس الفرنسي في الرباط مستعينا بعكاز.

 ونقلت وسائل إعلام إسبانية أن الصورة التي ربما جاءت لتؤكد أن الملك يتمتع بصحة جيدة بعد تقارير عن مرضه واستمتاعه رفقة عائلته، سرعان ما تحولت إلى ترند بسبب السروال وما كتب عليه.

وتحول السروال وقصته إلى موضوع يتصدر مواقع البحث على الإنترنت، إذ بمجرد كتابة جملة "من يقرر الحرب" حتى تظهر عشرات الصفحات والمواقع التجارية التي تعرض السروال للبيع.

ويظهر البحث عنه أنه متوفر على الكثير من المواقع التجارية على الإنترنت وتعرضه مواقع تجارية كثيرة للبيع مقابل 1,677 يورو. 

السروال من تصميم إيفرارد بيست، مصمم أزياء مقيم في بروكلين ومؤسس مشارك لعلامة الملابس التجارية "من يقرر الحرب" رفقة زوجته المصممة تيلا داموري.

تهدف العلامة التجارية "من يقرر الحرب"، بحسب تعريفها نفسها على مواقع البحث، أنها علامة تجارية للملابس تستخدم الموضة للتعريف بتاريخ أميركا وإعادة تعريف "أمريكانا" من خلال عدسة الأشخاص الملونين.

تشتهر تصميمات العلامة التجارية بتصميماتها الدقيقة والصباغة اليدوية متعددة المراحل لتنتج ملابس فريدة وخاصة بها. 

وتضمنت تصميمات العلامة التجارية شخصيات مثل مارتن لوثر كينغ جونيور ومالكولم إكس وماركوس غارفي. 

وتم ارتداء تصميمات العلامة التجارية من قبل المشاهير بمن فيهم مغني الراب والرياضيين، وتنتج ملابس عليها "من يوقف الحرب" على أنواع مختلفة من الملابس.

واكتسب سروالها بجملة "من يقرر الحرب" شهرة كبيرة في المنطقة المغاربية بعدما ظهر به الملك المغربي، إذ سرعان ما بات "ترند" على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية وتباينت القراءات والتفسيرات حوله.

رسالة سياسة أم مجرد موضة ؟

ومع تزامن ظهور محمد السادس بالسروال مع الحرب في غزة ولبنان إضافة إلى تزايد التوتر مع الجارة الجزائر، ما أدى إلى ربط الصورة بتفسيرات سياسية.

واعتبر مغاربة أن الملك ارتدى السروال عن قصد لتوجيه رسالة إلى جهة ما في وقت يرتفع فيه منسوب التوتر في العلاقات المغربية الجزائرية.

 فيما احتفى آخرون باختيار الملك لملابسه دون ربط ذلك بأي رسالة سياسية.

 وكان آخر ظهور رسمي لمحمد السادس، خلال زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أواخر أكتوبر أثار جدلا، إذ برز الملك لأول مرة مستندا إلى عكاز وسط تقارير تشير إلى تدهور صحته.