عناصر من مكتب الأبحاث القضائية في عملية توقيف سابقة لمشتبه به
عناصر من مكتب الأبحاث القضائية في عملية توقيف سابقة لمشتبه به

أعلنت الشرطة المغربية الأحد إحباطها "مخططا إرهابيا وشيكا" واعتقال 4 متهمين بالتورط فيه قالت إنهم ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي.

وأفاد المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وهو جهاز أمني مغربي يعمل أساسا على قضايا الإرهاب، بأن "معلومات استخباراتية دقيقة" من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (جهاز المخابرات الداخلية)، قادته في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد إلى "إجهاض مخطط إرهابي وشيك كان في مرحلة التحضير للتنفيذ المادي لعمليات تفجيرية".

وذكر المكتب المعروف اختصارا بـ"البسيج" أن العملية أسفرت عن توقيف أربعة عناصر وصفها بالمتطرفة، من ضمنهم ثلاثة أشقاء، يرتبطون بتنظيم داعش، ويبلغون من العمر 26 و29 و31 و35 سنة، أكد أنهم كانوا ينشطون في منطقة حد السوالم بإقليم برشيد، بضواحي مدينة الدار البيضاء وسط البلاد.

وعثرت الشرطة في منزل الموقوفين على أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومجموعة كبيرة من القنينات تضم سوائل ومساحيق كيميائية، وأكياس بها كمية كبيرة من أسمدة كيمائية، ومادة الكبريت ومسحوق الفحم، وأملاح ومواد مشبوهة، بالإضافة لأسلاك كهربائية ومعدات للتلحيم وأشرطة لاصقة، معدة لتحضير وصناعة المتفجرات.

وحسب بلاغ المكتب، فإن التحقيقات الاستخباراتية في هذه القضية بدأت منذ مدة، بعدما رصدت مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني شريط فيديو يعلن فيه الأشخاص الموقوفين "البيعة والولاء" لتنظيم داعش الإرهابي، مع "التعهد بارتكاب أعمال إرهابية وشيكة".

المغرب لا يزال يعاني من آثار زلزال سبتمبر 2023 المدمر
المغرب لا يزال يعاني من آثار زلزال سبتمبر 2023 المدمر

تتزايد الهواجس في بلدان مغاربية من تداعيات تنامي النشاط الزلزالي في البحر الأبيض المتوسط، وهي مخاوف عززها إعلان تركيا عن خطة طوارئ استراتيجية وتمديد اليونان إغلاق المدارس في إجراء احترازي، ردا على التقلبات التكتونية والهزات التي ضربت المنطقة.

وتأثرت أنحاء متفرقة من المغرب بزلزال قوته 5.2 درجة على مقياس ريختر، مساء الاثنين، وذلك قبل أيام من تسجيل منطقة المكناسي بمحافظة سيدي بوزيد وسط غربي تونس لهزتين أرضيتين وصلت إحداها إلى 4.6 درجة بمقياس ريختر.

هذه الزلازل والهزات، أثارت مخاوف بشأن طبيعتها وعلاقتها بالتقلبات التكتونية في البحر الأبيض المتوسط وتداعياتها على الدول المغاربية، بما في ذلك تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا.

وتعليقا على هذا الموضوع، قال الخبير الجيولوجي رئيس الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي، محمد العياري، إن البلدان المغاربية تقع على منطقة نشطة جيولوجيا بسبب تفاعل الصفائح التكتونية الرئيسية وهو ما يجعلها عرضة للزلازل ذات التأثير الكبير.

تصادم الصفيحة الأفريقية والأوراسي

وقال العياري، لموقع "الحرة"، إن المنطقة المغاربية تقع عند إلتقاء الصفيحة الأفريقية بالصفيحة الأوراسية، مبرزا أن الصفيحة الأفريقية تتحرك شمالا بمعدل من 4 إلى 5 مليمتر سنويا، والتصادم بين الصفيحتين مسؤول عن تكوين سلسلة جبال الأطلسي الممتدة من المغرب إلى تونس.

وأضاف أن الفوالق النشطة (شقوق كبيرة داخل الصفيحة) في المنطقة خاصة في المغرب والجزائر كانت مصدرا لزلازل قوية ومدمرة، غير أن هذه الفوالق كانت أقل فاعلية وتأثيرا في تونس وليبيا.

وبخصوص تداعيات النشاط الزلزالي في البحر الأبيض المتوسط، شدد المتحدث على أن البلدان المغاربية تبقى عرضة للهزات الزلزالية فضلا عن التأثر بانعكاساتها الجيولوجية المتمثلة في تغيرات في التضاريس وتشوه دائم في القشرة الأرضية والانهيارات والتشققات الكبرى بها، إلى جانب إحداث تغيرات في الموارد المائية الجوفية والموارد المعدنية.

ولفت إلى أنه بعد ملايين السنين سيختفي البحر الأبيض المتوسط وتلتصق القارة الأفريقية بالقارة الأوروبية نتيجة التصادم المستمر بين الصفائح التكتونية.

وكان بحر إيجه بالقرب من جزيرة سانتوريني اليونانية ومحطيها قد شهد مطلع فبراير عشرات الهزات الأرضية، وسط تحذيرات من إمكانية حدوث تسونامي بالمنطقة.

وامتدت الهزات الأرضية لتشمل بعض البلدان المغاربية، على غرار تونس والمغرب دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية.

المغرب أكثر عرضة لخطر الزلازل

واتفق الخبير الجيولوجي المغربي، عبد الهادي والي، مع أراء الجيولوجيين التي تذهب إلى اعتبار المغرب، أكثر البلدان المغاربية عرضة لخطر الزلازل المدمرة.

وقد سبق للمغرب أن شهد زلزالا عنيفا في عام 2023 أوقع نحو 3000 قتيل وأكثر من 5000 مصاب وخسائر مادية سوت مناطق بأكملها بالأرض.

وعن ذلك، قال الوالي، في حديثه لموقع "الحرة"، إن المغرب يقع على خط زلزالي نشيط يمتد من البرتغال مرورا بالمحيط الأطلسي وهو ما يعكس شدة الزلازل التي شهدها هذا البلد المغاربي في الأعوام الماضية خاصة في مدينة مراكش. 

وشدد على أنه في حال حدوث تسونامي ستكون تداعياته خطيرة على البلد أكثر من باقي الدول المغاربية لانفتاحه على المحيط الأطلسي.

وقلّل في المقابل من هواجس الشعوب المغاربية من حدوث تسونامي بالمنطقة، مستبعدا حدوث ذلك.

وقال إن المنطقة المغاربية لم تشهد "منذ آلاف السنين حدوث تسونامي، و ما يحدث في بحر إيجة بين اليونان وتركيا مختلف عن المنطقة المغاربية، لكن مع ذلك يجب توخي الحذر والحيطة".

في السياق ذاته، أكد الأستاذ المتخصص في علم الرسوبيات بالجامعة المغربية الصفروي، بدر، لموقع "الحرة"، أن المناطق الساحلية للدول المغاربية قد تشهد تأثيرات مثل أمواج تسونامي إذا كان الزلزال قويّا وحدث تحت البحر، خاصة في المغرب والجزائر.

وأضاف أن الزلازل التي تضرب منطقة البحر المتوسط يمكن أن تؤثر على المنطقة المغاربية بدرجات متفاوتة، وذلك اعتمادا على موقع الزلزال وقوته وعمقه، بالإضافة إلى العوامل الجيولوجية.

تونس وليبيا وموريتانيا أقل خطرا

وفي ما يتعلق بباقي البلدان المغاربية، أوضح الصفراوي أن تونس أقل عرضة للزلازل مقارنة بالمغرب والجزائر، ولكنها ليست محصنة تماما، مشيرا إلى أن هذه الزلازل في البحر المتوسط قد تسبب اهتزازات خفيفة إلى متوسطة في المناطق الشمالية، خاصة في تونس العاصمة والمناطق المجاورة. 

وبشأن ليبيا، فقد أوضح المتحدث أن لديها نشاط زلزالي أقل نسبيا، ولكن المناطق الشمالية القريبة من البحر المتوسط قد تتأثر بالزلازل القوية في المنطقة، لافتا إلى أن التأثيرات عادة ما تكون محدودة، ولكن قد تشهد بعض المناطق مثل طرابلس وبنغازي اهتزازات خفيفة.

في مقابل ذلك، يرى أن موريتانيا بعيدة نسبيا عن منطقة النشاط الزلزالي في البحر المتوسط، لذا فإن تأثير الزلازل عليها يكون ضئيلا أو معدوما في معظم الحالات.

ويجمع الخبراء على ضرورة متابعة الأوضاع وأخذ الاحتياطات اللازمة لتفادي أي تداعيات أو خسائر بشرية ومادية تنجم عن حدوث الزلازل في البلدان المغاربية.