محمد فوزي الكركري زعيم الطريقة الصوفية الكركرية
تطال الانتقادات الشيخ الكركري نفسه وأنه يمارس السحر والشعوذة لجذب المريدين ويعيش حياة باذخة

"رأيت المصطفى عليه الصلاة والسلام وأرشدني إلى الشيخ، وتغيرت حياتي إلى الأفضل" هكذا يتحدث محمد الجادوي، عن الطريقة الكركرية التي ظهرت في المغرب وانتشرت إلى بلدان أخرى وباتت موضع جدل كبير وسط باقي الطوائف والمذاهب.

الجادوي هو تونسي مقيم بأميركا، دكتور وباحث في مجال السرطان في جامعة "ستارفورد"، وأنا "مريد عند مولانا الشيخ" يقول الجاودي في حديثه لموقع "الحرة".

ويتابع "تغيرت حياتي للأفضل، ووجدت ما كنت أبحث عنه بعدما قادتني صلاة استخارة إلى الشيخ.

شيخ في الخمسين 

الشيخ هو محمد فوزي الكركري، زعيم الطريقة الكركرية التي تعد من الطرق الصوفية الحديثة النشأة بالمغرب، يوجد مقرها في مدينة العروي بإقليم الناظور (شمال المغرب)، ويعرف، أتباعها باسم "الفقراء" ويتميزون بردائهم المرقّع بألوان الطيف، بحيث يقومون بخياطة المرقعة بأيديهم.

بدأت الطريقة في الانتشار قبل سنوات عديدة، لكن شهرتها والجدل الذي خلقت بدأت قبل أشهر فقط عندما انتشرت صور لرجل بلحية طويلة يتخللها الشيب، ويرتدي ملابس كثيرة الألوان، فيما عدد كبير من الأشخاص يتحلقون حوله وهم يرتدون بدورهم ملابس زاهية كثيرة الألوان.

والمناسبة كانت ذكرى عيد المولد النبوي، في الأسبوع الدولي السادس للتصوف في الفترة الممتدة من 15 إلى 21 سبتمبر 2024.

الرجل في الخمسينيات من العمر، يدعى محمد فوزي الكركري، فيما أتباعه ممن تحدثت معهم "الحرة" يتحدثون عنه بصفة "الشيخ المربي سيدي محمد فوزي الكركري قدس الله سره".

ولد بقبيلة تمسمان المغربية عام 1974، وخرج سائحا في أرض المغرب وزار مدنا عديدة، ودامت غربته عشر سنوات، عاد بعدها إلى مسقط رأسه، وفق ما تقول عنه الصفحة الرسمية للطريقة على الإنترنت.

خلف عمه في مشيخة الطريقة في 2007، وارتبط اشتهارها به حتى بات لها وجود في عدد من البلدان كالجزائر ومصر وممثلين لها في كندا وأميركا.

وفي 2017، خلّف شريط فيديو لمؤذن جزائري وهو يحكي عن تجربته ضمن "الطريقة الكركرية"، جدلا واسعا بالجزائر، جعل عددا من رجال الدين في البلاد يهاجمون هذه الطريقة التي وصفت الزاوية بأنها طائفة لا تمت بصلة للمذهب المالكي، وتريد أن تفتن الناس.

كما دشن أتباع الطريقة الكركرية المغربية في مصر، فرع للطريقة الكركرية في محافظة الإسماعيلية.

أما في تونس، فتعرف الطريقة نفسها بأنها "طريقة صوفية متصلة السند برسول الله، مالكية المذهب أشعرية العقيدة جنيدية المسلك".

ويتباهى فرع الطريقة في تونس على صفحته الرسمية بعدد ممن "أخذو البيعة من الشيخ".

 ويدافع التونسي الجادوي في حديثه للحرة أن المذهب المالكي يشير إلى "ضرورة الشيخ لكي يقودك إلى الله" وأن " التصوف شيء عادي في الإسلام".

متصوف غارق في الملذات

لكن الطريقة لا تواجه فقط تهمة ابتعادها عن الدين بل تطال الانتقادات الشيخ الكركري نفسه وأنه يمارس السحر والشعوذة لجذب المريدين ويعيش حياة باذخة.

وتنتشر صور للشيخ تظهر حياة بذخ، فمن صوره وهو نائم في يخت في عرض البحر إلى صوره مستلقيا وسط البحر على متن قارب، إلى صوره يستمتع بالثلوج في كندا ويداعب مفاتيح البيانو.  

ويستغرب البعض كيف يعيش الشيخ هذه الحياة فيما اعتاد أتباع الطريقة الكركرية، على ارتداء الملابس الملونة والمرقعة، حيث يعتبرون ذلك من آداب الزهد والتقشف.   

مدافعا عن الشيخ، يقول الجادوي، إن الشيخ لم يسرق مال الناس، ولم يخالف الشرع في صرف أمواله "والشرع سمح لكل إنسان بصرف ماله بما يحب".

ونفى متحدث باسم الشيخ للحرة كل الاتهامات الموجهة إليه، وأكد صحة ممارساته الدينية وعن أسلوب حياته الذي لا يخالف الدين، بحسب تعبيره.

الشيخ الكركري يلقي محاضرات في أميركا

يزور الكركري الولايات المتحدة الأميركية، وبعدما ألقى محاضرة في جامعة شيكاغو الأسبوع الماضي، يلقى ، السبت، محاظرة في جامعة إنديانا قبل أن يتوجه إلى جامعة "ستافورد".

ويقول متحدث باسم الشيخ للحرة إن ذلك يأتي في سياق سلسلة الدورات والأنشطة العلمية التي تنظمها مؤسسة الكركري للدراسات الصوفية.

وتركز هذه المحاضرات بحسب المتحدث على محاور السير والسلوك الروحي وأبعاده النفسية والعقلية والجسدية.

وفيما تطال الشيخ وطريقته الانتقادات، يقول أتباعه إنها تقويهم أمام معارضيهم، ينتشر التصوف في المغرب وتحظى بعض الطرق برعاية رسمية،  ويردد منتقدون إن الزوايا والطرق الصوفية بالمغرب تقوم بأداء دور "فزاعة" دينية تنصبها الدولة لتقزيم باقي التيارات الإسلامية التي قد تنازعها شرعيتها الدينية. 

جنود في الجيش المغربي
مخاوف إسبانية من مطالبة المغرب بسبتة ومليلية

وسط وضع دولي غير مستقر بشكل متزايد، أصبحت مقارنة الجيوش موضوعا ذا أهمية كبيرة، خاصة في المناطق التي توجد فيها توترات دبلوماسية أو تاريخية، كما هو الحال بين المغرب وإسبانيا حيث توجد مدينتي سبتة ومليلية في قلب الخلاف بين البلدين.

وفي الأسابيع الماضية، أثيرت مخاوف من وضع سبتة ومليلية الخاضعتين لإسبانيا و لا يعترف المغرب بذلك، إذ نقلت وسائل إعلام إسبانية مخاوف من تصعيد المغرب المطالبة بهما.

كما اقترح الأميرال الإسباني المتقاعد، خوان رودريغيز غارات، إنشاء جيش أوروبي موحد " له دور أساسي في حماية سبتة ومليلية في حال تعرضتا لتهديدات من المغرب".

وأمام هذه المخاوف عادت المقارنة بين الإمكانيات العسكرية للمغرب وإسبانيا في حال مواجهة محتملة بين البلدين الجارين.

ولا يتم قياس القوة العسكرية لأي بلد فقط بعدد القوات، ولكن أيضًا من خلال تقنياته العسكرية وميزانية الدفاع وقدرة نشر القوات في حالات الصراع.

وينقل تقرير من صحيفة "لاراثون" االإسبانية أنه في حالة إسبانيا والمغرب، لدى كلا البلدين قوات مسلحة منظمة بشكل جيد وخصائصهما التي تعكس أولوياتها الاستراتيجية. 

تحافظ إسبانيا، كعضو في حلف الشمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي، على تعاون وثيق مع الحلفاء الغربيين ولديها جيش تقني للغاية.

من جانبه، عزز المغرب قدرته العسكرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مما زاد من ميزانية الدفاع والحصول على التسلح المتقدم ، بهدف تعزيز موقعه كقوة عسكرية في شمال إفريقيا.

القوة العسكرية

تكشف المقارنة بين جيشي إسبانيا والمغرب عن اختلافات كبيرة في القدرات العسكرية، أبرزها ميزانية الدفاع: تبلغ ميزانية إسبانيا حوالي 23 مليار دولار، مقارنة بنحو 13 مليار دولار يخصصها المغرب. 

يعكس هذا الاختلاف القدرة الاستثمارية لإسبانيا، المدعومة من اقتصادها وتكاملها في منظمات مثل الناتو والاتحاد الأوروبي.

فيما يتعلق بالجنود النشطين، أي أولئك الذين يقومون بتدريب عملي ويتم إعدادهم لحالات الطوارئ، يتجاوز المغرب إسبانيا، إذ يوجد في المملكة ما يقرب من 195 ألف جندي، مقارنة بـ 133 ألف في إسبانيا. 

الفرق المهم أيضا يتمثل في عدد جنود الاحتياط، بالمغرب عددهم يصل إلى 150 ألف جندي، فيما إسبانيا لا يتجاوز 15 ألف جندي.

المعدات العسكرية

فيما يتعلق بالمعدات العسكرية، تبرز إسبانيا في المجال الجوي، مع أسطول من 461 طائرة، والتي تشمل طائرات قتالية متقدمة مثل Eurofighter Typhoon.

المغرب، من ناحية أخرى، لديه 260 طائرة ، من بينها F-16 ، التي اقتناها في السنوات الأخيرة كجزء من تحديثها العسكري.

في القوة الأرضية ، تتغير المعطيات. يتقدم المغرب في عدد الدبابات، مع 903 دبابة بما في ذلك أبرامز M1 الحديثة، مقارنة مع 317 دبابة في إسبانيا، والتي تشمل نماذج مثل الفهد 2E. 

ومع ذلك ، تتجاوز إسبانيا المغرب في المركبات المدرعة، مع حوالي 17000 وحدة ، مقارنة بـ 7000 وحدة في المغرب.

من حيث القوة البحرية ، تضم إسبانيا ما مجموعه 152 سفينة، بما في ذلك خوان كارلوس الأول، واثنين من الغواصات الفئة S-80 وأحد عشر فرقاطة. فيما يمتلك المغرب 111سفينة ما يسمح له بالحفاظ على وجود كبير في مياهه الإقليمية.

تتجاوز إسبانيا أيضًا المغرب من حيث الخدمات اللوجستية، مع وجود عدد أكبر من الموانئ والمطارات الاستراتيجية، وكذلك قدرة الوصول إلى الموارد الطبيعية الرئيسية لصيانة قواتها المسلحة. تتيح هذه الميزة اللوجستية لإسبانيا نشر العمليات العسكرية والحفاظ عليها بشكل أكثر كفاءة.

من سينتصر في حالة الحرب؟

على الرغم من أن المغرب حقق تقدمًا كبيرًا في قدرته العسكرية، وزيادة ميزانيته وتحديث معداته، فإن إسبانيا تحافظ على ميزة واضحة في التكنولوجيا والقدرة البحرية، وكذلك في دعم حلفائها الغربيين. 

في المواجهة الافتراضية، يمكن للتفوق التكنولوجي والاستراتيجي لإسبانيا أن يغير التوازن لصالحها.

لكن مع ذلك يبقى هذا السيناريو غير دقيق، لأن نتيجة الصراع تعتمد على عوامل متعددة، مثل الاستراتيجية والتحالفات الدولية، وفق التقرير.