مناظرة والز وفانس.. جدل هادئ ومواقف معروفة مسبقا
انتهت مناظرة المرشحين الديموقراطي تيم والز والجمهوري جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس بخطابات وسطية، متمايزة وحتى حادة، لكنها انشغلت بالقضايا لا الأشخاص، وهو ما يشكل اختلافا كبيرا عن السائد في المناظرات الحزبية الأميركية في السنوات الثواني الأخيرة.
وتجادل المرشحان حول السياسة الخارجية، وقضايا الهجرة، والأمن العام، والغلاء، والإسكان، والديمقراطية وحكم القانون، مكررين مواقف حزبية معروفة.
وكرر فانس تعبير (إدارة هاريس) مرات ومرات ليربط في ذهن المشاهد بين الصعوبات الاقتصادية، وحقيقة أن هاريس لها في البيت الأبيض أربع سنوات كنائبة للرئيس جو بايدن.
أما والز فحذر من انتخاب دونالد ترامب مرة أخرى، راسما صورة قاتمة لما سيكون عليه الحال في إدارة ترامب الثانية. وانتقد سياسات الجمهوريين، مركزا على أمثلة من مينيسوتا، حيث هو الحاكم، ولكنه عاود مرة تلو المرة العودة إلى ترامب، ونائبه فانس، منتقدا تاريخا معروفا لهما من التصريحات الحادة.
هذه مقتطفات تلخص المناظرة، كما بثتها قناة CBS:
التصريح الأهم
قال المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس إنه سيبارك ويصلي لنجاح المرشح الديموقراطي تيم والز إذا اختاره الناخبون.
وهو موقف يقترب أكثر من أي تصريح للمرشح الرئاسي دونالد ترامب من التعهد بقبول نتائج الانتخابات، حتى لو فاز الديموقراطيون- دون أن يوقل ذلك بوضوح.
إيران موضوع السؤال الأول في المناظرة:
التضخم والإسكان
تظهر استطلاعات الرأي أن القضايا الاقتصادية، وتحديدا التضخم وأسعار المنازل، هي العامل الأهم التي يقول الناخبون إنهم يفكرون فيه عندما يختارون مرشحَيهم للبيت الأبيض.
وفي إجاباتهما على سؤال حول ملف الإسكان، ركز والز على أن سوق العقار تعاني من نقص في عدد البيوت المتاحة للبيع والإيجار، ولذلك ستعمل الإدارة الديموقراطية على تشجيع بناء مزيد من البيوت، متهربا من الإجابة عن تفاصيل خطة هاريس لفعل ذلك.
أما فانس فسألته مذيعة CBS عن تصريح سابق بأن إدارة ترامب ستصادر أراضي مملوكة فيدراليا لبناء مزيد من البيوت، دون أن يقدم إجابة واضحة، لكنه ركز على أن إدارة هاريس (في إشارة إلى منصبها نائبة الرئيس جو بايدن) فرضت إطارا تشريعيا أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وقال إن التدفق غير المنضبط للمهاجرين الذي أتاحته الإدارة الديموقراطية سبب رئيسي في نقص عدد البيوت المتاحة في السوق العقاري.
جدل حول القضايا الاجتماعية
قدم المرشحان الجمهوري والديموقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز وجي دي فانس أداء تقليديا في المناظرة الأولى، وربما الأخيرة بينهما في انتخابات ٢٠٢٤.
وهو ما يذكر بتقاليد مناظرات سياسية سادت في أميركا لعقود قبل أن تدخل البلاد مرحلة حادة من الاستقطاب، تحديدا منذ تسيد دونالد ترامب الجانب اليميني من الساحة الحزبية الأميركية في ٢٠١٦.
وتجادل المرشحان في أغلب الساعة الأولى من المناظرة حول قضايا اجتماعية تتمايز فيها مواقف الحزبين بوضوح، من الإجهاض للسياسة الضريبية، دون أن تتحول المناظرة لمبارزة كلامية اعتادها المشاهدون في السنوات الثماني الأخيرة.
اقرأ تقريرين سابقين لموقع الحرة عن المرشحين:
مناظرة "أكاديمية الطابع"
في أقل من ٢٠ دقيقة من مناظرة والز وفانس، استعرض المرشحان بالتفصيل سياسات حزبيهما في ملفات الهجرة والتغير المناخي والسياسة الخارجية.
وفيما لم يخرج المرشحان عن المواقف التقليدية للحزبين، لم تشهد المناظرة حتى الآن أي مقاطع مثيرة كالتي حفلت بها مناظرة المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترامب.
المرشح الجمهوري فانس اتهم هاريس بالفشل في ضبط الهجرة، ما حرم ملايين الأميركيين من فرص العمل ومن حقوقهم التعليمية والصحية وخلق أزمة إسكان.
أما والز فاتهم الجمهوريين بإفشال جهود الكونغرس في حل مشكلة الهجرة، وتساءل: أين الجدار الذي وعد ترامب ببنائه؟
في ملف البيئة، قال والز إنه يريد أميركا قوة كبيرة في العالم في مجال الطاقة النظيفة، أما فانس فقال إنه يؤيد سياسة البيئة النظيفة، لكنه شكك في أن الوقود الاحفوري السبب في التغير المناخي.