اتخذت السفارة الأميركية في عمان إجراءات جديدة، الثلاثاء، شملت تنبيها أمنيا وإلغاء للمواعيد، بعد هجوم مسقط الدامي الذي أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وأصدرت السفارة تنبيها أمنيا للمواطنين الأميركيين جاء فيه "تتابع السفارة الأميركية التقارير الواردة عن حادث إطلاق النار في الوادي الكبير. يجب على المواطنين الأميركيين أن يظلوا يقظين، وأن يتابعوا الأخبار المحلية ويتبعوا توجيهات السلطات المحلية".
كما أكدت أنه "تم إلغاء مواعيد التأشيرات في السفارة الأميركية اليوم (الثلاثاء) كإجراء احترازي بعد حادثة إطلاق النار في الوادي الكبير. قد تستأنف العمليات العادية غدا (الأربعاء)".
وأضافت أنه "سيتم إعادة جدولة جميع مواعيد التأشيرات المقررة ليوم الاثنين، 15 يوليو"، ودعت المتقدمين لطلبات التأشيرة إلى التحقق من البريد الإلكتروني بشأن التغييرات في المواعيد.
وقتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجروح ليل الاثنين الثلاثاء في عملية إطلاق نار بمحيط أحد المساجد في مسقط، بحسب ما أعلنت الشرطة العمانية، في حادثة نادرا ما تشهد مثلها السلطنة الخليجية الهادئة.
وقالت الشرطة في بيان مقتضب إنها "تعاملت مع حادثة إطلاق نار في محيط أحد المساجد في منطقة الوادي الكبير، أسفر عن وفاة أربعة أشخاص وإصابة عدد آخر حسب المعلومات الأولية".
وصباح الثلاثاء، كانت المنطقة لا تزال مطوقة أمنيا وقد تعذر على المصورين والصحفيين الوصول إليها، حسب ما أفاد مصور متعاون مع وكالة فرانس برس.
ولفتت الشرطة في بيانها إلى أنه "تم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية للتعامل مع الموقف، وتستكمل إجراءات جمع الاستدلالات والتحقيق".
ونشرت حسابات ووسائل إعلام عدة مقاطع فيديو تحققت وكالة فرانس برس من صحتها، تظهر أشخاصا يتفرقون وسط دوي طلقات نارية قرب مسجد الإمام علي، وهم يهتفون "يا حسين" مناجاة للإمام الثالث عند الشيعة وحفيد النبي محمد.
ويحيي الشيعة هذا الأسبوع يوم عاشوراء الذي يستذكرون فيه مقتل الإمام الحسين في معركة كربلاء عام 680 (ميلادي).
وقالت السفارة الباكستانية لدى مسقط لوكالة فرانس برس إن ثمة باكستانيين في صفوف الجرحى لكن عددهم لم يحدد بعد. وتفقد السفير الباكستاني في عُمان، عمران علي، بعض الجرحى في المستشفيات، حسب ما أفادت السفارة.
وقد نشرت مقطع فيديو دعا فيه السفير الجالية الباكستانية في السلطنة إلى التعاون مع السلطات المحلية وتجنب الذهاب إلى موقع إطلاق النار.
حادثة نادرة
في عام 2005، أطلق مدرس سابق النار داخل مبنى حكومي في مسقط متسببا بوقوع قتيلين وجرح آخرين، قبل أن يقتل نفسه، حسب ما أفادت وكالة الأنباء العمانية حينها التي أشارت إلى أن دوافعه كانت "شخصية".
وتعتبر مثل هذه العمليات حوادث نادرة جدا في السلطنة بخلاف الوضع في دول مجاورة.
مطلع العام الحالي، شهدت إيران المجاورة تفجيرين أوقعا 84 قتيلا خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، وتبناهما تنظيم داعش.
وفي عام 2015، استهدف هجوم انتحاري مسجد الإمام الصادق للشيعة في العاصمة الكويتية أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 27 قتيلا و227 جريحا، في اعتداء تبناه تنظيم داعش.
وفي العام نفسه، شهدت السعودية عدة هجمات، من بينها تفجيران في يومي جمعة متتاليين في مايو 2015 استهدفا مسجدين شيعيين في المنطقة الشرقية وأسفرا عن مقتل 25 شخصا.
أما البحرين فقد شهدت على مدى سنوات اضطرابات متقطعة منذ قمع حركة احتجاج في فبراير 2011 قادتها الغالبية الشيعية التي تطالب بإقامة ملكية دستورية في المملكة التي تحكمها أسرة سنية.
وعادة ما تلتزم مسقط مواقف حيادية في النزاعات القائمة في المنطقة.
ومن بين هذه النزاعات الصراع في اليمن إذ تلعب مسقط دور الوساطة بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، علما أن السلطنة هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تنضم إلى هذا التحالف.
كذلك، تستضيف السلطنة، محمد عبد السلام، كبير مفاوضي الحوثيين المدعومين من إيران.
وتقيم إيران وسلطنة عمان تقليديا علاقات جيدة. ولعبت عمان خصوصا دور وساطة بين إيران والولايات المتحدة في ملفات عدة خصوصا النووي الإيراني وتبادل سجناء بين واشنطن وطهران.
وتقع السلطنة النفطية ضمن منطقة استراتيجية مطلة على مضيق هرمز الذي تعبره 30% من ناقلات النفط في العالم.
ويمتد هذا البلد الشاسع على مساحة تزيد عن 309 آلاف كيلومتر مربع في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية وله حدود مع الإمارات والسعودية واليمن.