Palestinian President Mahmoud Abbas gestures during his meeting with Field Marshal Mohamed Hussein Tantawi, the head of Egypt's ruling Supreme Council of the Armed Forces (SCAF), at the Defence Ministry in Cairo on December 22, 2011. AFP PHOTO/POOL/MOHAME
Palestinian President Mahmoud Abbas gestures during his meeting with Field Marshal Mohamed Hussein Tantawi, the head of Egypt's ruling Supreme Council of the Armed Forces (SCAF), at the Defence Ministry in Cairo on December 22, 2011. AFP PHOTO/POOL/MOHAME

تصاعدت حدة الأزمة بين حركتي فتح وحماس من جديد يوم الأحد مع اتهام حركة فتح لحماس بأنها طلبت من إسرائيل منع رئيس السلطة الفلسطينية من التوجه للأمم المتحدة وذلك غداة اتهامات من حماس لعباس بالتخلي عن حق العودة.

وقال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف إن وفدا من حماس برئاسة أسامة حمدان طلب خلال اجتماع بمسؤولين إسرائيليين في "دولة إقليمية بمنع الرئيس محمود عباس من التوجه إلى الأمم المتحدة بأي طريقة"، على حد قوله.

وتابع عساف أن "حماس طالبت بقطع الطريق على الرئيس عباس للفوز بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة والحصول على دولة فلسطين غير العضو على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 لأن ذلك سيمنع حماس من تنفيذ مشروعها في إعلان كيان مستقل في قطاع غزة".

وأوضح عساف أنه طرح خلال اللقاء بين حماس والممثلين الإسرائيليين "المشروع الإسرائيلي للدولة ذات الحدود المؤقتة على 40 في المئة من أراضي الضفة الغربية بدون القدس وبدون إزالة المستوطنات".

وأضاف أنه تم أيضا "بحث مقترح حركة حماس للهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل بما يعني تجاهل كافة قضايا الوضع النهائي".

وحذر عساف "الجهات المتورطة في هذا المخطط المشبوه من الاستمرار فيه"، مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني سيواجه هذا المخطط بكافة الوسائل".

هجوم حركة حماس الأخير على شخص الرئيس عباس جاء بهدف التغطية على تورطها في هذا المخطط ...
المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف...
وقال إن "هجوم حركة حماس الأخير على شخص الرئيس عباس جاء بهدف التغطية على تورطها في هذا المخطط" في إشارة إلى اتهامات حماس لعباس بالتخلي عن حق العودة خلال مقابلة تلفزيونية مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي.

وكان عباس قد صرح في المقابلة بأنه لا يفكر في العودة للعيش في مدينة صفد التي ولد فيها في الجليل، والتي هي اليوم داخل إسرائيل.
 
وقال عباس في المقابلة إن "فلسطين بالنسبة لي هي اليوم داخل حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها. هذه هي فلسطين بالنسبة لي. أنا لاجئ، وأعيش في رام الله، وأعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والباقي هو إسرائيل".

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (يمين) ورئيس الحكومة المقالة في غزة (إسماعيل هنية)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (يمين) ورئيس الحكومة المقالة في غزة (إسماعيل هنية)

رحب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز السبت بالتصريحات "الشجاعة" التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي بدا كأنه يتخلى فيها عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين ما أغضب حركة حماس التي نظمت تظاهرات احتجاج في قطاع غزة.
 
وعلى الأثر أكدت الرئاسة الفلسطينية السبت أن موقفها ثابت بشأن الملفات النهائية في المفاوضات مع إسرائيل ومنها حق العودة للاجئين، ردا على انتقادات حركة حماس تعليقا على مقابلة عباس التي بثتها القناة الثانية التلفزيونية الإسرائيلية الخاصة مساء الجمعة.
 
وقال بيريز في بيان إن "كلمات أبو مازن الشجاعة تثبت أن إسرائيل لديها شريك حقيقي للسلام".
 
وقال أبو مازن في المقابلة إنه لا يفكر في العودة للعيش في مدينة صفد التي ولد فيها في الجليل، والتي هي اليوم داخل إسرائيل.
 
وقال أبو مازن بالانكليزية "أريد أن أرى صفد. إنه حقي في أن أراها ولكن ليس أن أعيش هناك".
 
ويبدو أن عباس كان يسعى في هذه المقابلة عبر شاشة التلفزيون الإسرائيلي إلى تهدئة مخاوف الإسرائيليين قبل توجه الفلسطينيين للأمم المتحدة للمطالبة بمنح دولة فلسطين صفة دولة غير عضو، فأكد موقفه القائم على الاعتراف بوجود دولة إسرائيل داخل حدود 1967 قبل احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
 
وقال عباس إن "فلسطين بالنسبة لي هي اليوم داخل حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لها. هذه هي فلسطين بالنسبة لي. أنا لاجئ، وأعيش في رام الله، أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والباقي هو إسرائيل".
 
وعباس من مواليد في صفد عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ونزحت أسرته في 1948 مع قيام دولة إسرائيل مع نحو 760 ألف فلسطيني تشردوا ويشكلون اليوم نحو 4.7 ملايين لاجئ ترفض إسرائيل الحديث عن حقهم في العودة إلى ديارهم.
 
وقال بيريز "هذه كلمات مهمة. علينا جميعا أن نتعامل معها بمنتهى الاحترام".
 
وتابع "هذا الموقف يتوافق تماما مع مواقف إسرائيل وغالبية الشعب التي تؤيد حل الدولتين لشعبين. هذا تصريح علني شجاع ومهم".
 
حماس تدين تصريحات عباس
 
وأدانت حركة حماس التي تعلن رفضها الاعتراف بإسرائيل تصريحات عباس ونظمت تظاهرات احتجاج شارك فيها الآلاف السبت في مدينة غزة وفي مخيم جباليا شمال القطاع، وفي خان يونس في الجنوب بحسب ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.
 
وأحرق عدد من المتظاهرين في مخيم جباليا صورا لعباس وهم يرددون هتافات "يا عباس بره بره" و"لا تنازل عن حق العودة".
 
وقال القيادي في حماس صلاح البردويل السبت في تصريح صحافي إن "عباس بتصريحاته خرج عن الإجماع الوطني ولا يمثل إلا نفسه لأن حق العودة الفردي والجماعي لا يسقطه رأي شخص مهما بلغ من المكانة في فصيله أو جماعته".
 
وبعد نشر مقتطفات من المقابلة الخميس، هاجم إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حماس عباس في تصريحات للصحافيين بعد خطبة الجمعة بقوله "ليس من حق أي شخص كائنا من كان أن يتنازل عن حق الفلسطينيين بالعودة لوطنهم".
 
أبو ردينة: موقفنا ثابت بشأن الملفات النهائية
 
وردا على هذه التصريحات، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن "حق العودة واللاجئين هي من الملفات النهائية العالقة في المفاوضات مع الإسرائيليين مثلها مثل الحدود والمياه، ونحن ملتزمون بالثوابت الوطنية التي أقرتها المجالس الوطنية بهذا الشأن ولا جديد حول هذا الموقف".
 
وأضاف أن "الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لن يقبلوا بدولة ذات حدود مؤقتة، ومن يقبل بدولة مؤقتة هو الذي يتنازل عن حق العودة ويضرب الثوابت الوطنية ويتسبب بكارثة للأجيال الفلسطينية القادمة".
 
وقال أبو ردينة إن "مقابلة تلفزيونية لا تعني مفاوضات وأن هدف المقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي كان التأثير في الرأي العام الإسرائيلي".
 
وأضاف أن "الزوبعة التي تثيرها جهات معروفة لاستثارة الرأي العام هدفها الانقلاب على الشرعية، ونقل الثوابت إلى أرض الصراع الداخلي وفي النهاية لن يستفيد منها سوى جهات تتفاوض مع إسرائيل سرا، وتخرج على قنوات التلفزة تتهم القيادة الفلسطينية في كل فترة باتهامات تهدف إلى تغطية ما تفعله هي في السر من وراء ظهر شعوبها".
 
عباس: سنسعى للحصول على صفة دولة غير عضو
 
وأكد عباس في المقابلة أن الفلسطينيين سيتقدمون خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي بطلب الحصول على صفة دولة غير عضو في الأمم المتحدة، مكررا ما أعلنه خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول، بعد الفشل في الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي في 2011.
 
وتعارض إسرائيل وواشنطن هذا المسعى.
 
وأكد عباس كذلك أنه لن يسمح بتنظيم مقاومة مسلحة ضد إسرائيل طالما بقي في منصبه.
 
وقال "طالما أنا في هذا الموقع، لن تكون هناك انتفاضة ثالثة، أبدا. لا نريد أن نستخدم الإرهاب. لا نريد أن نستخدم السلاح. نريد استخدام الدبلوماسية".
 
كما كرر انتقاده لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل.
 
وقال "لست متأكدا أن هناك ما يبرر إطلاق الصواريخ من غزة وغيرها".