وجدد أوباما في اتصاله مع نتانياهو "دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأبدى أسفه إزاء الخسائر في أرواح المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وبحسب البيت الأبيض فإن نتانياهو هو الذي اتصل بأوباما، وناقش الزعيمان أيضا الخيارات المطروحة من أجل وقف التصعيد للوضع.
هذا واتصل أوباما الجمعة بنظيره المصري محمد مرسي للإشادة بجهوده في سبيل تهدئة الوضع، آملا في أن تفضي هذه الجهود إلى نتائج ايجابية وفق البيت الأبيض.
وشدد الرئيس الأميركي على "أهمية حل الوضع في أسرع وقت لإعادة الهدوء وتفادي خسائر أرواح أخرى".
فرص السلام
وكان أوباما قد أجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، جرى خلالها التأكيد أن أعمال العنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة تهدد فرص السلام الدائم، بحسب ما أعلن البيت الأبيض الجمعة.
وأوضح البيت الأبيض في بيان أن أوباما وأردوغان عبّرا إثناء الاتصال بينهما عن قلقهما إزاء المخاطر التي تحدق بالمدنيين من الجانبين، وعن الأمل أن تنتهي أعمال العنف.
أضاف البيت الأبيض أن أوباما أعرب عن التزامه بالتقدم نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وكان أردوغان قد حمّل إسرائيل وحكومتها مسؤولية اندلاع أعمال العنف مع قطاع غزة، وقال إن العملية كلها تدخل في تحسين الموقع الانتخابي لرئيس الحكومة الإسرائيلية وائتلافه السياسي.
وأضاف أردوغان أنه سيناقش العنف بين إسرائيل وقطاع غزة مع الرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة نهاية هذا الأسبوع.
اتصالات أميركية إضافية
بدورها، تابعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من اندونيسيا مساعيها لوقف النزاع بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند إن كلينتون اتصلت الجمعة بوزيري خارجية مصر محمد عمرو وإسرائيل أفيغدور ليبرمان والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتنوي الاتصال بعدد من المسؤولين في دول تملك نفوذا على حماس ومجموعات فلسطينية أخرى في قطاع غزة لتستعمل هذا النفوذ من أجل وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وسئلت نولاند عما إذا كانت واشنطن تسعى لإقناع إسرائيل بعدم شن اجتياح بري بغزة، فأجابت "أبعد من قول إننا نسعى لوقف التصعيد، فإننا نسعى أيضا لتحقيق تسوية سلمية للنزاع".
وذكرت نولاند أن اتصال كلينتون للمرة الثانية مع نظيرها المصري هدف للاضطلاع منه على نتيجة الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إلى غزة الجمعة، وبشأن خطوات إضافية تأمل كلينتون أن تتخذها مصر لوقف العنف في غزة.
وأوضحت نولاند أن واشنطن متشجعة من الدور المحوري الذي تقوم به مصر من أجل التهدئة.
تحرك الأمم المتحدة
كذلك، أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجموعة اتصالات هاتفية بزعماء دول الشرق الأوسط، من بينهم الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي.
وأوضح نيسيركي أن بان يسعى مع الزعماء الذين اتصل بهم إلى التوصل إلى وقف العنف بين قطاع غزة وإسرائيل.
عن اتصال بان بنتانياهو، قال نيسيركي "كرر الأمين العام إدانته القوية إطلاق الصواريخ من غزة وتمنى لو يكون الرد الإسرائيلي مدروسا".
ولفت نيسيركي إلى أن المبالغة في استخدام القوة والعنف من شأنها أن تؤدي إلى عنف مقابل وقد تمتد إلى دول أخرى في المنطقة.
وعن اتصال بان بمرسي، قال نيسيركي "عبّر الأمين العام عن دعمه القوي للدور القيادي الذي تمارسه مصر لإعادة الهدوء إلى المنطقة."
ومن المتوقع أن يتوجه بان إلى الشرق الأوسط قريبا.
مواقف عربية منددة
وقد تواصلت المواقف الدولية المنددة بالتصعيد العسكري بين إسرائيل وقطاع غزة.
فقد دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي الجمعة إلى انعقاد مجلس الأمن الدولي بصفة عاجلة لبحث العمليات الإسرائيلية على قطاع غزة وتسليط العقوبات الواجبة على إسرائيل، بحسب ما أفاد بيان رئاسي تونسي.
وأضاف البيان أن المرزوقي أعلم رئاسة الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة أن وفدا رسميا تونسيا رفيع المستوى يترأسه وزير الشؤون الخارجية ويشارك فيه مدير الديوان الرئاسي، سينطلق غدا السبت نحو غزة.
هذا ويعقد اجتماع طارئ السبت لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي إن العراق سيدعو أثناء الاجتماع إلى استخدام سلاح النفط، للضغط على حلفاء دولة إسرائيل كي تتدخل، لوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضاف العزاوي في مؤتمر صحافي أن السلاح الاقتصادي هو الأقوى حاليا لدعم الشعب لفلسطيني في ظل عدم وجود قوة عسكرية يمكن أن تواجه إسرائيل، بحسب تعبيره.
قلق فرنسي من العنف
وفي فرنسا، عبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة عن قلقه العميق من الوضع في قطاع غزة، مشيرا لاتصالات أجراها بمسؤولين في إسرائيل ومصر في محاولة لتهدئة الوضع.
ودعا هولاند، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس بولندا برونيسلاف كوموروسكي، إلى وجوب استئناف محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وتجنب هذا التصعيد في العنف.
من جهته، قال الرئيس البولندي إنه قلق من تصعيد النزاع في غزة، معبرا عن أمله في ألا تنتقل إسرائيل إلى مرحلة الهجوم البري.
روسيا تدعو للتهدئة
بدوره، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري محمد مرسي الجمعة إلى ضرورة وقف العنف في قطاع غزة، مؤكدا دعم الجهود المصرية لتهدئة الأوضاع.
وقال المكتب الإعلامي للكرملين إن الرئيس الروسي شدّد على الحاجة لوقف المواجهة المسلحة ودعا الأطراف المعنية في النزاع لممارسة ضبط النفس ووقف استخدام القوة التي تؤدي إلى قتلى مدنيين.
من جهته، دعا وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الجمعة إسرائيل إلى ضبط النفس والامتناع عن المزيد من التصعيد في غزة.
وقال بيان للخارجية الروسية إن لافروف بحث مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في اتصال هاتفي التطورات الأخيرة في غزة، ودعا طرفي النزاع إلى ضبط النفس وعدم تصعيد العنف الذي يُسقط مدنيين أبرياء.
الوضع الأمني
تواصلت المواجهات المسلحة بين قطاع غزة وإسرائيل، وارتفع في القطاع عدد قتلى القصف الإسرائيلي إلى 23 شخصا، فيما سقط صاروخان في منطقة تل أبيب الكبرى، وأفادت إذاعة صوت إسرائيل بإصابة ثلاثة أشخاص بجروح حالة أحدهم خطيرة.
أفاد التلفزيون الرسمي الإسرائيلي بأن حكومة بنيامين نتانياهو صادقت مساء الجمعة على استدعاء ما أقصاه 75 ألف جندي احتياط، تمهيدا لتوسيع محتمل للعملية العسكرية الجارية في قطاع غزة.
وذكر المصدر أن الجيش الإسرائيلي حشد حتى الآن نحو 20 ألف جندي احتياط، فيما بدأت الدبابات والآليات العسكرية بالاحتشاد على حدود القطاع. وأغلقت إسرائيل مساء الجمعة كل الطرق الرئيسية المحيطة بقطاع غزة وأعلنتها مناطق عسكرية مغلقة.
في غضون ذلك، لا تزال جلسة منتدى الوزراء التسعة مستمرة في تل أبيب لبحث آخر مستجدات العملية على القطاع والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم عمود السحاب.
ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن أحد الوزراء المشاركين في الجلسة قوله إن هناك حاجة لحسم المواجهة الحالية ما يعني احتمال البدء بعملية برية.
كما ذكر نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش يستعد لتوسيع عمليته الحالية بشكل ملحوظ.
وقال قائد الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي الميجر جنرال إيال ايزنبيرغ إن العملية في القطاع قد تستمر سبعة أسابيع.
وفي هذا الإطار، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور بن دور في حديث لـ"راديو سوا" أن إسرائيل قيادة وشعبا جاهزة لجميع الاحتمالات.
وأضاف بن دور "بحوزتنا أولا منظومة القبة الحديدية التي توقف معظم الصواريخ وهي في الهواء، ثانية لدينا ملاجئ، وثالثا كل الجمهور يعلم ما عليه أن يفعل عندما يسمع الإنذارات. وعلى كل حال إن استمرار إطلاق الصواريخ من غزة على أهداف مدنية في إسرائيل يدل على ضرورة استمرار هذه العملية العسكرية ضد الأهداف في غزة ضد البنية التحتية التخريبية الصاروخية في غزة وسنستمر في هذه العملية حتى نكمل المهمة".
وكانت مدينة القدس قد تعرضت بعد ظهر الجمعة لإطلاق صاروخ من القطاع، وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية سقوطه في منطقة غوش عتسيون إلى الجنوب من المدينة بدون إيقاع أي إصابات أو أضرار.
وفي القطاع، أفادت مصادر طبية بمقتل فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بجروح حرجة في غارة جوية إسرائيلية جديدة استهدفت مساء الجمعة مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وبذلك، يرتفع إلى 29 عدد القتلى الفلسطينيين إضافة إلى أكثر من 270 جريحاً منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.