دخان يتصاعد من مواقع في غزة بعد تعرضها لقصف إسرائيلي
دخان يتصاعد من مواقع في غزة بعد تعرضها لقصف إسرائيلي

دعت حركة حماس السبت وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم في القاهرة لتحمل مسؤولياتهم تجاه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
 
 وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس في تصريح لـ"راديو سوا" إن المطلوب من العرب الدفاع الفعلي عن الشعب الفلسطيني، داعيا الدول العربية إلى "بذل كل جهدهم لوقف هذا العدوان وضمان عدم  تكراره".
 
وحض أبو زهري العرب على "العمل على معاقبة الاحتلال دوليا على الجرائم التي يرتكبها ولا يزال يرتكبها في غزة"، مشيرا إلى أنه "لا بد من مراجعة سياسية في علاقة بعض الأطراف العربية مع الاحتلال".
 
وقد جاءت تصريحات مسؤول حركة حماس في الوقت الذي دارت فيه مواجهات عنيفة، من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين الذين انطلقوا في مسيرات ونظموا اعتصامات بالقرب من الحواجز العسكرية استنكارا لاستمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
 
وقالت مراسلة "راديو سوا" في رام الله إن أربعة فلسطينيين أصيبوا عند حاجز حوارة أحدهم في الرأس، كما اعتقل الجيش الإسرائيلي عددا آخر من بينهم فتاة.
 
وقال مدير المجمع الطبي أحمد البتاوي لـ"راديو سوا" إن عددا من الإصابات أدخلت إلى المستشفى، مشيرا إلى أن الإصابات التي وصلت مصابة برصاص مطاطي ليس من النوع الثقيل الذي يؤدي إلى التمزق في الأنسجة".
 
مظاهرات في باريس
 
وفي سياق متصل، تظاهر ألف شخص على الأقل السبت في ساحة الأوبرا في باريس تعبيرا عن تنديدهم بالهجوم الإسرائيلي الواسع الجديد على قطاع غزة.
 
وقد جاءت التظاهرة التي قال المنظمون إنها ضمت خمسة آلاف شخص أتت تلبية لدعوة وجهت من أحزاب وجمعيات عدة على رأسها الحزب الشيوعي وحزب الخضر للتظاهر في باريس والعديد من المدن الفرنسية.
 
ورفعت لافتات عدة كتب عليها "إسرائيل: فلسطين ليست لك" و"غزة لن ننساك" و"إسرائيل مجرمة وهولاند شريك".
 
وارتدى العديد من المشاركين في التظاهرات كوفيات فلسطينية، في حين كان هناك عدد من النساء المحجبات.
 
وبين المنظمات المشاركة، جمعيات يهودية عدة بينها الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام.
 
وقال رئيس جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية توفيق تهاني إنه طلب من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "عدم المساواة بين المعتدي (اسرائيل) والمعتدى عليه (الفلسطينيون)".
 
كما أعرب عن الأمل بأن يدعم الرئيس الفرنسي الطلب الفلسطيني للحصول في الأمم المتحدة على صفة دولة غير عضو لفلسطين، والذي سيطرح في 29 نوفمبر/تشرين الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

مجلس الجامعة العربية يدين التدخلات التركية في ليبيا وسوريا والعراق
جانب من اجتماع للوزراء العرب في مقر الجامعة العربية

أجمعت كلمات وزراء الخارجية العرب المشاركين في اجتماعهم الطارئ في مقر الجامعة العربية في القاهرة، على  شجب الغارات الإسرائيلية وركزت على ضرورة توحيد العمل العربي المشترك في مساندة القضية الفلسطينية.

ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في كلمته الافتتاحية،  الدول العربية إلى إعادة النظر في موقفها من عملية السلام مع إسرائيل.

وقال العربي إن على العرب "إعادة النظر في جميع المبادرات العربية السابقة الخاصة بعملية السلام ومراجعة الموقف من العملية برمتها"، داعيا إلى تشكيل لجنة وزارية "تتولى إعداد توصيات محددة بشأن مراجعة الموقف العربي من مجريات الصراع العربي الإسرائيلي وتنسيق التحرك العربي الفوري من أجل ردع هذا العدوان الإسرائيلي  فورا فورا".

وقال أيضا "أدعو هذا المجلس الى وقفة جادة وإجراء تقييم شامل للموقف بأبعاده المختلفة، فلا يجوز لنا بعد اليوم أن نقبل بالمبادرات الناقصة"، مضيفا "لا بد من التحرك الفعال لإعادة هذه القضية برمتها إلى مجلس الأمن ليتحمل مسؤولياته".

ودعا رئيس الاجتماع وزير خارجية لبنان عدنان منصور "إلى قطع العلاقات العربية مع إسرائيل وإلغاء المعاهدات معها".

وحمل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الأمني في قطاع غزة وقال إنه انتهاك للقانون الدولي.

وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو "عملية السلام تم إفراغها من مضمونها والأرض الفلسطينية يتم التهامها يوما بعد يوم"، مضيفا أن مصر "ستقدم كل ما يحتاجه الأشقاء في غزة من أساسيات الحياة".

أما وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني فقال "اجتماع اليوم ليس لإعلان الحرب أو القيام بعمل عسكري"، ودعا هو الآخر إلى "إعادة النظر بشكل كامل في عملية السلام واستراتيجية التعامل مع عملية السلم برمتها".

وأضاف أن "الموقف العربي يحتاج الآن لإعادة نظر واضحة وصريحة" مضيفا "لا يجب أن نعطي الفلسطينيين الأمل الزائف دون تحقيق شيء، فإن لم نستطع الإسهام في فك الحصار فلا يجب أن نسهم فيه، وما نستطيع أن نفعله هو تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني في غزة وبناء المستشفيات والمدارس والمساكن".

وتابع "نحتاج إلى سياسة واضحة ومنهجية واضحة للتعامل مع هذا الوضع الذي يشق الصف العربي"، مشددا على أنه "لا سلام ولا محادثات تسير قدما في ظل الأسلوب الحالي ولهذا نحتاج لعملية إعادة نظر كاملة ليست للدعاية أو البهرجة".

وأكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام في كلمته تضامن بلاده مع قطاع غزة الذي زاره  في وقت سابق السبت.

وتحدث عبد السلام  عن حجم الدمار الذي رآه فقال"لقد عدت للتو من قطاع غزة وعاينت معاينة مباشرة مستوى الدمار ومستوى العدوان الذي يتعرض له أشقاؤنا في غزة، القتل العشوائي، استهداف المدنيين، هدم البيوت وكل هذه الممارسات لا يمكن تبريرها بأية حال من الأحوال".

وشدد الوزير التونسي على أن ما كانت تفعله اسرائيل سابقا لم يعد مقبولا حاليا بعد التغييرات التي شهدها اخيرا العالم العربي. وقال إن "هناك متغيرات كثيرة وعميقة جرت في العالم العربي بدأت من تونس ومنها إلى مصر الشقيقة ولامست مختلف مكونات الوضع العربي، وبالتالي ما كان بمقدور إسرائيل أن تفعله بالأمس ليس بمقدورها ان تقوم به اليوم أو غدا".

يذكر أن حصيلة القتلى في غزة منذ بدء الجولة الجديدة من العنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية الأربعاء، وصلت إلى 41 قتيلا و420 جريحا على الأقل.