مخلفات الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة
مخلفات الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة

أكد مصدر طبي فلسطيني أن فلسطينيين قتلا في غارة جديدة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي الاثنين على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين منذ الأربعاء إلى 103 قتلى، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية في القطاع.

وقال بيان للجنة الإسعاف والطوارئ في غزة إن جثماني أسامة شحادة وابن أخيه خليل شحادة وصلا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين الاثنين إلى 23 شخصا.

ومن جانب آخر، شن الطيران الإسرائيلي مساء الاثنين غارات عدة على مناطق مختلفة في قطاع غزة، حيث أصيب ثمانية مواطنين في غارة استهدفت منزلا لعائلة صالحة في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع.

وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية أن القتيلين اللذين سقطا في غارة على مخيم البريج في وقت سابق من الاثنين هما من عناصرها وهما أركان أبو كميل وإبراهيم الحواجري.
وكانت لجنة الإسعاف والطوارئ قد أعلنت أن فلسطينيين قتلا شرق مخيم البريج للاجئين.

وقبيل الغارة على شرق مخيم البريج، استهدفت غارة أخرى رامز حرب القيادي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بحسب مصادر في الحركة.

كارثة إنسانية

وفي سياق متصل، حذرت نحو 40 منظمة غير حكومية الاثنين من كارثة إنسانية في غزة في حال استمرار العنف، ودعت المجتمع الدولي إلى تكثيف الضغوط من أجل فرض وقف إطلاق النار.

وكتبت 38 منظمة غير حكومية دولية تنتمي إلى اتحاد الوكالات الدولية للتنمية "على المجتمع الدولي أن يمارس على الفور ضغوطا على الحكومة الإسرائيلية لتترك المعابر الحدودية لغزة مفتوحة وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية الضرورية".

وقال نيشانت باندي من منظمة أوكسفام "علينا أن نعمل بشكل عاجل لتطبيق وقف إطلاق النار"، مضيفة أن النزاع الحالي "يهدد باستمرار بل تفاقم الوضع الإنساني القائم بسبب خمس سنوات من الحصار الإنساني والعملية العسكرية الإسرائيلية في 2008-2009 على المدنيين الفلسطينيين في غزة".

وعبرت هذه المنظمات الإنسانية، وبينها منظمة العمل ضد الجوع وهانديكاب انترناشيونال وأطباء العالم، عن قلقها من نقص الأدوية والأجهزة الطبية الضرورية.

وقال ألكسندر ميلوتينوفيتش مسؤول منظمة ميرسي كوربس في الضفة الغربية وغزة "إن لم يتدخل القادة الدوليون ستجد غزة نفسها مرة أخرى على شفير أزمة إنسانية".

آثار اشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية
آثار اشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية

أعلنت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة برئاسة بنيامين نتانياهو اجتمعت مساء الاثنين لبحث اقتراح مصري لهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وأضافت الإذاعة أن إسرائيل تريد الالتزام بهدنة من 24 إلى 48 ساعة لكي يتمكن الطرفان من الاتفاق على بنود وقف إطلاق النار.

وتابعت الإذاعة أن إسرائيل قد تعمد في إطار التفاهم على وقف محتمل لإطلاق النار إلى التخفيف من الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة.

من جانب آخر أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل توقف عمليا لنحو ساعتين ونصف ساعة قبل اجتماع الحكومة الأمنية.

ومع استمرار توعد إسرائيل بشن عملية برية على القطاع، يستمر الحراك الدبلوماسي من القاهرة إلى القدس مرورا برام الله وغزة في محاولة للتوافق على هدنة.

مخلفات القصف الإسرائيلي على غزة

​​
مشعل يتحدث عن شروط لقبول التهدئة مع إسرائيل

أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الاثنين أنه لا يستبعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بشروط، في وقت قال فيه مسؤول إسرائيلي إن بلاده ستتخذ قرارا بشأن اجتياح عسكري بري لقطاع غزة في غضون ساعات.

وقال مشعل في مؤتمر صحافي عقده الاثنين في القاهرة إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اتصل بالولايات المتحدة وأوروبا ومصر طلبا لهدنة".

لكن إسرائيل نفت قول مشعل إن نتانياهو طلب وقفا لإطلاق النار، إذ قال مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية "تصريحات حماس بشأن وقف إطلاق النار التي تزعم أن إسرائيل تتسول هدنة تفتقر إلى الدقة مثل مزاعمها بأنها أسقطت (مقاتلة) إف-16 أو أنها هاجمت الكنيست".

وأوضح مشعل شروط حماس لقبول التهدئة قائلا "نحن لسنا ضد تهدئة.. لكن لنا مطالب أيضا.. وقف البلطجة.. وقف الاعتداء ورفع الحصار"، مؤكدا أن حماس لن توافق على أي شروط إسرائيلية مسبقة لوقف إطلاق النار لأنها "بدأت الاعتداء".

ومن جانب آخر، طالب مشعل الدول العربية بتكثيف جهودها لوقف إطلاق النار كما طالبها بتقديم كل أشكال الدعم لغزة التي قال إنها "تقاتل بأسلحة بسيطة لكن بإرادة قوية".
وحول احتمال شن إسرائيل لهجوم بري على غزة، قال مشعل إن احتمال التصعيد في غزة من جانب إسرائيل وارد مضيفا "نحن مستعدون لكل الاحتمالات وجاهزون لها ونتمنى الخير لشعبنا".

إسرائيل تدرس خيار الاجتياح البري

وفي سياق متصل، قال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم إن الحكومة الإسرائيلية ستتخذ قرارا بشأن اجتياح عسكري بري لقطاع غزة في غضون الساعات الـ 48 المقبلة.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن شالوم الاثنين قوله إن إسرائيل "وضعت خطة متكاملة لاجتياح بري محتمل لقطاع غزة، تتضمن أيضا خيارات لاجتياح جزئي".

وأضاف شالوم أن إسرائيل قد تنسحب في وقت لاحق، إذا ما قررت اجتياح غزة، أو البقاء في القطاع.

وتابع المسؤول الإسرائيلي قائلا "لست متحمسا للمعركة، لكننا توصلنا إلى نتيجة نهائية مفادها أن مهمة الجيش تقتضي توفير الحماية للمدنيين" وليس العكس.

ومن جانبه أكد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني آيالون، أن بلاده تبقي جميع الخيارات على الطاولة بما فيها الهدنة وإشراك قوات برية في العملية العسكرية بقطاع غزة.

وقال آيالون في تصريح لـ "راديو سوا" خلال زيارته إلى واشنطن إن "الكرة الآن في ملعب حماس".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي "نحن الآن بصدد انتظار ما إذا كانت حماس ستوقف أعمالها الإرهابية والاستفزازية، ونحن على استعداد للرد على حماس بنفس الطريقة، وأيضا نحن على استعداد تام لملاحقتهم في حال عزمهم مواصلة العمليات، بالأخذ في الاعتبار مدى الأضرار التي ستسببها العملية".

وعبر المتحدث عن أسفه"لتعرض أي مدني للأذى، وحاولنا تفادي ذلك، لكن المسؤولية تقع على حماس التي تطلق النيران من مناطق سكنية لكننا حرصنا على عدم تعريض المدنيين والأطفال للأذى"، مشيرا إلى أن حماس "تستغل الأطفال كدروع بشرية، لكنني أعتقد أن حماس بالغت، كما أننا أصبنا أهدافنا المتمثلة في مقار الإرهابيين".

وحول زيارته إلى واشنطن قال آيالون "عقدت إجتماعات مع عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية وفي الكونغرس، وأريد التأكيد أننا نحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة، التي تعتبر حركة حماس منظمة إرهابية لم توافق على مطالب المجتمع الدولي المتمثلة في وقف الأعمال الإرهابية وقبول الاتفاقيات التي أبرمناها مع الفلسطينيين لتصبح محاور شرعي".