احتفلت حركة حماس السبت بالذكرى الـ25 لتأسيسها في مهرجان شارك فيه رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل وعدد من قادتها المقيمين في الخارج.
كما شارك في المرجان الذي نظم في ساحة الكتيبة وسط مدينة غزة، رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية وممثلون عن الفصائل الفلسطينية بينها حركة فتح، فضلا عن وفود عربية وإسلامية وحشود شعبية من مناصري حماس قدّرت أعدادها بالآلاف.
وأقيمت منصة كبيرة وضعت على جانبيها صورتان كبيرتان للشيخ أحمد ياسين، مؤسس حماس الذي اغتالته إسرائيل عام ،2004 ولأحمد الجعبري القائد العسكري الأرز في الحركة الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية الشهر الماضي.
وتوسط المنصة نموذج ضخم لصاروخ من طراز "ام75" أعلنت حماس إطلاقه على تل أبيب والقدس في الحرب الأخيرة وتقول إنه من صنعها.
وأغلقت شرطة حماس كافة الطرق المؤدية إلى مكان المهرجان حيث توقفت عشرات السيارات غالبيتها ترفع الأعلام قرب حواجز للشرطة.
"لا لوطن بديل"
وفي كلمة ألقاها خلال المهرجان، أكد مشعل أن "فلسطين من بحرها لنهرها، شمالها لجنوبها، أرضنا ووطننا لا تنازل ولا تفريط بأي شبر أو جزء منها، لا يمكن أن نعترف بشرعية احتلال فلسطين، لا شرعية لإسرائيل مهما طال الزمن".
وأكد تمسك الفلسيطنيين بحق العودة قائلا "حماس موقفها قاطع فلا توطين ولا وطن بديل، لا غنى عن فلسطين، لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين".
من جهة أخرى دعا مشعل الدول العربية إلى تقديم الدعم للفصائل الفلسطينية وقال "أيتها الدول العربية، المقاومة تحتاج لسلاحكم ومالكم ودعمكم السياسي والجماهيري".
كما تطرق مشعل للانقسام الداخلي فقال "آن الأوان لطي صفحة الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية (...) من يظن الانقسام مصلحة مخطئ. قادة حماس وأبناؤها في الداخل والخارج يؤمنون بالوحدة والمصالحة. الانقسام كارثة وطنية. الانقسام فرض علينا من اللحظة التي رفض البعض انتخابات 2006، ومع ذلك عفى الله عما سلف، اليوم يوم النصر ويوم العزة".
وأشار إلى أن "الخطوة التي عملها الأخ ابو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) في الأمم المتحدة خطوة صغيرة لكن جيدة نريدها أن تكون دعما للمصالحة الوطنية وخادما للمشروع الوطني".
وفي إشارة ضمنية إلى سورية التي كانت مقرا للحركة لسنوات طويلة قبل إغلاق مكاتبها بسبب تأييد حماس للمعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الأسد، قال مشعل إن "حماس لا تساوم على المبادئ ولا تفرط بالقيم بالتالي لا تؤيد سياسة أي دولة أو أي نظام يخوض معركة دموية مع شعبه فنحن مع الشعوب".
"إعلان انتصار وتهديد"
من جانبه قال رئيس الحكومة المقالة في كلمته إن حماس انتصرت على إسرائيل في الحرب الأخيرة، مشيدا بموقف القيادة المصرية التي دعمت قطاع غزة الشهر الماضي.
وخلال الاحتفال أيضا أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أنها استخدمت عـُشر قوتها العسكرية خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل التي استمرت ثمانية أيام في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وهدّد المتحدث باسم القسام الذي ألقى كلمة وهو ملثّم في الحفل، إسرائيل قائلا إن "الحركة تـُعدّ رجالا من غزة والضفة والقاهرة وطرابلس وتونس وبغداد وبيروت والعالم الإسلامي وفي أنقرة وطهران (...) يتطلعون لمحاربة إسرائيل".
"تهديدات القسّام لا تخيف إسرائيل"
غير أن المتحدثة باسم الخارجية الإسرائيلية أميرة أورون قالت "إسرائيل لا تخاف من تهديدات هذه المجموعات الإرهابية"، وأضافت "للأسف الشديد دائما في متطرفين، لكن التطرف ليس له أي مستقبل".
وتابعت في حديث مع "راديو سوا" إن "إسرائيل دولة مستقلة لها قواتها العسكرية ونحن نفكر دائما في نهاية المطاف عن الأولاد في كلا الجانبين، في الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني وما هو المستقبل لهؤلاء الاولاد. هذه المجموعات تفكر فقط في الحرب والتخريب، وهم الذين يدفعون الثمن".
من جهة أخرى، وصفت أورون تصريحات مشعل بأنها مؤسفة وقالت إن "طبعا هو مرفوض على الإطلاق ومؤسف بالنسبة للشعب الفلسطيني لأن هذا جزء من قيادته التي تأخذه دائما إلى الدمار والتخريب وليس هناك أي مستقبل".
وقالت إن تصريحات رئيس المكتب السياسي لحماس "تعبر عن عدم المعرفة والغباء من جانب السيد مشعل لأن اليهود هم صهاينة والصهاينة هم يهود، ونحن نعيش في الدولة اليهودية التي أقيمت على أساس الأيديولوجية الصهيونية".
وتساءلت أورون عن جدوى حديث مشعل حول حق العودة ومحاربة إسرائيل لتحقيق ذلك، وأضافت "أنا أسأل نفسي عن كل هذه التصريحات وكلام العنف وكلام الحرب وكلام النضال، هل هذا يساعد الشعب الفلسطيني ليكون له مستقبل جديد، مستقبل بنّاء، مستقبل للنمو؟ هل الأطفال في غزة يعيشون حياة سهلة وفعلا لهم مستقبل في حياتهم؟ طبعا لا وكل ذلك يدل على أيديولوجية حماس المتطرفة".