رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو

يتبادل اليمين الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو والمعارضة اليوم الأحد الاتهامات بالمساهمة في تعزيز موقف حماس بمناسبة الزيارة الأولى إلى غزة لرئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وذلك في محاولة لوضع نتانياهو في حرج مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 22 يناير/كانون الثاني المقبل.

واعتبرت تسيبي ليفني زعيمة حزب الوسط المعارض الجديد "الحركة" أن حماس "احتفلت السبت بهزيمة الحكومة الإسرائيلية. كل يوم يمر في ظل هذه الحكومة، تقوي حماس صفوفها وتضعف إسرائيل".

وتابعت ليفني في بيان أن "هذه الحكومة تفاوضت مع حماس والاسوأ من ذلك سمحت لها بالحصول على شرعية دولية".

ونددت ليفني أيضا بسياسة حكومة نتانياهو التي تقوم على "التفاوض مع حماس والتي تؤكد بعد ذلك أن ابو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) ضعيف وترفض إجراء مفاوضات حقيقية معه".

وكان زعيم آخر من المعارضة الوسطية النائب شاوول موفاز عبر عن أسفه السبت لأن إسرائيل لم تقتل خالد مشعل.

وقال وزير الدفاع السابق "إذا واصلت اسرائيل إضعاف ابو مازن بدون التعامل مع حماس بيد من حديد فسوف نرى قريبا مشعل في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)".

غير أن وزير التربية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي ينتمي إلى حزب الليكود الذي يترأسه نتانياهو، قال إن "كل الأحزاب التي تدعو إلى انسحاب جديد في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ستحمل حماس إلى السلطة" في هذه المنطقة.

وأضاف أن "وحدها حكومة حازمة بقيادة بنيامين نتانياهو يمكنها مواجهة إيران ومبعوثها حماس"، حسب تعبيره.

ومن ناحيته قال نافتالي بينيت رئيس الحزب القومي المتشدد "الوطن اليهودي" حليف الليكود والذي تشير استطلاعات الرأي إلى حصوله على 12 مقعدا من أصل 120 في الانتخابات المقبلة إن حزبه سيمارس ضغوطا في الحكومة المقبلة لمنع زيارة مثل تلك التي قام بها خالد مشعل إلى غزة.

ومضى يقول "لا أفهم لماذا سمحنا له بدخول غزة ولماذا عندما أصبح هناك لا نقوم بتصفيته لأنه يستحق الموت".

ويزور مشعل منذ الجمعة قطاع غزة في أول زيارة له إلى القطاع منذ عام 1967، وكان قد أعلن أمس السبت عن رفضه "التنازل أو التفريط باي شبر من فلسطين" التاريخية، كما تعهد في الوقت ذاته بعدم الاعتراف بإسرائيل.

أطفال بقطاع غزة يتلقون لقاح شلل الأطفال خلال الجولة الثانية من حملة التطعيم (رويترز)
أطفال بقطاع غزة يتلقون لقاح شلل الأطفال خلال الجولة الثانية من حملة التطعيم (رويترز)

أعرب المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في القدس، كاظم أبو خلف، في حديث إلى قناة "الحرة"، السبت، عن وجود مخاوف على آلاف الأطفال في شمال قطاع غزة، لعدم تلقيهم لقاح شلل الأطفال.

ولفت إلى أن المرحلة النهائية من الحملة تهدف إلى الوصول إلى ما يقدر بنحو 119 ألف طفل تحت سن العاشرة، لكن تحقيق هذا الهدف أصبح الآن "غير مرجح" مع تدهور الأوضاع في شمال غزة يوما بعد يوم.

وأوضح أبو خلف أنه كان من المفترض أن تشمل الجولة الثانية من عمليات التلقيح شمالي القطاع، مضيفا: "جرى تقليص المساحة لتشمل فقط مدينة غزة، حيث يقدر عدد الصغار هناك بـ50 ألف طفل".

ونبه إلى أن ذلك يعني أن حوالي 70 ألف طفل في بقية شمالي القطاع، سيبقون دون الحصول على لقاح، مردفا: "السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا عن الأهالي الذين لا يستطيعون الوصول إلى مراكز التطعيم في مدينة غزة؟ والتي يبلغ عددها بالمناسبة 66 نقطة".

وزاد: "هذا يعني أن هناك أطفالا سيفقدون حقوقهم في الحصول على التطعيم، وعليه لن يكونوا محصنين ضد فيروس شلل الأطفال".

ولفت أبو خلف إلى أن المحادثات مع كل الأطراف لا تزال مستمرة، على أمل توسيع مساحة المواقع التي ستحصل على التطعيم ضد ذلك الفيروس الخطير، وذلك من خلال السماح للناس بالوصول إلى مراكز التطعيم، أو السماح لفرق تقديم اللقاح بالوصول إليهم.

وشدد على أن حظر إسرائيل لعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أثّر على عمل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، موضحا أن "تلك المنظمة الأممية تمتلك إمكانيات بشرية ولوجيستية أكبر، للمساهمة في تلك الحملة وغيرها من الخدمات".

"ساعات وسيُقتَلون".. أهل غزة يتساءلون عن جدوى تطعيم أبنائهم ضد شلل الأطفال
وقف آباء قلقون في طوابير الأربعاء مع أطفالهم للحصول على اللقاح المضاد لشلل الأطفال في وسط قطاع غزة وهم يعدون الدقائق قبل أن تنتهي ساعات وقف القتال في المنطقة مما ينذر بمزيد من الموت والدمار في حرب تدور رحاها منذ 11 شهرا.

"مخاطر أكبر"

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت، الجمعة، أن الجولة الثانية من حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في شمال غزة ستستأنف السبت، بعدما تسببت عمليات القصف الإسرائيلية على المنطقة بوقفها.

وجاء الإعلان بعد يوم من دعوة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إسرائيل بشكل عاجل إلى تسهيل إتمام الحملة على وجه السرعة.

وبدأت حملة التطعيم في الأول من سبتمبر، بعدما أكد القطاع المحاصر أول إصابة بشلل الأطفال فيه منذ 25 عاما، حسب وكالة فرانس برس.

واستُكملت جولة أولى من التطعيم في أنحاء قطاع غزة وبدأت الجولة الثانية الضرورية من أجل المناعة كما هو مقرر في 14 أكتوبر أولا في وسط غزة ومن ثم في جنوبها، بفضل ما وصفت بأنها هدن إنسانية.

لكن منظمة الصحة أجّلت المرحلة الأخيرة في الشمال، التي كان من المقرر أن تبدأ في 23 أكتوبر، نتيجة "القصف الكثيف" الذي جعل الظروف الميدانية "مستحيلة".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على منصة "إكس": "حملة التلقيح ضد شلل الأطفال في شمال غزة جاهزة للاستئناف.. تأكدنا من الهدنة الإنسانية اللازمة في مدينة غزة للقيام بالحملة".

وتابع: "للأسف، فإن المنطقة التي تغطيها الحملة تم تقليصها بشكل كبير مقارنة بجولة التطعيم الأولى، مما سيترك بعض الأطفال غير محميين ويواجهون خطرا أكبر بالإصابة".

وفي تبريرها الأساسي لتأجيل التطعيم في الشمال، قالت المنظمة إن المنطقة التي تمّت الموافقة على الهدن الإنسانية فيها، أصبحت تشمل مدينة غزة فحسب، مما يعني أن العديد من الأطفال لم يتمكنوا من تلقي الجرعة الثانية.

تحذير من وضع "مأساوي" 

وفي سياق متصل، قال بيان موقّع من رؤساء 15 منظمة أممية، أبرزها يونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي، الجمعة، إن شمالي غزة "تحت الحصار لمدة شهر تقريبا، ومحروم من المساعدات الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة، مع استمرار عمليات القصف والهجمات الأخرى".

وتابعت الهيئات الأممية أنه خلال الأيام القليلة الماضية فقط، "قتل المئات من الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وأُجبر الآلاف على النزوح مجددا".

وأوضح البيان أن السكان في شمال غزة "معرضون لخطر الموت بسبب المرض والمجاعة والعنف"، وحث طرفي الصراع في غزة (الجيش الإسرائيلي وحركة حماس) على حماية المدنيين، داعيا إسرائيل إلى "وقف هجومها على غزة وعلى العاملين في المجال الإنساني الذين يحاولون تقديم المساعدة".

وبدأت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غزة، الشهر الماضي. وقالت الولايات المتحدة إنها تراقب الوضع للتأكد من أن تصرفات إسرائيل على الأرض تظهر أنها لا تنتهج "سياسة التجويع".

وقالت إسرائيل إنها تنفذ عمليات في شمالي غزة لتفكيك ما أعادت حركة حماس (المصنفة إرهابية في أميركا) بناءه من قدراتها، وطالما تتهمها باستخدام المباني المدنية والسكان في أغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.