فلسطينيون خلال تشييع جثمان المعتقل الفلسطيني أبو حمدية
فلسطينيون خلال تشييع جثمان المعتقل الفلسطيني أبو حمدية

حمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إسرائيل الخميس مسؤولية التصعيد الأمني في الأراضي الفلسطينية، فيما قالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن السلطة الفلسطينية تحرض على العنف.

وقال عباس في كلمة له في اليوم الثاني لاجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح إن "إسرائيل تسعى لإثارة الفوضى"، لافتا إلى مقتل الشابين في طولكرم الليلة الماضية.

وأكد أن الإسرائيليين "لا يريدون أي خطوة تجاه السلام".

وأضاف عباس "يبدو أن إسرائيل تسعى إلى بلبلة الأجواء وإثارة الفوضى في الأراضي الفلسطينية"، مشيرا إلى أنها "لو كانت حريصة على الأمن والعلاقات لما استعملت القوة القاتلة ضد المتظاهرين".

من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية مما وصفته بـ"العواقب الوخيمة" للتصعيد الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريح صحافي إن عباس "يجري اتصالات حثيثة ومتواصلة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية لشرح مخاطر التصعيد الإسرائيلي على أمن واستقرار المنطقة وعلى الجهود الأميركية تحديدا التي تستهدف أحياء عملية السلام".

وكانت حدة التوتر قد ازدادت الفلسطينيين والإسرائيليين بعد مقتل شابين برصاص الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية، وذلك تزامنا مع تشييع جثة المعتقل ميسرة أبو حمدية الذي توفي في مستشفى إسرائيلي قبل يومين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته فتحت نيران أسلحتها باتجاه "مشاغبين ألقوا زجاجات حارقة" على موقع عسكري في طولكرم شمال الضفة الغربية.

وأعلنت مصادر فلسطينية من جانبها، مقتل عامر نصار (16 عاما) برصاصة في رأسه ليل الأربعاء بينما تم العثور على جثة قريبه ناجي بلبيسي (17 عاما) الذي قتل إثر إصابته في الرأس برصاص أطلقه جنود إسرائيليون فتحوا النار على مجموعة من الفتيان كانوا يرشقون حاجزا عسكريا إسرائيليا بالحجارة.

وأكد الجيش الإسرائيلي العثور على جثة الفتى الثاني في وقت مبكر من صباح الخميس في الموقع الذي حصلت فيه المواجهات. وقال المتحدث باسمه إنه تم العثور على بلبيسي "إثر عمليات بحث وتقص إضافية جرت في المنطقة".

اتهامات إسرائيلية للسلطة

واتهمت الحكومة الإسرائيلية السلطة الفلسطينية بأنها هي التي تقف وراء التصعيد في الأوضاع الأمنية وأنها تحرض الفلسطينيين على القيام بأعمال عنف ضد الجيش الإسرائيلي مستغلة قضية المعتقلين.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي عوفير غردلمان"طبعا هذا لا يبشر بالخير. القوات الأمنية مستعدة تماما للتعامل مع هذه السيناريوهات وهذه الأوضاع الأمنية".

وحذر وزير الدفاع موشيه يعالون بدوره، السلطة الفلسطينية من تصعيد الأوضاع الأمنية، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بتدهور الأوضاع في الضفة الغربية، وقال إن السلطة قد تدفع الثمن، على حد تعبيره.

ونفت السلطة الفلسطينية في المقابل، هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، محملة إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع.

إطلاق صاروخ من غزة

من ناحية أخرى، أعلنت مصادر قريبة من جماعات سلفية متشددة في غزة أن أجهزة أمن حكومة حماس اعتقلت ناشطا سلفيا واستدعت آخر على خلفية مسؤولية هذه الجماعات عن إطلاق صواريخ على إسرائيل.

وكانت قذيفة هاون قد أطلقت من قطاع على جنوب إسرائيل في وقت مبكر من الخميس، لم تسفر عن إصابات أو أضرار.

الخارجية الفلسطينية نددت بتصريحات إسرائيلية دعت لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية
الخارجية الفلسطينية نددت بتصريحات إسرائيلية دعت لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية | Source: @pmofa

دانت الخارجية الفلسطينية، السبت، "بأشد العبارات" ما وصفته بـ "التصريحات الإسرائيلية العنصرية التي طالبت بدولة فلسطينية على أراضي السعودية."

وقال بيان للخارجية الفلسطينية على حسابها في موقع "إكس" إنها "تدين بأشد العبارات التصريحات الإسرائيلية العنصرية المعادية للسلام التي طالبت بدولة فلسطينية على أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة."

واعتبرت الخارجية الفلسطينية التصريحات "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وميثاقها، وعدواناً على سيادة وأمن واستقرار المملكة العربية السعودية بل والدول العربية كافة."

وأكدت على "وقوف دولة فلسطين الدائم إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة" في مواجهة ما سمته "حملات التحريض الإسرائيلية التي تحاول المساس بأمنها واستقرارها، ومحاولة للضغط على الموقف السعودي الصادق والشجاع في دعمه وتبنيه وإسناده للحقوق الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني."

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والدول كافة بإدانة هذه التصريحات "المعادية للسلام."

وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ عبر عن : "إدانته بشدة الموقف الإسرائيلي الذي يستهدف المملكة العربية السعودية وسيادتها والذي يدعو لإقامة دولة فلسطينية على أراضيها، ونعتبره خرقا للقانون الدولي والمواثيق الدولية."

وأضاف: "نؤكد أن دولة فلسطين لن تكون إلا على أرض فلسطين ونثمن مواقف المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا التي تنادي دوما بتطبيق الشرعية الدولية والقانون الدولي والملتزمة بحل الدولتين كأساس للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة."

وكان نتانياهو رد في مقابلة تلفزيونية على سؤال عن مطالب السعودية بإقامة دولة فلسطينية بالقول: "يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في السعودية؛ لديهم الكثير من الأراضي هناك".

ولدى سؤاله حول إقامة دولة فلسطينية كشرط للتطبيع مع السعودية، قال نتانياهو: "لن أبرم اتفاقا من شأنه أن يعرض دولة إسرائيل للخطر."

وأدانت مصر هذه التصريحات "بأشد العبارات"، ودافعت عن سيادة السعودية وعن حقوق الفلسطينيين في إقامة دولة على حدود 1967.

وقالت الخارجية المصرية في بيان، الذي نشر عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، إنها تدين "بأشد العبارات التصريحات غير المسؤولة والمرفوضة جملة وتفصيلاً الصادرة عن الجانب الإسرائيلي والتي تحرض ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة وتطالب ببناء دولة فلسطينية بالأراضي السعودية."

واعتبر البيان تلك التصريحات "مساسا مباشرا بالسيادة السعودية، وخرقا فاضحا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة."

وعبرت مصر عن رفضها بشكل كامل تلك التصريحات، التي اعتبرتها "متهورة وتمس بأمن المملكة وسيادتها"، وأكدت "على أن أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به."