"قناعتي النهائية هي أن الأمر يرجع إلى الطرفين المعنيين، الإسرائليين والفلسطينيين"، هذا ما قاله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة لدى افتتاحه اجتماع باريس الدولي، الرامي لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي الشارع يبقى التشكيك سيد الموقف بشأن فرص هذا الاجتماع في النجاح.
ييراحميل إسرائيلي من سكان القدس اعتبر أن أي قمة يجتمع فيها وزراء خارجية دول أوروبية من شأنها الخروج ببعض النتائج، ويستدرك بالقول: "لكن أشك أن يكون هناك شيء قد يتحقق على الأرض".
ويذهب يهودا من القدس في الاتجاه ذاته: "لست متفائلا ولا أعتقد أن شيئا كثيرا سيتحقق. كل طرف متعنت في موقفه ولا يتزحزح عنه".
في الجانب الفلسطيني، لا يبدو أنس أبو خديجة من سكان مدينة رام الله أكثر تفاؤلا، فلا شيء برأيه يجبر إسرائيل على خوض السلام مع "فلسطين أو غير فلسطين".
ويتمنى رأفت عجور في غزة نجاح المؤتمر، لكن من دون أي تفاؤل يذكر.
يشارك في مؤتمر باريس، الذي يغيب عنه طرفا النزاع الفلسطيني والإسرائيلي، وزراء خارجية نحو 30 دولة وممثلون عن الأمم المتحدة.
تحولت المواصي جنوب شرقي وادي غزة، من منطقة قاحلة إلى مكان مكتظ بالسكان الذين تقطعت بهم السبل، وسط الحرب المستعرة.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن سكان غزة النازحين من خان يونس وغيرها من المناطق الجنوبية باتجاه المواصي، لم يجدوا أي مأوى أو بنية تحتية هناك.
وكان يوسف هماش، الموظف في المجلس النرويجي للاجئين، من بين الذين ذهبوا إلى المواصي.
وبعد نزوحهم من شمالي القطاع إلى جنوبه، كان هماش وعائلته موجودين في خان يونس، حيث احتدم القتال العنيف في المناطق الحضرية خلال الأيام الأخيرة.
وقال إنه عندما وصلوا للمواصي، لم يجدوا سوى منطقة قاحلة حيث كان الناس يكافحون من أجل بناء ملاجئ مؤقتة.
وأضاف هماش، في إشارة إلى البلدة القريبة من الحدود المصرية: "فر مئات الآلاف من الأشخاص من خان يونس إلى المواصي ورفح". وتابع: "لقد تحولت من أرض فارغة إلى منطقة مزدحمة للغاية".
ولم يتسن التأكد من العدد الدقيق للأشخاص الذين انتقلوا في الأيام الأخيرة، لكن إسرائيل دعت، الأحد، إلى إخلاء ما يقرب من 20 بالمئة من مساحة أراضي خان يونس، التي يسكنها أكثر من 620 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت الأمم المتحدة إنه بحلول بداية هذا الأسبوع، فر ما يقرب من 85 بالمئة من سكان قطاع غزة - أي حوالي 1.9 مليون شخص - من منازلهم خلال الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر.
خريطة قطاع غزة
وأعلنت إسرائيل الحرب على حماس التي تحكم قطاع غزة، بعد هجوم مباغت شنته الحركة في السابع من أكتوبر على إسرائيل، أدى إلى مقتل 1200 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية. كما اختطفت حماس نحو 240 رهينة إلى داخل القطاع.
وردت إسرائيل بقصف مكثف على غزة أدى إلى مقتل 16200 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم ونساء وأطفال، بحسب آخر حصيلة لسلطات القطاع الصحية.
وقال هماش إن الناس الذين نزحوا إلى المواصي، "كانوا يبنون ملاجئ من مواد مثل الخشب والبلاستيك"، لإقامة حواجز (يجلسون داخل حدودها)، نظرا لقلة الخيام.
واستطرد هماش الذي كان يبني ملجأ خاصا به، قائلا: "إنه لا يوفر أي نوع من الحماية، لكنه يمنحنا الشعور بالأمان"، مردفا: "التحدي هو أن تغطي رأسك من الطقس القاسي القادم؛ لأن الشتاء على وشك الوصول".
ويبلغ عرض المواصي أقل من كيلومتر واحد وطولها 14 كيلومترا، وكانت جيبا في إحدى المستوطنات الإسرائيلية التي قامت إسرائيل بتفكيكها على خلفية انسحابها من غزة عام 2005.
وقال محمد حمدان، وهو مواطن آخر من مدينة غزة، إنه يعتقد أن "الظروف صعبة بشكل خاص على النساء والأطفال، حيث يصاب الكثير منهم بالأمراض".
وأضاف حمدان: "هناك الكثير من الصعوبات هنا. لا يوجد ماء ولا طعام ولا شيء للشرب. كل شيء صعب".