عباس أعلن وقف الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل.
عباس أعلن وقف الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل.

إعلان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل وتشكيل لجنة لبحث آلية التنفيذ، طرح علامات استفهام كبرى حول جدوى هذا القرار.

واختلفت التحليلات بشأن خطوة عباس، إذ في حين رأى مقربون أن القرار له معنى وطني قد يسهم في تحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية على الأقل، اعتبر آخرون بأنه "لا يعني شيئا".

وبحسب محللين، فإن قرار عباس، الذي ألحقه بتشكيل لجنة للتنفيذ، يعني أن القرار لن ينفذ الآن وإنما سينتظر اللجنة، في حين أن السلطة الفلسطينية وفي قرارات سابقة شكلت زهاء ثماني لجان لتنفيذ القرار نفسه.

في المقابل، فإن كان قرار تشكيل السلطة الفلسطينية جاء وفق اتفاق مع إسرائيل، فهل يعني إلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل إلغاء السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس؟

وقال المحلل الاستراتيجي، هاني المصري، لوكالة فرانس برس "لا ينفع الحديث عن وقف الاتفاقيات مع إسرائيل دون الحديث عن مصير السلطة الفلسطينية وتغيير شكلها ووظائفها".

وفي حين يخلص المصري إلى القول إن "القرار صيغة مكررة عن قرارات سابقة"، أكد نائب رئيس حركة فتح، محمود العالول، أن الجانب الفلسطيني "سيوقف العمل بالاتفاقيات حتى توقف إسرائيل جرائمها، ليس في المجال الأمني فقط بل كل شيء".

وأوضح العالول، في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" عن وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، الجمعة، أن "لجنة ستضع آليات تنفيذ القرار المتخذ ابتداء من يوم غد (الجمعة) بما يشمل جميع الاتفاقيات".

ماذا قال عباس؟

قامت السلطات الإسرائيلية الإثنين بهدم منازل 12 عائلة فلسطينية في منطقة صورباهر الواقعة على طرف مدينة القدس وبين مناطق تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، ما أدى إلى فقدان عشرات الفلسطينيين منازلهم. تقول إسرائيل إنها هدمت هذه المنازل بسبب قربها من الجدار.

لاقى هذا الإجراء تنديدا واسعا لدى الفلسطينيين واعتبروه "تطهيرا عرقيا". وعقدت القيادة الفلسطينية إثر ذلك اجتماعات مكثفة، منها اجتماع الخميس الذي أعلن خلاله عباس قراره.

وقال عباس، بعد أن استعرض جملة من الخلافات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل "أمام إصرار سلطة الاحتلال على التنكّر لجميع الاتفاقيات الموقّعة وما يترتّب عليها من التزامات، نعلن قرار القيادة وقف العمل بالاتفاقيات الموقّعة مع الجانب الإسرائيلي والبدء في وضع آليات اعتباراً من الغد لتنفيذ ذلك".

ما هي الاتفاقيات الموقعة؟

في 13 سبتمبر من العام 1993 وقعت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل اتفاق سلام في البيت الأبيض بحضور غالبية زعماء دول العالم، ووقع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عن الجانب الفلسطيني بصفته، حينها، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ونص الاتفاق على إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي (السلطة الفلسطينية)، لفترة انتقالية لا تتجاوز خمس سنوات.

وشكلت هذه الاتفاقية الرئيسية غطاء لعدة اتفاقيات بين الطرفين، منها اتفاقيات تتعلق بالمياه والكهرباء والتنسيق الأمني بين الجانبين والنواحي الاقتصادية، وأيضا إجراء انتخابات لاختيار رئيس للسلطة الفلسطينية ومجلس تشريعي.

ويعتبر التنسيق الأمني من أهم هذه الاتفاقيات، خاصة وأن هناك حوالى 400 ألف مستوطن إسرائيلي يعيشون في المستوطنات الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية.

ومع انتهاء الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام، فشلت محاولات الرئيس الأميركي، بيل كلينتون، في العام 2000 في التوصل لاتفاق جديد بين الفلسطينيين وإسرائيل، بعد عدة أيام من المفاوضات الثلاثية في منتجع كامب ديفيد ضم كلينتون وياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، حينها، إيهود باراك.

وإثر فشل تلك المفاوضات اندلعت انتفاضة مسلحة في الأراضي الفلسطينية، قامت على أثرها السلطات الإسرائيلية باقتحام المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وتم تدمير العديد من المقار الأمنية الفلسطينية. تعرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لحصار في مقره برام الله حتى وفاته في العام 2004.

عقب وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، انتخب محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية، وأعلن منذ أيامه الأولى رفضه للعنف وانتهاج العمل الدبلوماسي.

وكانت أول مواجهة دبلوماسية قادها عباس، حينما أوقفت المفاوضات السلمية مع الجانب الإسرائيلي، حيث أصر عباس على وقف الأعمال الاستيطانية الإسرائيلية كشرط لاستئناف هذه المفاوضات التي لا تزال متوقفة حتى الآن.

نجح عباس في الحصول على قبول في الأمم المتحدة لدولة فلسطين كعضو مراقب، وهو ما اعتبر نجاحا للدبلوماسية الفلسطينية.

لماذا اتخذ عباس قرار وقف الاتفاقيات؟

في إطار نهجه الدبلوماسي، لوح عباس أكثر من مرة بورقة وقف التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي، كخطوة يمكن اتخاذها في حال "استمرت إسرائيل في خرق الاتفاقيات" كما أعلن أكثر من مرة، غير أنه لم يتخذ أي خطوة فعلية في هذا الإطار.

يعتبر التلويح بوقف الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي خطوة ليست بالجديدة، حيث اتخذ المجلس المركزي الفلسطيني على مدار السنتين الماضيتين أكثر من قرار حول الموضوع، وشكلت لجان لتنفيذ هذا القرار.

غير أن الشيء الجديد، أن هذا الإعلان تم هذه المرة من قبل الرئيس الفلسطيني نفسه، وهو ما لم يحدث سابقا.

وجاء إعلان عباس هذا عقب عدة تطورات كان أهمها إقدام إسرائيل على هدم منازل فلسطينيين في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية قريبة من مدينة القدس.

إضافة إلى ذلك، فإن هدم المنازل جاء في ظل أجواء مشحونة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، منها وقف تحويل أموال ضريبية لصالح السلطة الفلسطينية من قبل إسرائيل، ما وضع السلطة الفلسطينية في أزمة مالية خانقة.

وأعلن عباس أن إسرائيل هي التي تنكرت لكل الاتفاقيات، "ولا يمكن لنا الاستمرار بالتزاماتنا من طرف واحد".

هاريس لفتت الانتباه بسبب القرط الذي ارتدته
تسعى الإدارة الأميركية لمنع انزلاق الظروف في الشرق الأوسط إلى مواجهة واسعة

 قالت نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، كاملا هاريس، الخميس، إن هناك حاجة للتهدئة في الشرق الأوسط، وذلك وسط قلق في ظل شن إسرائيل الحرب على كل من في غزة ولبنان.

وجاءت تصريحات هاريس لصحفيين في لاس فيجاس.

وتسعى الولايات المتحدة لمنع انزلاق الأوضاع في الشرق الأوسط إلى حرب شاملة في ظل تهديد إسرائيل بشن هجوم على إيران ردا على الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحرس الثوري الإيراني عليها.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد حث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأربعاء، على تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في لبنان، وخاصة في المناطق المأهولة بالسكان في بيروت، بينما كرر دعمه لاستهداف مسلحي جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

وأضاف البيت الأبيض في بيان أن بايدن ونتانياهو ناقشا في اتصال هاتفي "الحاجة الملحة لتجديد الدبلوماسية للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس" في قطاع غزة.

وأفاد البيت الأبيض أن بايدن بحث مع نتانياهو الوضع الإنساني في غزة والضرورة الملحة لاستعادة الوصول إلى الشمال، بما في ذلك إعادة تفعيل الممر من الأردن على الفور.

كما طالب، روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الخميس، المجتمع الدولي بالتركيز على على المساعدة في تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية حتى تتمكن من ممارسة السيطرة الفعالة على أراضي لبنان.

وأضاف في كلمة لمجلس الأمن أن حل الأزمة هو أن يكون لبنان قويا ويتمتع بسيادة حقيقية محمية بقوة أمنية شرعية تتمثل في القوات المسلحة اللبنانية.