تساءل الكاتب الإسرائيلي، نيفيل تيلر، في صحيفة جيروزاليم بوست، عما إذا كان القيادي الفلسطيني المقيم في المنفى، محمد دحلان، سيكون خليفة لمحمود عباس، على رأس السلطة الفلسطينية، إذا نجحت بالفعل خطة حركتي فتح وحماس إجراء انتخابات عامة في عام 2021.
وقال الكاتب إن دحلان عبّر، بعد يومين من إعلان الحركتين الفلسطينيتين المتنافستين نيتهما إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية العام المقبل، عن "إيمانه بأن فلسطين في حاجة ماسة إلى تجديد شرعية القيادات والمؤسسات كافة" مشيرا إلى أن هذا الأمر لن يحدث إلا من خلال "انتخابات وطنية شاملة وشفافة".
وكان دحلان، عضوا منتخبا في اللجنة المركزية لحركة فتح، التي يتزعمها عباس، وخصما لدودا لحركة حماس، التي تدير قطاع غزة وتربطها علاقات قوية مع تركيا.
ويقيم حاليا في الإمارات منذ إبعاده من الأراضي الفلسطينية، عام 2011، إثر خلاف مع عباس.
وأعلنت وزارة الداخلية التركية، العام الماضي، تصنيفه على اللائحة الخاصة بـ "الإرهابيين المشتبه فيهم" والمطلوبين لديها، بعد أن اتهمته بـ "التآمر" في المحاولة الانقلابية، عام 2016، و"التجسس".
ويعد موضوع خلافة عباس من التابوهات في الأوساط الرسمية الفلسطينية منذ وصول عباس إلى السلطة قبل 16 عاما، عندما تولى مسؤوليات القيادة بعد وفاة ياسر عرفات، في 2004، ثم انتخب رئيسا، في 2005، لفترة كان مفترضا ألا تتجاوز خمسة أعوام.
ومنذ وصوله رسميا إلى السلطة، رفض عباس اختيار من يخلفه، فيما حال انقسام داخلي بسبب خلافات مع حركة حماس دون تنظيم انتخابات جديدة.
ويشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن مسؤولي السلطة الفلسطينية ردوا على إعلان دحلان الأخير، باعتقال عدد من أنصاره في الضفة الغربية.
وثارت تكهنات واسعة النطاق، لم ينفها دحلان، بأنه لعب دورا رئيسيا في إبرام اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.
ويشير كاتب المقال إلى أن اسم القيادي الفلسطيني دائما يظهر عندما تثار قضية خلافة عباس، "وبعد إبرام اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، عادت فكرة خوضه غمار الرئاسة بشكل أقوى من أي وقت مضى".
ووضع دحلان نفسه على خلاف مع القيادة الفلسطينية الرسمية الحالية من خلال تقديم "دعم مجهول" لاتفاق السلام التاريخي، بحسب المقال.
ويرى الكاتب أن "دحلان يبدو أنه، أكثر من أي سياسي فلسطيني، يمتلك الصفات اللازمة للتخلص من المواقف البالية للقيادة التي عطلت الشعب الفلسطيني لعقود، واعتناق نهج أكثر واقعية للتوصل إلى تسوية مع إسرائيل والحصول على مستقبل أكثر إشراقا هو بالتأكيد يمكن تحقيقه للمنطقة بأسرها".