فلسطيني يتفحص سيارة قيل إن مستوطنين إسرائيلين أحرقوها شرقي نابلس.
فلسطيني يتفحص سيارة قيل إن مستوطنين إسرائيلين أحرقوها شرقي نابلس.

أغلقت إسرائيل الأحد منزل عائلة فلسطيني في القدس الشرقية استعدادا لهدمه بعد قتله سبعة أشخاص قرب كنيس، في إطار الإجراءات الرامية لحرمان أقارب المهاجمين من حقوق معيّنة. 

وأعلن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، ليل السبت، سلسلة إجراءات لحرمان "عائلات إرهابيّين" من حقوق معيّنة، بينها إلغاء حقّهم في الضمان الاجتماعي.

في الأثناء، قتل حراس مستوطنة كدوميم الإسرائيلية صباح الأحد الشاب الفلسطيني كرم علي أحمد سليمان (18 عاما) قرب المستوطنة القريبة من مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه كان "مسلحا بمسدس".

وجاء في إعلان مجلس الوزراء الأمني أن منزل خيري علقم (21 عاما) الذي أردته الشرطة بعد اعتداء الكنيس الجمعة "سيُغلق فورا قبيل هدمه".

وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس القوات الإسرائيلية الأحد على شرفة المبنى بعدما أغلقت مداخله بينما حزمت العائلة أغراضها.

وأشار مدير القسم القانوني في منظمة "هموكيد" الإسرائيلية الحقوقية داني شنهار إلى أن إغلاق المنزل ليلا يعكس "رغبة (الحكومة) في الانتقام من العائلات".

وأضاف أن الإجراء "تمّ في إطار تجاهل كامل لسيادة القانون"، مؤكدا أن "هموكيد" تنوي الاحتجاج عليه أمام النائب العام.

وقالت الشرطة إن والدة علقم واحدة من خمسة أشخاص ظلوا رهن الاحتجاز الأحد، من بين 42 مشتبها به أوقفوا بعد إطلاق النار في حي نيفي يعقوب (النبي يعقوب) الاستيطاني.

وتهدم إسرائيل منازل الفلسطينيين الذين يقتلون إسرائيليين رغم أنه يتوجب عادة إبلاغ العائلات مسبقا وترك مجال للطعن في القرار.

لكن الحكومة أعلنت الأحد أنه سيتم إغلاق منزل عائلة فتى يبلغ 13 عاما أطلق النار على إسرائيليين اثنين "رغم أن هجومه تسبب في إصابة الضحيتين بجروح خطيرة وليس وفاتهما".

وقد تم إطلاق النار على الصبي واعتقاله بعد تنفيذه الهجوم في سلوان، وهو حي خارج البلدة القديمة المسورة في القدس الشرقية.

وقف "دوامة الموت"

قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأحد إن إلغاء بطاقات الهوية الإسرائيلية لأقارب المهاجمين موضوع مطروح على جدول أعمال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء.

وتتوافق الإجراءات المعلنة مع مقترحات شركاء رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو السياسيين من اليمين المتشدد في الحكومة والذين مكنوه من العودة إلى السلطة في أواخر ديسمبر.

ويرجّح أن تطبق التدابير بشكل أساسي على الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، أي عرب إسرائيل، والفلسطينيين الذين يحملون تصاريح إقامة في القدس الشرقية. 

في الأثناء، أكدت متحدثة باسم مستشفى شعاري تسيديك في القدس لوكالة فرانس برس ان فلسطينيا آخر أصيب في اشتباكات سابقة مع القوات الإسرائيلية في سلوان توفي متأثرا بجروحه.

من جهته، دان البابا فرنسيس الأحد تصاعد العنف في الشرق الأوسط، داعياً الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الانخراط في "بحث صادق عن السلام". 

وقال البابا بعد صلاة التبشير الملائكي في ساحة القديس بطرس، إنّ "دوّامة الموت التي تتصاعد يوماً بعد آخر تُغلق (الباب على) القلة القليلة من الثقة الموجودة بين الشعبين". 

ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد، الإسرائيليين والفلسطينيين إلى "أكبر قدر من المسؤولية" وتجنب أي تدهور جديد للوضع، وذلك خلال اتصالين هاتفيين بنظيريه الإسرائيلي والفلسطيني.

وقالت الخارجية الروسية في بيان أنه خلال الاتصالين، "شدد الجانب الروسي على أن موسكو تشعر بقلق بالغ حيال دوامة العنف الجديدة" في المنطقة. 

ومن المقرّر أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القدس ورام الله الاثنين والثلاثاء لمناقشة خطوات خفض التصعيد. وقد وصل الأحد الى القاهرة في محطة أولى من جولته في المنطقة.

ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونتانياهو بشكل منفصل مع بلينكن لإجراء محادثات أصبحت ملحة وسط التصعيد المتزايد.

وسيكون ذلك اللقاء الأول على هذا المستوى لنتانياهو مع الجانب الأميركي منذ عاد إلى السلطة على رأس الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.

مزيد من رخص السلاح للإسرائيليين

وقرر مجلس الوزراء الأمني السبت تسهيل الإجراءات اللازمة للحصول على تراخيص حمل الأسلحة النارية.

وقال وزير الأمن القومي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير لصحفيين "عندما يحمل المدنيّون مسدّسات، يمكنهم الدفاع عن أنفسهم". 

بالتوازي، تم رفع درجة تأهب القوات الإسرائيلية، بينما أعلن الجيش تعزيز قواته في الضفة الغربية، في وقت توالت الدعوات الدولية لضبط النفس.

وجاء هجوما القدس بعدما قتل عشرة فلسطينيّين في مخيّم جنين للاجئين، في عملية تعدّ بين الأعنف التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفّة الغربيّة المحتلّة منذ نحو عقدَين. وكان عدد القتلى تسعة، إلا أن فلسطينيا توفي الأحد متأثرا بإصابته في جنين الخميس.

وقالت إسرائيل إنّ العمليّة استهدفت عناصر من حركة الجهاد الإسلامي التي أطلق عناصرها وحركة حماس لاحقا صواريخ من غزة باتّجاه إسرائيل. واعترضت الدفاعات الجوّية الإسرائيليّة معظم الصواريخ، بينما ردّ الجيش بضرب أهداف لحماس في غزّة. ولم ترد أنباء عن إصابات لدى الجانبين، لكن الفصائل الفلسطينية المسلّحة تعهّدت بتحرّكات إضافية.

وأثار ارتفاع مستوى العنف مخاوف من تصعيد أكبر.

وفي حادثة تعكس حدة التوتر ميدانيا، أحرق مستوطنون سيارة أمام منزل في قرية ترمسعيا شمال رام الله، وفق ما أفاد سكان من القرية. واندلعت النيران في مدخل المنزل الذي يعود لفلسطينيين يقيمون في الولايات المتحدة. 

وقال مسؤول أمني إسرائيلي لوكالة فرانس برس إن متطرفين إسرائيليين هم المشتبه بهم في هذا الهجوم على القرية.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن 120 سيارة لفلسطينيين أصيبت بالحجارة، مؤكدة أن مستوطنين هاجموا أيضا 22 متجرا في منطقة نابلس ليل السبت.

ويقدّم نتانياهو الذي عاد إلى السلطة في ديسمبر، نفسه على أنه الزعيم الأكثر قدرة على حماية أمن إسرائيل، وبالتالي، يواجه تحديا حقيقيا أمام الإسرائيليين في ظل التوترات الأمنية الحاصلة.

أثار اعتداء الكنيس الجمعة ردود فعل غاضبة في أوروبا والولايات المتحدة، فيما نددت به عدة حكومات عربية تقيم علاقات مع إسرائيل بينها الأردن ومصر والإمارات.

واعتبرت السلطة الفلسطينية السبت أن إسرائيل تتحمّل "المسؤولية الكاملة عن التصعيد الخطير الذي وصلت إليه الأوضاع".

في هذا الوقت، واصل معارضو نتانياهو احتجاجاتهم السبت إذ شارك آلاف في تظاهرة في تل أبيب للاحتجاج على خطته المثيرة للجدل لإصلاح القضاء والتي تمنح السياسيين مزيدا من الهيمنة على المحكمة العليا.

ووقف المحتجون دقيقة صمت تكريما لضحايا اعتداء الجمعة.

هاريس لفتت الانتباه بسبب القرط الذي ارتدته
تسعى الإدارة الأميركية لمنع انزلاق الظروف في الشرق الأوسط إلى مواجهة واسعة

 قالت نائبة الرئيس الأميركي ومرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، كاملا هاريس، الخميس، إن هناك حاجة للتهدئة في الشرق الأوسط، وذلك وسط قلق في ظل شن إسرائيل الحرب على كل من في غزة ولبنان.

وجاءت تصريحات هاريس لصحفيين في لاس فيجاس.

وتسعى الولايات المتحدة لمنع انزلاق الأوضاع في الشرق الأوسط إلى حرب شاملة في ظل تهديد إسرائيل بشن هجوم على إيران ردا على الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحرس الثوري الإيراني عليها.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد حث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الأربعاء، على تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين في لبنان، وخاصة في المناطق المأهولة بالسكان في بيروت، بينما كرر دعمه لاستهداف مسلحي جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران.

وأضاف البيت الأبيض في بيان أن بايدن ونتانياهو ناقشا في اتصال هاتفي "الحاجة الملحة لتجديد الدبلوماسية للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس" في قطاع غزة.

وأفاد البيت الأبيض أن بايدن بحث مع نتانياهو الوضع الإنساني في غزة والضرورة الملحة لاستعادة الوصول إلى الشمال، بما في ذلك إعادة تفعيل الممر من الأردن على الفور.

كما طالب، روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، الخميس، المجتمع الدولي بالتركيز على على المساعدة في تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية حتى تتمكن من ممارسة السيطرة الفعالة على أراضي لبنان.

وأضاف في كلمة لمجلس الأمن أن حل الأزمة هو أن يكون لبنان قويا ويتمتع بسيادة حقيقية محمية بقوة أمنية شرعية تتمثل في القوات المسلحة اللبنانية.