عنف متصاعد في الأراضي الفلسطيني وإسرائيل
عنف متصاعد في الأراضي الفلسطيني وإسرائيل

توفي فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص القوات الإسرائيلية في مدينة الخليل، فجر الاثنين، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وسط تصاعد مستوى العنف في الأراضي الفلسطيني وإسرائيل.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن القوات الإسرائيلية المتواجدة عند الحاجز العسكري جنوب الحرم الإبراهيمي بالخليل أطلقت الرصاص الحي على مركبة الشاب، سلمان أبو فودة (26 عاما)، مما أدى لإصابته في الرأس.

وإثر هذه الإصابة نقل أبو فودة إلى المستشفى قبل أن يعلن الأطباء وفاته متأثرا بالإصابة خلال وقت لاحق. 

وقال الجيش الإسرائيلي إن قوة كانت تقوم بنشاط لضبط الأمن على الطرق في منطقة الخليل، رصدت "سيارة مشبوهة"، حيث طلب منها التوقف للتفتيش.

وأضاف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على تويتر إنه "مع اقتراب مقاتل من السيارة، قام السائق بدهس رجله"، قبل أن تطلق القوة النار تجاه السيارة التي حاولت الهرب.

وتابع: "السيارة استمرت بالهرب وانتهى بها الأمر بحادث سير مروع وتم نقل سائقها للمعالجة من قبل الهلال الأحمر، ليعلن عن وفاته لاحقا". وأشار الجيش إلى أن "الحادثة قيد التحقيق".

وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الضفة الغربية خلال هذا الشهر إلى 35، بينهم مدنيون بعضهم قصّر ومسلحون وأشخاص نفذوا هجمات، فيما قتل في نفس الفترة ستة مدنيين إسرائيليين بينهم قاصر إضافة إلى مواطنة أوكرانية، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية.

ويأتي ذلك استمرار لمسلسل العنف المتصاعد منذ العام الماضي الذي كان الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ أكثر من عشر سنوات، بحسب رويترز.

طولكرم محور المداهمات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية ـ صورة أرشيفية.
طولكرم محور المداهمات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية ـ صورة أرشيفية.

هزت غارة جوية إسرائيلية، مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، ليل الخميس، وأسفرت عن مقتل 18 شخص، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنها استهدفت "قائدا في الجناح المسلح لحركة حماس".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن سلاح الجو قتل "قائد الشبكة الإرهابية التابعة لحماس في طولكرم" في ضربة. وذكر أنه حدد هويته على أنه زاهي ياسر عبد الرزاق عوفي.

بينما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن الغارة الإسرائيلية استهدفت مقهى شعبيا في المخيم، مما أدى إلى "مقتل عائلة في منزل مجاور وأطفال ومسنين في الحي".

وندد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، بما وصفها "المجازر الإسرائيلية المتصاعدة بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية"، مطالبا بـ"تحرك دولي عاجل لوقفها".

وقالت اللجنة الشعبية المسؤولة عن إدارة المخيم لوكالة فرانس برس، إن مقاتلة "إف-16" قصفت مبنى وسط المخيم.

وصرح رئيس اللجنة فيصل سلامة: "لأول مرة منذ سنوات تقصف إسرائيل بطائرات حربية" الضفة الغربية، مبديا خشيته من أن "يرتفع أكثر" عدد القتلى.

ويعد استخدام طائرة حربية هناك "غير معتاد للغاية"، حيث تستخدم إسرائيل عادة طائرات مسيرة في الهجمات بالضفة الغربية"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وقال سليمان زهيري، وهو نائب وزير فلسطيني سابق يعيش في ضواحي طولكرم، إن إسرائيل لم تنفذ مثل هذا القصف في الضفة الغربية "منذ سنوات، إن لم يكن منذ عقود".

وأضاف في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز: "كان الانفجار مرعبا"، مضيفا: "اهتز منزلي من موجة الصدمة"، رغم أنه كان على مسافة من موقع الانفجار المبلغ عنه.

وقال زهيري، إنه "مع توجه الاهتمام الدولي نحو لبنان، واستمرار الحرب في غزة في جذب الانتباه بدرجة أقل، فإن إسرائيل تعمل بحرية لتصعيد حملتها في الضفة الغربية".

وأكد مسؤول أمني فلسطيني لوكالة فرانس، أن "هذا القصف هو الأول من نوعه منذ عام 2000، في الضفة الغربية".

من جانبه، أوضح بيان الجيش الإسرائيلي، أن الغارة استهدفت قائد "الشبكة الإرهابية التابعة لحماس في طولكرم زاهي ياسر عبد الرازق عوفي.. وقضت عليه".

واتهم الجيش عوفي بـ"التخطيط  لتنفيذ عملية إرهابية وشيكة داخل إسرائيل".

وحسب البيان، فقد "قُتل عدد آخر من نشطاء حماس في الهجوم". وقال الجيش إن عوفي "كان وراء محاولة الهجوم الإرهابي في عطيرت بالضفة الغربية في سبتمبر. وكان يخطط لشن المزيد من الهجمات المماثلة، بينما كان يوزع الأسلحة في جميع أنحاء المنطقة".

وسارعت حركة حماس، المصنفة إرهابية بالولايات المتحدة ودول أخرى، إلى إدانة القصف، الذي "تسبب في حصيلة هي من الأعلى التي تحصدها غارة جوية إسرائيلية في الضفة الغربية" من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل أكثر من عقدين.

"مناظر صعبة"

من جهتها، قالت المسعفة المتطوعة في جمعية الهلال الأحمر، ديالا حدايدة: "شاهدنا مناظر صعبة عقب القصف، حيث تناثرت أشلاء أطفال وكبار في السن، وتطايرت على أسلاك الكهرباء، بالإضافة إلى وجود عدد من المواطنين تحت الأنقاض".

وأفادت مصادر محلية، بأن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تعمل على انتشال عدد من المواطنين من تحت الأنقاض.

وشهدت الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر.

وكانت طولكرم محور المداهمات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية، والتي دمرت بنية تحتية وأعمال تجارية في المدينة، حسب الصحيفة الأميركية.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة، قتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون ما لا يقل عن 699 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن ما لا يقل عن 24 إسرائيليا، بما في ذلك أفراد من قوات الأمن، قُتلوا في هجمات شنّها مسلحون فلسطينيون، خلال الفترة ذاتها.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الشهر الماضي، إن العمليات الإسرائيلية الكبرى في الضفة الغربية تحدث أحيانا "على نطاق لم نشهده في العقدين الماضيين".

وتنفذ القوات الإسرائيلية بانتظام توغلات في البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، لكن التطورات الميدانية الحالية وكذلك تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تشير إلى تصعيد، وفقا لفرانس برس.

وتقول إسرائيل إن عملياتها العسكرية في الضفة الغربية تأتي بهدف "ملاحقة مطلوبين بجرائم إرهابية".