الأسواق في قطاع غزة كانت مزدحمة
الأسواق في قطاع غزة كانت مزدحمة

باتت العيدية تشكل عبئا على الفلسطينيين بقطاع غزة، حيث يلجأ كثير منهم للديون لمنح الأطفال والنساء من الأقرباء مبالغ نقدية خلال الاحتفالات بالعيد، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

ويعطي الفلسطينيون المال لكل من قريباتهم من الأطفال والبالغات، مما يجعل هذا التقليد الشائع في عيدي المسلمين أكثر تكلفة على سكان القطاع الذي يملك أعلى معدلات البطالة عالميا بنسبة تبلغ 50 بالمئة، بحسب الصحيفة.

وخلال الزيارات العائلية، يمنح الرجال الأطفال وقريباتهن من النساء مبالغ نقدية تتراوح بين 20 شيكلا (6 دولارات) إلى 365 شكيل (100 دولار)، مما يشكل إرهاقا ماليا لسكان غزة من الرجال.

وقال عرفات حلس، 48 سنة، وهو أستاذ الخدمات الاجتماعية بجامعة القدس المفتوحة في غزة، "هذه زيارة العيدية. إنها أحد تقاليدنا المهمة".

لطالما كان تقديم العيدية ممارسة شائعة بين المسلمين في عيدي الفطر والأضحى - على الرغم من عدم وجود أساس ديني لها - ويعتقد البعض أنها تعود إلى 1000 عام خلال عهد الأسرة الفاطمية وممارسة الأمراء الذين يقدمون العملات الذهبية أو الهدايا خلال الاحتفالات.

وبحسب الصحيفة، فإن بعض الرجال ينتظرون حتى تحصل زوجاتهم على العيدية من أقاربهم قبل أن يستخدموا هذه الأموال لتقديم الهدية إلى قريباتهم الأخريات.

ومع تدهور الوضع الاقتصادي في غزة خلال السنوات الأخيرة، توقف الرجال غير القادرين على تحمل نفقات هذا التقليد عن زيارة الأقارب تماما في أيام العيد لتجنب الإحراج.

لكن رجال الدين بقطاع غزة يحثون الناس على عدم التخلي عن زيارة الأسرة وهو فرض ديني، بسبب العيدية التي تعتبر واجبا ثقافيا. ومع ذلك، لا تحظى هذه الرسالة بالاهتمام.

قال عبدالمعطي مطر، 31 عاما، "إذا لم يكن لديك عيدية، فمن الأفضل عدم الذهاب" لزيارة الأقارب؛ "لأنهم معتادون على التحية والمصافحة، حيث يكون المال في راحة اليد".

"لا تفعل ذلك مرة أخرى"

واحتفل الفلسطينيون المسلمون بعيد الفطر، الجمعة، كما هو الحال لدى أغلب الدول المسلمة، في حين أعلنت دول أخرى أن، السبت، سيكون أول أيام العيد.

واعتاد مطر أن يقدم 50 شيكلا لكل من زوجته ووالدته وأربع من أخواته وثماني عمات عندما كان يدير متجرا لبيع الملابس. لكن قبل 3 سنوات اضطر إلى إغلاق المحل.

ومنذ ذلك الحين، لا يملك مطر عمل ثابت، لكنه لا يزال متمسكا في هذه العادة، إذ تمنحه والدته، وهي معلمة، المال حتى يتمكن على الأقل من منح أخواته العيدية، فيما لم يعد يزور عماته لأنه غير قادر على منحهن العيدية.

ويأتي العيد بعد شهر تزيد فيه النفقات بالفعل لدى العوائل في قطاع غزة الذي  يعيشه فيه أكثر من مليوني نسمة، حيث يزداد فيه شراء المواد الغذائية لوجبة الإفطار علاوة على تزيين المنازل واقتناء الملابس الجديدة ليوم العيد.

في الأسابيع التي سبقت العيد، كانت مناطق التسوق في غزة مزدحمة وسط ضجيج المتسوقين والأبواق والموسيقى الدينية.

في العام الماضي، أعطى والد، هنادي الطواحين، عيدية لشقيقاتها الثلاث ووالدتها، لكنه لم يمنحها شيئا.

وقال لها إن السبب في ذلك يعود إلى أنها تملك عملا في صناعة الخبز بالمنزل وكانت تجني أموالا خاصة بها.

وقالت الطواحين، 34 سنة، الأسبوع الماضي وهي تصنع كعكات العيد في منزل تفوح منه رائحة السمن ودقيق السميد، "العيدية مهمة، حتى لو كنت أعمل".

وأضافت أن العيدية ليست مسألة مال، ولكنها مبدأ وجزء من تقليد طويل الأمد.

وقالت ضاحكة: "قلت له لا تفعل ذلك مرة أخرى".

أنطونيو غوتيريش
أنطونيو غوتيريش

في أول تعليق له على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل له، الأربعاء، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لاغتنام هذه الفرصة لإطلاق مسار سياسي موثوق به لمستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة برمتها.

وقال غوتيريش عن هذا الاتفاق الذي يتضمن ايضا تبادلا للرهائن والمعتقلين بين إسرائيل وحماس " أحث الأطراف وجميع الشركاء المعنيين على اغتنام هذه الفرصة لإنشاء مسار سياسي موثوق به لمستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة الأوسع"

وأضاف غوتيريش :" إن هذا الاتفاق يشكل خطوة أولى حاسمة، ولكن يتعين علينا حشد كل الجهود لتحقيق أهداف أوسع نطاقاً، بما في ذلك الحفاظ على وحدة الأرض الفلسطينية المحتلة وسلامتها."

كما شدد المسؤول الأممي على "ضرورة" أن يزيل الاتفاق العقبات أمام تسليم المساعدات الإنسانية للقطاع.

وقال غوتيريش "من الضروري أن يزيل وقف إطلاق النار هذا العقبات الأمنية والسياسية الكبيرة التي تحول دون إيصال المساعدات إلى كل أنحاء غزة بما يمكننا من زيادة الدعم الإنساني العاجل والمنقذ للحياة بشكل كبير".