17 صحفيا قضوا حتى الآن في قطاع غزة
19 صحفيا فلسطينيا قتلوا حتى الآن في تغطية الحرب في غزة

وثقت لجنة حماية الصحفيين، الأحد، مقتل 23 صحفيا على الأقل في الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل، إلى جانب التوتر على الحدود مع لبنان، حيث تقول إن الصراع ألحق خسائر فادحة بالصحفيين، منذ أن شنت حماس هجومها غير المسبوق ضد إسرائيل في 7 أكتوبر، وإعلان إسرائيل الحرب على الحركة، والتي بدأتها بغارات عنيفة على قطاع غزة المحاصر.

وعرضت صحيفة "واشنطن بوست" قصصا لبعض الصحفيين الفلسطينيين الذين سقطوا ضحايا، إلى جانب صحفي إسرائيلي، وآخر لبناني.

وأوضجت الصحيفة أن غالبية قتلى الصحفيين هم من الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين وصل عددهم إلى 19 شخصا، حيث يواجهون مشاكل انقطاع التيار الكهربائي والإنترنت في ظل الحصار الإسرائيلي، فضلا عن فقدان مكاتبهم ومنازلهم وأفراد أسرهم.

إلى جانب ذلك قُتل صحفي لبناني، وثلاثة إسرائيليين، بحسب اللجنة.

وذكرت اللجنة أن ثمانية صحفيين آخرين أصيبوا، بينما لا يزال ثلاثة في عداد المفقودين أو المحتجزين.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه لن يرد على طلب "واشنطن بوست" للتعليق على مقتل الصحفيين الفلسطينيين المذكورين ما لم يتم إعطاءه التوقيت الدقيق والإحداثيات الجغرافية لمواقع قتلهم.

محمد صبح وسعيد الطويل

كان المصور الصحفي، محمد صبح، في غرفة الأخبار في صحيفة الخبر الفلسطينية عندما علم الموظفون أن الضربات الإسرائيلية قد تستهدف مبنى شاهقا في غزة. وذهب إلى مكان الحادث مع زميله.

وقال، صالح النزلي، رئيس تحرير الخبر: "لقد اتخذوا جميع الاحتياطات اللازمة"، مضيفا أنهم كانوا يرتدون معدات صحفية واقية، بما في ذلك السترات الواقية من الرصاص والخوذات.

وأضاف النزلي في رسائل صوتية لصحيفة "واشنطن بوست"، أن صبح، 34 عاما، لجأ إلى الاحتماء في مبنى "على بعد مسافة كافية من المبنى الشاهق الذي كان معرضا لخطر الاستهداف"، مع صحفيين آخرين. لكن المبنى الذي بحثوا عنه كمساحة آمنة محتملة تعرض لضربة إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل صبح وزميله، هشام النواجحة.

الصحفيون في غزة يوثقون الحرب.

وكان صبح "صحفيا شغوفا يحب وظيفته"، و"يحب الحياة"، وكثيرا ما كان يذهب إلى الشاطئ في غزة مع زوجته وابنه رزق، البالغ من العمر 6 سنوات، بحسب الصحيفة.

كما أدت غارة 10 أكتوبر إلى مقتل الصحفي الفلسطيني، سعيد الطويل، بعد أن ظهر في مقطع فيديو على فيسبوك يتحدث عن إخلاء السكان للمنطقة في ذلك اليوم.

هشام النواجحة

كان هشام النواجحة ينشر بانتظام تحديثات على وسائل التواصل الاجتماعي من المستشفيات والشوارع المدمرة. ووثق الشاب الصحفي الفلسطيني، البالغ من العمر 27 عاما، والذي كان يكتب أيضا لصحيفة الخبر، ما رآه تحت القصف الإسرائيلي في غزة.

وبعد وقت قصير من الغارة على هذا المبنى الشاهق، نشرت زوجة النواجحة على فيسبوك، في 10 أكتوبر، أنه أصيب. وكتبت: "صلوا من أجله"، ووصفته فيما بعد بأنه "حبيبي وشريك حياتي"، ثم أعلنت وكالة أنباء الخبر وفاته.

وقال النزلي إن الزوجين لديهما توأمان صغيران، مضيفا: "سنفتقد زملائنا حقا. لقد كانوا مخلصين لعملهم، لكن الضربات الإسرائيلية قتلت أحلامهم وأحلام عائلاتهم".

وفي موكب الجناز، حمل صحفيون جثامين صبح والطويل والنواجعة الملفوفة في أكفان بيضاء وخوذات مكتوب عليها "صحافة" مثبتة في الأعلى، وسار المشيعون في الشوارع.

إبراهيم لافي ورشدي السراج

عُرف إبراهيم لافي على إنستغرام بتوثيقه لصور الطيور والخيول وحفلات الزفاف وغروب الشمس. وتظهر إحدى الصور اكتمال القمر فوق الماء. وفي صورة أخرى، يظهر قوس قزح في أنحاء مدينة غزة.

وكان لافي، البالغ من العمر 21 عاما، يعمل لدى شركة عين ميديا، وهي شركة مقرها غزة، واستخدم المنصة لالتقاط صورة للمصاعب في غزة، مثل المباني التي تحولت إلى أنقاض، والناس الذين يبكون موتاهم.

ونشرت صديقته، الصحفية الفلسطينية، يارا عيد، تحية له على وسائل التواصل الاجتماعي واصفة إياه بأنه "الصديق الأكثر دعما الذي حظيت به على الإطلاق، والذي شجعها على المثابرة خلال الأوقات الصعبة". وأضافت: "لقد قُتل وهو يرتدي سترته الصحفية وهو يفعل أكثر ما يحبه في الحياة".

وقال، رشدي السراج، مدير عين ميديا، في رسائل صوتية لـ"واشنطن بوست"، إنه بعد أنباء هجوم حماس، في السابع من أكتوبر، توجه لافي وزملاؤه إلى نقطة قرب معبر إيريز الحدودي بين غزة وإسرائيل.

وأضاف السراج إن لافي قُتل عندما بدأ الرد الإسرائيلي.

وتابع أن لافي كان طموح\ا وشغوفا بسرد القصص بالفيديو، وصور أفلام وثائقية لمنظمات من بينها أوكسفام واليونيسف.

وقال: "لقد كان موهوبا ومبدعا للغاية. وكان لديه حلم كبير في أن يصبح صحفيا ومخرجا دوليا يغطي الأحداث في جميع أنحاء العالم".

وذكرت عائلته وأصدقاؤه أن السراج، الذي تحدث إلى "واشنطن بوست" عن وفاة لافي، الأربعاء، قُتل هو نفسه عندما ضربت غارة إسرائيلية منزله خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وجاء في بيان صادر عن عائلة السراج، "ببالغ الحزن نعلن وفاة الصحفي رشدي يحيى السراج، الذي ولد في ليدز بالمملكة المتحدة". وأضاف أن "السراج قُتل في غارات جوية إسرائيلية استهدفت وقصفت منزله في غزة."

سلام ميما

قدمت صفحة سلام ميما على الفيسبوك، بحسب "واشنطن بوست"، نافذة على الأمومة والفخر. وأظهرت صورة نشرتها، في يوليو الماضي، أبناءها وهم يرتدون بدلات باللون البيج إلى جانب ابنتها الصغيرة التي كانت ترتدي فستانا أبيض وزهور في شعرها. وكتبت: "إنهم جزء من روحي".

وميما البالغة من العمر، 32 عاماً، كانت صحفية مستقلة وعضوة في لجنة الصحفيات في غزة. وقالت صديقتها، نسرين رزين، للصحيفة إنها كانت "ملاكا وأما محبة وزميلة داعمة".

وأدت غارة جوية إسرائيلية على منزل ميما في مخيم جباليا للاجئين إلى مقتلها هي وأفراد من عائلتها، وفقا لرزين والتحالف من أجل المرأة في الصحافة.

وقالت رزين إن ميما كانت على قيد الحياة، محاصرة تحت الأنقاض، لكن لم يكن من الممكن الوصول إليها في الوقت المناسب.

وبعد حوالي ثلاثة أيام، في 13 أكتوبر، تم انتشال جثة ميما مع ابنها هادي البالغ من العمر 7 سنوات، حسبما قالت صديقتها.

وأضافت أن زوج ميما وصهرها قُتلا أيضا. وقال التحالف من أجل المرأة في الصحافة إنه تم إنقاذ ابنها علي البالغ من العمر 5 سنوات من تحت الحطام، لكن ابنتها شام البالغة من العمر 3 سنوات لا تزال مفقودة.

وقالت رزين: "ميما لم تكن شخصية عسكرية حتى يتم قتلها بهذا للشكل.. عقلي لم يعد قادرا على الفهم".

عصام عبدالله

التقت الصحفية، آيات بسمة، بصحفي "رويترز"، عصام عبدالله، قبل حوالي 15 عاما. وعمل الاثنان معا في وكالة "رويترز"، حيث غطى عبدالله بعضا من أهم الأحداث في العالم، بما في ذلك الصراعات في سوريا وأوكرانيا والزلازل في جنوب تركيا.

وقالت بسمة، وهي منتجة كبيرة سابقة في "رويترز"، لصحيفة "واشنطن بوست": "كنا عائلة"، مضيفة أن عبدالله كان دائما على استعداد للتوثيق بكاميرته أينما أخذته الصحافة.

وتابعت أنه كان صحفي فيديو "شجاعا" و"متعدد المواهب"، ولم يكن يرغب في الجلوس على مكتب. كان يقول لها: "إذا كنت بحاجة إلي، سأكون في الشارع على دراجتي النارية".

محتجون يرفعون أمام مقر الأمم المتحدة في بيروت لافتات وصور الصحفي عصام عبد الله الذي قُتل في 13 أكتوبر جراء قصف على قرية حدودية مع إسرائيل أثناء تغطيته للقصف عبر الحدود. وقال السلطات اللبنانية إن إسرائيل كانت وراء مقتله.

وفي 13 أكتوبر، قُتل عبد الله وأصيب ستة صحفيين آخرين في جنوب لبنان بالقرب من الحدود الإسرائيلية عندما ضرب قصف إسرائيلي المنطقة التي كانوا يغطون أخبارها، وفقًا لما ذكره زملاء وشاهد.

ووفقا للصحيفة، وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقق في الأمر، وإنه "آسف للغاية" لمقتل عبدالله، لكنه لم يعلن مسؤوليته عن الهجوم.

وكان عبدالله معروفا بين زملائه بتغطية الأخبار بعناية وتعاطف وإنسانية حتى خلال تغطيته في البيئات الصعبة. وأثارت وفاته ضجة في موطنه لبنان، حيث طالب زملاؤه بمحاسبة المسؤولين عن مقتله.

وكتب عبدالله العام الماضي: "لقد تعلمت من خلال كل السنوات التي قضيتها في تغطية الصراعات والحروب مع رويترز في جميع أنحاء المنطقة أن الصورة ليست فقط الخطوط الأمامية والدخان، لكن القصص الإنسانية التي لا توصف والتي تمسنا جميعا في الداخل".

يانيف زوهر

كان مصور الفيديو الإسرائيلي، يانيف زوهر، لا يزال في بيته صباح هجوم حماس في السابع من أكتوبر، حين اقتحم المسلحون منزله في كيبوتس ناحال عوز، بالقرب من الحدود مع غزة، ما أسفر عن مقتل زوهر وزوجته وابنتيهما. وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن نجل زوهر تم إنقاذه لأنه خرج للركض في ذلك الوقت.

الصحفي يانيف زوهر الذي قتل في هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر

وقبل مقتله ومع انطلاق صفارات الإنذار للتحذير من الصواريخ القادمة صباح هجوم السابع من أكتوبر، تلقى زوهر، رسالة نصية من رئيسه في صحيفة "إسرائيل هيوم"، عامي شومان، مفادها "صباح الخير.. أستعد".

وقبل وفاته، أرسل زوهر رسالة إلى شومان ليخبره أنه كان مختبئا في ملجأ منزله، وأبلغ عن أصوات إطلاق نار في الخارج. وكانت هذه آخر مرة سمع فيها شومان من زميله.

التبرعات الوهمية مولت أنشطة حماس
التبرعات الوهمية مولت أنشطة حماس

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، فرض عقوبات جديدة على كيانات وأفراد داعمين لحركة حماس في قطاع غزة، قالت إن العديد منهم عملوا تحت غطاء جمعيات خيرية وهمية، مكنت الحركة من جمع 10 ملايين دولار شهريا منذ بداية العام الحالي.

وتزامن الإعلان عن العقوبات مع الذكرى الأولى لهجوم حماس الدموي على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، حيث قتل مسلحو التنظيم 1200 شخص، غالبيتهم من المدنيين، واختطفوا نحو 250 شخصا.

ووضع مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية ثلاثة أفراد ومؤسسة خيرية وهمية تعتبر من أبرز الداعمين الماليين الدوليين لحماس، بالإضافة إلى مؤسسة مالية تسيطر عليها حماس في غزة على لائحة العقوبات.

واستهدفت واشنطن أيضا مؤيدا قديما لحماس، وهو مواطن يمني يعيش في تركيا، وتسعا من شركاته التي تعمل في مناطق مختلفة حول العالم.

وهذه المرة الثامنة التي يتم فيها استهداف شبكات الدعم المالي لحماس منذ هجوم السابع من أكتوبر، وفق بيان لوزارة الخزانة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان آخر إن العقوبات "تشمل شخصيات تسعى للتلاعب بمعاناة المدنيين الفلسطينيين".

وجاء في البيان، الذي نشره المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر: "اليوم يصادف مرور عام على الهجوم الوحشي الذي شنته حماس على إسرائيل. تواصل الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات لتقليص قدرة حماس على جمع الأموال داخليا وخارجيا".

وقال ميلر إن "هؤلاء الأفراد والكيانات من بين أبرز الداعمين لحماس ويسعون إلى التلاعب بمعاناة المدنيين الفلسطينيين الأبرياء لتحقيق أهدافهم الخبيثة. وهم يلعبون أدوارا أساسية في توفير الأموال لأنشطة حماس الإرهابية، تحت ستار العمل الخيري".

وأضاف بيان الوزارة أن هذا التحرك "يفضح هذه الجمعيات الخيرية الوهمية، التي تدعي تقديم المساعدات الإنسانية ولكنها بدلا من ذلك تحول الأموال إلى حماس".

وجاء في بيان وزارة الخزانة أن الإجراء الأخير يسلط الضوء على "إساءة استخدام قطاع المنظمات غير الربحية من قبل ممولي الإرهاب لتوليد الإيرادات".

وقالت وزيرة الخزانة، جانيت يلين: "مع مرور عام منذ الهجوم الإرهابي الوحشي الذي شنته حماس، ستواصل وزارة الخزانة بلا هوادة العمل على الحد من قدرة حماس وغيرها من حلفاء إيران المزعزعين للاستقرار على تمويل عملياتهم وتنفيذ أعمال عنف أخرى".

وقالت الوزارة إنه اعتبارا من أوائل عام 2024، ربما تلقت حماس ما يصل إلى 10 ملايين دولار شهريا من خلال التبرعات.

وتعتبر أوروبا مصدرا رئيسيا لجمع التبرعات للحركة، وهو ما يفسر حفاظ الحركة على وجود تمثيل لها في جميع أنحاء القارة، منذ فترة طويلة، من أجل جمع الأموال، من خلال الجمعيات الخيرية الوهمية.

"الأحمر"

وجاء في قائمة العقوبات حامد عبد الله حسين الأحمر، وهو مواطن يمني يعيش في تركيا، وأحد أبرز الممولين الدوليين لحماس.

والأحمر داعم رئيسي لمحفظة الاستثمار السرية لحماس، التي أدارت أصولا تزيد قيمتها عن 500 مليون دولار، "ما مكن قادة حماس من العيش في رفاهية خارج الأراضي الفلسطينية على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الحقيقية لشعب غزة".

ووضعت الوزارة 9 كيانات يحظر التعامل معها كونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة الأحمر بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذه الشركات تقع في التشيك ولبنان وتركيا.

جامعو التبرعات لحماس في أوروبا

وشملت العقوبات محمد حنون، وهو عضو في حماس مقيم في إيطاليا، أسس "جمعية التضامن مع الشعب الفلسطيني" Associazione Benefica di Solidarità con il Popolo Palestinese (ABSPP)، وهي جمعية خيرية وهمية في إيطاليا تجمع الأموال ظاهريا لأغراض إنسانية، لكنها في الواقع تساعد في تمويل الجناح العسكري لحماس. 

وتشير الوزارة إلى أنه أرسل ما لا يقل عن 4 ملايين دولار إلى حماس على مدى 10 سنوات.

وشملت العقوبات ماجد الزير، وهو أقدم ممثل لحماس في ألمانيا، وأحد كبار أعضاء حماس في أوروبا، وقد ظهر علنا مع كبار قادة حماس. وتقول وزارة الخزانة إنه لعب دورا محوريا في جمع التبرعات للجماعة في أوروبا.

وورد اسم عادل دوغمان، المسؤول عن نشاط حماس في النمسا، أحد أبرز ممثلي حماس في أوروبا، ولديه علاقات وثيقة بكبار قادة حماس، وشغل مناصب عليا في مؤسسات تابعة للحركة تنقل الأموال إلى المنظمة.

ويشارك دوغمان في المؤتمرات والوفود نيابة عن حماس، ويعمل مع مؤسسات أخرى تابعة للحركة.

مصرف تحت سيطرة حماس

وتقول وزارة الخزانة إن حماس تستخدم البنوك غير المرخصة، مثل بنك الإنتاج، لتوفير التمويل والالتفاف على العقوبات الدولية، من خلال العمل خارج النظام المالي الدولي.

وبنك الإنتاج، الذي تأسس عام 2013، بنك غير مرخص تديره حماس في غزة، ويقدم خدمات مالية للحركة، على الرغم من عدم ارتباطه بالبنوك الدولية.