قال الجيش الإسرائيلي إن حركة حماس فقدت السيطرة في شمالي قطاع غزة، الأربعاء، في وقت أعلن عن نزوح نحو 50 ألف مدني من شمال القطاع إلى جنوبه.
وتأتي هذه التطورات مع ازدياد حدة المعارك البرية، خلال الأيام الماضية، بعد دخول الحرب شهرها الثاني، في أعقاب هجوم حماس داخل إسرائيل، في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1400 شخص واختطاف أكثر من 240 شخصا.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائلي، دانيال هاغاري، الأربعاء، أن حركة حماس فقدت السيطرة على شمال غزة مع تحرك الآلاف من السكان صوب الجنوب، وفق رويترز.
وقال المتحدث: "رأينا 50 ألفا من سكان غزة متجهين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه"، مضيفا: "يغادرون لأنهم يدركون أن حماس فقدت السيطرة في الشمال وأن الجنوب أكثر أمنا وفيه منطقة آمنة تتوافر فيها الأدوية والمياه والأغذية".
وتابع: "فقدت حماس السيطرة وتواصل فقدانها للسيطرة على الشمال".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (مكان) بأن "منسق الأعمال في المناطق" أعلن أن حوالي 50 ألفا من سكان شمال القطاع نزحوا جنوبا الأربعاء.
وقال شهود لرويترز إن آلاف الفلسطينيين الفارين من الشمال شقوا طريقهم في موكب طويل أمام المباني المدمرة التي خلفها القصف بحثا عن ملاذ آمن.
وتتكدس أعداد هائلة من النازحين في المدارس والمستشفيات وغيرها من المواقع في جنوب القطاع، بينما لايزال آلاف آخرون داخل المنطقة الشمالية المحاصرة، بما في ذلك مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وقالت وزارة الداخلية في غزة إن 19 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منزل بالقرب من مستشفى في مخيم جباليا للاجئين بشمال القطاع، الأربعاء
ولم يصدر تعليق إسرائيلي فوري أو تفاصيل من مكان الهجوم الذي، إذا تأكد، سيكون الثالث على أكبر مخيم للاجئين في غزة خلال أسبوع.
"لا وقف لإطلاق النار"
وأكد المتحدث باسم الجيش في تصريحاته الجديدة أنه لن يكون ثمة وقف لإطلاق النار، لكن إسرائيل ستسمح بهدن إنسانية في أوقات محددة للسماح للمدنيين بالتحرك جنوبا.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مجددا، الأربعاء، أي وقف لإطلاق النار من دون إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وذلك على خلفية معلومات عن وساطة قطرية من أجل هدنة إنسانية، وفق فرانس برس.
وقال نتانياهو، خلال لقائه ممثلين للمستوطنين في الضفة الغربية، بحسب بيان لمكتبه: "أريد أن أنفي أي نوع من الشائعات التي تصلنا من كل الجهات، لأكرر بوضوح أمرا واحدا: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن رهائننا. وكل ما عدا ذلك لا طائل منه".
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن وكيلة الوزارة عزرا زيا، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط للقضايا الإنسانية، ديفيد ساترفيلد، سيجتمعان مع مسؤولين مصريين ومسؤولين من الأمم المتحدة في القاهرة لبحث تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال البيت الأبيض إن أكثر من 80 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية، وإن ما بين 500 و600 أميركي لم يخرجوا بعد من القطاع الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين: "نعلم أننا أخرجنا 400 أو نحو ذلك حتى الآن، ويترك ذلك عددا يساوي نحو 500 أو 600 باقين حينما نعدّ أفراد الأسر الموجودين هناك".
وكان نتانياهو قد قال في مقابلة أجرتها معه قناة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، مساء الاثنين، إن إسرائيل ستسعى إلى تولي المسؤولية الأمنية في غزة "لفترة غير محددة" بعد الحرب، لكن مسؤولين قالوا إن إسرائيل غير مهتمة بحكم القطاع.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مؤخرا، إن غزة لن يحكمها لا إسرائيل ولا حماس بعد الحرب.