رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني
رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي مشترك مع منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأحد، إن بلاده "أكثر ثقة الآن في إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن المختطفين في غزة".

وتابع: "صفقة التبادل مرت بمطبات، لكننا أكثر ثقة بأننا اقتربنا من اتفاق، والتحديات ضمن المفاوضات بسيطة وهي لوجستية وعملية، ويمكننا تذليلها".

وأضاف الشيخ محمد بن عبد الرحمن الذي يشغل أيضا منصب وزير خارجية بلاده: "هناك ازدواجية معايير لدى كثير من الدول حيال ما يحدث للأشقاء في غزة، ويجب أن تكون للمجتمع الدولي وقفة مع انتهاكات إسرائيل للقوانين الدولية".

من جانبه، دعا منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى "تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن الهدنة الإنسانية في غزة"، معربا عن تقدير كتلته "للجهود القطرية" للمساعدة في تحرير الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس، المصنفة إرهابية، قبل نقلهم إلى قطاع غزة.

ودعا بوريل إلى "بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين في قطاع غزة" الذي تفرض إسرائيل عليه حصارا مطبقا.

تحتجز حماس 239 رهينة بين إسرائيليين وأجانب، وفق السلطات الإسرائيلية، منذ السابع من أكتوبر حين شنّت هجومًا مباغتًا على جنوب إسرائيل أوقع 1200 قتيل، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.

في المقابل، ترد إسرائيل منذ ذلك التاريخ بقصف متواصل وتوغل بري، أسفر عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد ذكرت في وقت سابق الأحد، أن إسرائيل والولايات المتحدة وحماس "توصلوا إلى اتفاق من شأنه أن يسمح بالإفراج عن عشرات النساء والأطفال المحتجزين كرهائن في غزة، مقابل هدنة لمدة خمسة أيام".

وقالت الصحيفة إن "الإفراج، الذي يمكن أن يبدأ في غضون الأيام القليلة المقبلة في حال تجاوز عقبات في اللحظات الأخيرة، يمكن أن يؤدي إلى أول توقف مستمر في الصراع بغزة"، وفقا لأشخاص مطلعين على تفاصيله.

وبموجب شروط اتفاق مفصل من ست صفحات، ستجمد جميع أطراف النزاع العمليات القتالية لمدة خمسة أيام على الأقل، بينما يتم الإفراج عن 50 رهينة أو أكثر ممن يعتقد أنهم من 239 رهينة على دفعات كل 24 ساعة. على أن تضمن المراقبة الجوية الحركة على الأرض للإشراف على الهدنة، وفق الصحيفة.

وتهدف الهدنة أيضا إلى السماح بزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، لدخول القطاع المحاصر من مصر.

حوالي 240 شخصا اختطفوا في 7 أكتوبر خلال هجوم حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية
مسيرة أهالي رهائن حماس في تل أبيب.. مطالبات بوقف الحرب وإبرام صفقة
وصلت مسيرة عائلات الأسرى الإسرائيليين ومعها الآلاف من المتضامنين والمؤيدين، اليوم السبت إلى تل أبيب، بعد 5 أيام من انطلاقها من المكان نفسه، حيث جابت مناطق ومدن عدة في إسرائيل، بدعوة من منتدى أهالي الرهائن والمفقودين، على غرار كل أسبوع في ساحة تل أبيب التي أصبحت نقطة التقاء للتعريف بقضيتهم.

من جانبها، نفت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، أدريان واتسون، ما ورد في تقرير "واشنطن بوست".

وقالت: "لا صفقة بعد لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، لكننا نواصل العمل بجد من أجل ذلك"، وفق ما نقله مراسل "الحرة".

People recite a prayer over the bodies of members of the Palestinian Akasha family, killed in an Israeli strike on the Sheikh…
عشرات آلاف القتلى سقطوا في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة ردا على هجوم حماس

أعلنت الولايات المتّحدة رفضها التقرير الذي أصدرته منظمة العفو الدولية، الخميس، واتّهمت فيه إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، معتبرة أنّ هذا الاتهام "لا أساس له".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، للصحافيين "نحن لا نتّفق مع استنتاجات كتلك التي خلص إليها هذا التقرير. قلنا من قبل وما زلنا نقول إنّ مزاعم الإبادة الجماعية لا أساس لها من الصحة".

من جهة أخرى، رفض فرع منظمة العفو الدولية في إسرائيل في بيان، الخميس، الاتهامات التي وردت في تقرير أصدرته المنظمة الأم لإسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، لكنه دعا للتحقيق في"جرائم خطيرة".

وجاء في البيان "في حين أن فرع إسرائيل لمنظمة العفو الدولية لا يقبل الاتهامات بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية، إلا أننا نشعر بالقلق، استنادا إلى المعلومات المتاحة لنا، من ارتكاب جرائم خطيرة في غزة يجب التحقيق فيها".

وأصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا، انتقدت فيه التقرير وأشارت إلى أن "الهجوم الوحشي التي وقع في 7 أكتوبر 2023 ارتكبته حركة حماس ضد مواطنين إسرائيليين"، مضيفة أن الإسرائيليين "يتعرضون منذ ذلك الحين لهجمات يومية من 7 جبهات مختلفة".

وأكدت الوزارة أن إسرائيل "تدافع عن نفسها ضد هذه الهجمات" وتقوم بذلك "وفقاً للقانون الدولي". وتصنف حركة حماس منظمة إرهابية من طرف الولايات المتحدة.

أدلة وافية

وذكرت "أمنستي"، في تقريرها أنها وجدت "أدلة وافية تثبت أن إسرائيل قد ارتكبت، ولا تزال، جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة". كما طالبت بمحاسبة حركة حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة عن "الجرائم التي ارتكبتها" في 7 أكتوبر 2023.

وعقد ممثلو المنظمة مؤتمرا صحفيا في مدينة لاهاي الهولندية، الأربعاء، كشفوا فيه نتائج تحقيق أجراه باحثون المنظمة، حمل عنوان " لا تشعر أنك إنسان في غزة: الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع".

وتوثق المنظمة بالشواهد ما وصفته "بفتح إسرائيل أبواب الجحيم والدمار على الفلسطينيين في قطاع غزة، بصورة سافرة ومستمرة، مع الإفلات التام من العقاب، أثناء هجومها العسكري على القطاع في أعقاب الهجمات المميتة التي قادتها حماس في جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023".

وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنياس كالامار: "يثبت تقرير منظمة العفو الدولية بوضوح أن إسرائيل ارتكبت أفعالا تحظرها اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بقصد خاص ومحدد، هو تدمير الفلسطينيين في قطاع غزة".

ومن شأن هذا التقرير أن يزيد الضغط الدولي على الحكومة الإسرائيلية لوقف عمليتها العسكرية المستمرة في قطاع غزة منذ نحو 14 شهرا، لا سيما في أعقاب إصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

على الجانب الآخر، طالبت المنظمة بالإفراج عن جميع الرهائن المدنيين دون شروط، و"محاسبة حركة حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة عن الجرائم التي ارتكبتها في 7 أكتوبر 2023".

وتحث منظمة العفو الدولية مجلس الأمن الدولي أيضا على "فرض عقوبات موجهة على المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولي حماس، الأكثر ضلوعا في الجرائم التي يشملها القانون الدولي".