منازل مدمرة بمخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة في 1 نوفمبر 2023
منازل مدمرة بمخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة في 1 نوفمبر 2023

كشف الجيش الإسرائيلي في بيان، الثلاثاء، أن قواته استكملت الليلة الماضية "تطويق" مخيم جباليا بشمال قطاع غزة، والقضاء على من وصفهم بـ"مخربين وتدمير بنى تحتية"، فيما أعلن الجانب الفلسطيني عن سقوط عشرات القتلى، بينهم أطفال ونساء، في قصف طال أنحاء مختلفة بالقطاع.

وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي، أن  قوات مدفعية وطائرات سلاح الجو، "عملت على تهيئة الميدان تمهيدا للقتال في منطقة جباليا".

وأشار البيان إلى أن  "القوات هاجمت أهدافا إرهابية بمساعدة الطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة من دون طيار، من بينها فتحات تحت أرضية في ضواحي جباليا تواجد فيها مسلحون".

وتابع المصدر ذاته أن "قوات أخرى خاضت معارك في مواجهة مخربين في ضواحي جباليا، من خلال دبابات، وبمساعدة نيران الطائرات المسيرة من دون طيار". بالإضافة إلى "عثور المقاتلون على منصات إطلاق القذائف الصاروخية في المنطقة ودمروها".

وأوضح المصدر ذاته أن "قوات برية عملت بالتعاون مع قوات خاصة شمالي جباليا من أجل فتح الطريق أمام قوات الفرقة وتحييد أهداف الإرهاب في المنطقة"، موردا أنهم "قضوا خلال النشاط على مخربين بإسناد جوي، وضبطوا وسائل قتالية تابعة للعدو في عدة أماكن، بما في ذلك في منازل سكنية وغرف أطفال، ودمروا فتحات أنفاق".

من جهتها، قالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن عشرات المواطنين قتلوا وأصيبوا بينهم أطفال ونساء، صباح الثلاثاء، في غارات شنتها طائرات إسرائيلية، على عدة مناطق في قطاع غزة.

وأفاد مراسلو "وفا"، بأن "طائرات الاحتلال الحربية استهدفت مدرسة تأوي نازحين في مدرسة حفصة بمنطقة الفالوجا غرب جباليا شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد واصابة العديد من النازحين بينهم اطفال ونساء".

وأشار المصدر ذاته إلى مقتل "العديد من المواطنين إثر قصف طال 9 منازل على الأقل في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة".

وتسبب قصف إسرائيلي استهدف أبراج الاتصالات في مدينة غزة وشمال القطاع، في انقطاع الاتصالات كليا عن هذه المناطق، وفقا للمصدر ذاته.

ونقلت الوكالة خبر مقتل 17 فلسطينيا وإصابة آخرين، بينهم أطفال ونساء، بعد منتصف الليل، جراء قصف منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، واختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 13 ألفا و300 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة ما يزيد على 30 ألف شخص، بحسب آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الاثنين.

جنود إسرائيليون يمرون أمام مبان مدمرة في قطاع غزة
جنود إسرائيليون يمرون أمام مبان مدمرة في قطاع غزة

قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض، جون كيربي، إن إسرائيل وافقت على استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح تلبية لطلب أميركي، محملا حماس مسؤولية عدم تمديد الهدنة.

وأوضح كيربي أن إسرائيل بصدد تفتيش الشاحنات قبل دخولها المعبر وأنها قررت السماح بدخول عشرات الشاحنات على الأرجح في هذه المرحلة، مؤكدا أن واشنطن تواصل  "العمل مع قطر و مصر من أجل استعادة الهدنة الإنسانية".

وأوضح كيربي أنه "من المنطقي الاعتقاد أن حماس لا تزال تحتجز أطفالا ونساء رهائن، مشيرا إلى أنه "لا معلومات لدينا بشأن الرهينة الأميركية الثانية التي كان من المفترض الإفراج عنها في  إطار الصفقة الأولى".

وقال المسؤول الأميركي إن حماس عليها أن تسلم قائمة جديدة للرهائن لكي تستأنف الهدنة الإنسانية "إذا كانت تهتم بشؤون الفلسطينيين".

وأكد كيربي موقف البيت الأبيض بعدم تأييد تقليص المساحة الجغرافية لغزة، مجددا أن غزة يجب أن تظل أرضا فلسطينية ولا يمكن تقليص مساحتها.

وعدل كيربي في مؤتمر صحفي العدد الذي أعلنه في وقت سابق عن المحتجزين الأميركيين الذين أطلقت حماس سراحهم حتى الآن من ستة إلى أربعة.

ويتعرض قطاع غزة، الجمعة، لقصف إسرائيلي عنيف حصد في يوم واحد عشرات القتلى بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعا بين حركة حماس وإسرائيل التي توعدت مجددا بالقضاء على الحركة.

وتتواصل الدعوات الدولية لاستئناف الهدنة، محذرة من تداعيات استئناف القتال على المدنيين في قطاع غزة حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية.

وأطلقت الحركة من جهتها صواريخ في اتجاه إسرائيل، وأطلقت صفارات الإنذار في مناطق عدة محيطة بقطاع غزة.