منزل دمر بعد غارة إسرائيلية على خان يونس بجنوب قطاع غزة في 1 ديسمبر 2023
منزل دمر بعد غارة إسرائيلية على خان يونس بجنوب قطاع غزة في 1 ديسمبر 2023

تحت وطأة القصف الجوي الإسرائيلي، قال بعض من لاذوا بجنوب قطاع غزة بعد الفرار من منازلهم في وقت سابق من الحرب، إنهم لا يعرفون الآن مكانا آمنا ليذهبوا إليه.

وصارت خان يونس محورا للقصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي بعد استئناف القتال، الجمعة، في أعقاب انهيار هدنة استمرت أسبوعا.

وشهدت المدينة قفزة في عدد قاطنيها خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن فر إلى الجنوب مئات الآلاف من سكان شمال القطاع الفلسطيني.

يمكث بعض النازحين في خيام والبعض الآخر في مدارس. وينام بعضهم على الدرج أو أمام عدد قليل من المستشفيات التي لا تزال في الخدمة بالمدينة.

وقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن أحد المستشفيات "مثل فيلم رعب" في ظل انتظار مئات الأطفال والكبار تلقي العلاج.

وتهكم أبو وائل نصر الله (80 عاما) على أحدث أوامر الجيش الإسرائيلي بالتوجه جنوبا إلى رفح المتاخمة لمصر. وأُصيب أطفال جراء هجمات إسرائيلية على رفح، الجمعة.

وأُرسلت أوامر التوجه جنوبا في منشورات أُلقيت من السماء فوق عدة أحياء في خان يونس.

وقال نصر الله لرويترز "وهذا كلام بردو فاضي".

وكان قد استجاب لأوامر الإخلاء الإسرائيلية وتحرك من شمال القطاع في وقت سابق من الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر حينما شنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) هجوما على إسرائيل أدى لمقتل 1200 غالبيتهم من المدنيين.

وذكرت وزارة الصحة في غزة، السبت، أن نحو 193 فلسطينيا قُتلوا منذ انتهاء الهدنة، ليرتفع بذلك عدد القتلى الذي أعلنته السلطات الصحية الفلسطينية وتجاوز 15 ألفا من سكان غزة.

وتقول إسرائيل إنها تبذل جهودا لتجنب إسقاط قتلى وجرحى من المدنيين في ظل امتداد القتال إلى الجنوب.

وقال مارك ريجيف، أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للصحفيين في تل أبيب، إنه تم إخطار منظمات الإغاثة بما قال إنه "مناطق أكثر أمنا".

وأضاف ريجيف "لم نطلب من سكان الجنوب كلهم التحرك، بل لم نطلب من سكان خان يونس كلهم التحرك. لكن في هذه الأحياء، هذه المناطق المحددة حيث نعلم أن سيكون ثمة قتال عنيف، طلبنا من الأفراد التحرك".

ليلة رعب

قال نصر الله إنه وأسرته سيبقون في مكانهم لأنهم خسروا كل شيء بالفعل.
وأضاف "ما فيش حاجة نخاف عليها. بيوتنا راحت وأملاكنا راحت وأموالنا راحت والولاد الي استشهدوا راحوا والي ماتوا راحوا والمكسحين الي في المستشفيات. علاش بدنا نبكي؟".

وذكرت أم لأربعة أبناء قالت إن اسمها سميرة أنها فرت إلى الجنوب مع أبنائها من مدينة غزة بعد أن بدأت إسرائيل القصف هناك الشهر الماضي. ويلوذون الآن بأصدقاء يسكنون منزلا واقعا إلى الغرب من خان يونس.

وذكرت أن ليلة أمس الجمعة كانت واحدة من أكثر الليالي المروعة منذ وصولها، واصفة إياها بأنها "كانت ليلة رعب".

وقالت إنها وسكانا آخرين يخشون من أن يكون القصف المكثف على خان يونس ومدينة دير البلح القريبة تمهيدا لاجتياح بري وشيك للجنوب.

وذكر رجل آخر قال إن اسمه يامن أنه وزوجته وأبناءهم الستة فروا من الشمال قبل أسابيع وينامون في إحدى المدارس.

وتابع "وين نروح بعد دير البلح؟ بعد خان يونس؟". وأضاف "ما بعرف وين أروح بعيلتي".

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يصل إلى 1.8 مليون نسمة في قطاع غزة، أو نحو 80 بالمئة من عدد سكان القطاع، أُجبروا على النزوح خلال حملة القصف الإسرائيلي المدمرة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس ردا على هجومها في السابع من أكتوبر .

 

قتلت عائشة برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية
قتلت عائشة برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

وصل جثمان الناشطة الأميركية-التركية، عائشة نور إزغي إيغي، التي قتلت خلال تظاهرة في الضفة الغربية المحتلة، الجمعة، إلى تركيا حيث ستقام جنازتها، السبت، في ديدم، مسقط رأس عائلتها بجنوب غرب البلاد.

وكان في استقبال جثمان الناشطة الشابة في مطار إسطنبول، محافظ المدينة الذي ترأس مراسم مقتضبة مع ممثلين عن الحزب الحاكم، حسب ما أورد مكتبه عبر منصة "إكس".

وسيُنقل جثمانها إلى إزمير غربي تركيا، التي تعتبر ثالث أكبر مدن البلاد.

وأكد والدها، محمد سوات إيغي (60 عاما)، الذي أتى من الولايات المتحدة حيث يقيم، الخميس، أنها ستوارى الثرى، السبت، في ديدم على ساحل بحر إيجه، على بعد 160 كيلومترا جنوب إزمير.

وقال الوالد: "كانت عائشة شخصا مميزا جدا. كانت متعاطفة مع حقوق الإنسان وقريبة من الطبيعة، من كل شيء".

ورحب بقرار السلطات التركية بدء تحقيق حول "هذا الاغتيال التعسفي"، والذي أعلنه وزير العدل يلماز تونج.

وأضاف: "تم إبلاغي بأن دولتنا ستتابع هذا الاغتيال التعسفي من خلال فتح تحقيق. أتوقع الشيء نفسه من الحكومة الأميركية، لأن عائشة نور كانت تبلغ 10 أشهر عندما وصلت إلى الولايات المتحدة".

والد عائشة خلال استقبال الجثمان في تركيا

إضافة إلى والدي الشابة البالغة 26 عاما، وصل شريك حياتها إلى ديدم حيث لا يزال يقيم جدها وأحد أعمامها على الأقل.

ومنعت الشرطة، الخميس، في إجراء احترازي، حركة المرور في الشارع الذي يقع فيه منزل العائلة، ونُصبت فيه خيمة عزاء، حسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وفي المقبرة تم حفر القبر حيث سيوارى جثمانها السبت.

وتوقع  أحد أقارب الشابة، علي تيكيم، حضور أعداد كبيرة مراسم جنازتها، من بينهم رجال دين وممثلين عن هيئة الإغاثة الإنسانية، المنظمة غير الحكومية الإسلامية الرئيسية في البلاد. 

ودعت الهيئة، الجمعة، إلى تجمع في حي الفاتح المحافظ بإسطنبول بعد صلاة الجمعة.

عائلة الأميركية التركية عائشة تقبل التعازي في وفاة ابنتهم خلال مظاهرة بالضفة الغربية

ونددت تركيا بقوة بمقتل الناشطة برصاص إسرائيلي خلال تظاهرة، في بلدة بيتا قرب نابلس في الضفة لغربية المحتلة.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده ستبذل كل الجهود "حتى لا تبقى وفاة عائشة نور إزغي من دون عقاب". وفتحت النيابة العامة في أنقرة تحقيقا حول مقتلها.

وقال وزير العدل: "سنواصل الدفاع عن حقوق عائشة نور. لا يمكن أن نلزم الصمت"، لافتا إلى أن تركيا تدرس "إمكانية إصدار مذكرات توقيف دولية بالاستناد إلى نتائج التحقيق".

ودعا الوزير مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفاً، إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ووضع تقرير بهذا الشأن.

وتابع: "سنواصل بعد ذلك عملنا لرفع تقرير (المدعي العام في أنقرة) إلى مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لتضمينه في الشكوى المرفوعة ضد إسرائيل"، في إشارة إلى الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، التي تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية في غزة. 

كما قال إنه سيتم رفع التقرير ليكون ضمن "التحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية".

واعتبر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه "من المرجح جدا" أن تكون طلقات صادرة من عناصره قتلت الشابة "بشكل غير مباشر وغير مقصود".

وعبر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء عن "حزنه الشديد" على مقتل عائشة نور وطلب من إسرائيل "بذل المزيد" لتجنب تكرار مأساة كهذه.