أثارت لقطات لعشرات الرجال المجردين من ملابسهم بين أيدي الجيش الإسرائيلي في غزة تضاربا بين مصادر إسرائيلية قالت إن السلطات ستحقق إن كان بعضهم من مسلحي حماس، وبين أصوات حقوقية قالت إنهم مدنيون اعتقلوا من مراكز لإيواء النازحين.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "جيش الدفاع اعتقل العشرات من الرجال في قطاع غزة وحولهم للجهات المختصة للتحقيق" مشيرة إلى أن الهدف من التحقيق هو معرفة ما إذا كان بعضهم ينتمون لحركة حماس.
في المقابل، قال موقع المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان معلقا على نفس اللقطات، إن إسرائيل اعتقلت "عشرات المدنيين الفلسطينيين بعد التنكيل الشديد بهم وتعريتهم كليا من ملابسهم على إثر حصارهم منذ أيام داخل مركزين للإيواء في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة".
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية اللقطات ولم يتسن لموقع الحرة التأكد من صدقيتها.
وقال المرصد إنه تلقى "إفادات بشن القوات الإسرائيلية حملات اعتقال عشوائية وتعسفية بحق النازحين وبينهم أطباء وأكاديميون وصحفيون ومسنون، من داخل مدرستي (خليفة بن زايد) و (حلب الجديدة) وكلاهما تابعتان لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)".
ونقل المرصد عن شقيقة الصحفي، ضياء الكحلوت، قولها، إن "القوات الإسرائيلية أجبرته على ترك طفلته المعاقة البالغة سبعة أعوام، واعتقلته تحت تهديد السلاح، وجردته كحال جميع المعتقلين من الملابس."
وفي وقت لاحق، مساء الخميس، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن العديد من مسلحي حماس استسلموا للجنود الإسرائيليين في غزة، وفق ما نقلت عنه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وقال هاغاري أيضا "لقد اعتقل الجيش الإسرائيلي واستجوب مئات المشتبه بهم في أنشطة إرهابية، واستسلم الكثير منهم لنا في اليوم الأخير أيضا".
وتابع "نقوم بالتحقق من الأشخاص المرتبطين بحماس وغير المرتبطين بها.. نعتقل الجميع ونستجوبهم".
وقال أحد سكان بيت لاهيا، للصحيفة، إن الجيش اعتقل جميع الشباب في المنطقة، بمن فيهم المدنيون.
ويشن الجيش الإسرائيلي حملة واسعة في غزة عن طريق الجو والبر، بحثا عن مسلحي حماس التي نفذت هجوما مباغتا على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف نحو 240 آخرين، وفق السلطات الإسرائيلية.
وأسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من شهرين، عن مقتل 17177 شخصا، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس الخميس.